داعش تنظيم جمع شرورا تفرقت في غيره من أهل الزيغ والضلال، فأخذ من الخوارج المسارعة إلى التكفير بالشبهة متبوعة باستحلال الدماء المعصومة والأموال المصونة، ووافق الروافض في استغلال عاطفة التدين في سوق الطغام والعوام تحت رايات براقة كالدفاع عن حقوق آل البيت، أو إقامة الخلافة، وذلك من قبل قيادات مخترقة ومحترقة.
لكن تميزت داعش بالوحشية في الفتك بالخصوم، وابتكار وسائل القتل التي لم يسبقهم إليها مجرم أو أثيم. أما الجناية الكبرى ففي ربط ذلك كله بالإسلام وارتكابه تحت راية الخلافة!
حتى جاء من تفوق على إجرامهم، وزاد على طريقتهم فاستدرج الصحفي جمال خاشقجي إلى قنصلية بلاده في إسطنبول ثم قتله وقطع أوصاله وأخفاها، وفق خطة أعدت سلفا، كما ذكر بيان المدعي العام التركي.!
ولم يظهر حتى الآن هل دفنوها في أماكن متفرقة أم أذابوها بحمض الكبريت (الأسيد)؟ وإلا فأين الجثة بعدما أقر المدعي العام السعودي أن خاشقجي قتل داخل القنصلية عمدا؟ وبدلا من أن يكشف لنا عن سر الصناديق التي خرجت فيها عظام خاشقجي مكسرات، إذا به يخرج علينا بصناديق الحلويات والمكسرات!
فهل يلتحق ولي العهد بتنظيم داعش بعد أن ضاق عليه الخناق، واتفقوا في الوسائل والغايات؟ هل يصبح وليا لعهد البغدادي وأميرا في التنظيم، وسجله في اليمن وسوابق أعماله يؤهلانه لذلك؟ هل سيتغير اسم التنظيم إلى "الدب الداعش"، أم أنه سيكون سببا في وقوع الخراب والدمار واستباحة البيضة والحرمة، كما تفعل داعش في كل بقعة حلت فيها، أو تمددت في أراضيها؟
قبل الغرق
هل سيتدارك العقلاء والحكماء السفينة قبل الغرق، صيانة لبلاد الحرمين مما يحاك لها، ومن العبث الذي أوصلها إلى هذا الدرك؟
فقد بدا واضحا أن الأتراك يملكون الأدلة التي تدين محمد بن سلمان شخصيا في جريمة اغتيال خاشقجي، وأن بلادهم كانت مقصودة بعمل الجريمة فيها وانتقاص سيادتها، والنيل من سمعتها، وليس الترك ممن يغض الطرف، أو يتنازل عن الرد بالمثل، لكن أنى لأحداث الأسنان وسفهاء الأحلام إدراك ذلك؟
روى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(دَعُوا الْحَبَشَةَ مَا وَدَعُوكُمْ وَاتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وحسنه الألباني في "صحيح أبي داوود"
قال السندي في شرح الحديث: " أَيْ اُتْرُكُوا الْحَبَشَة وَالتُّرْك مَا دَامُوا تَارِكِينَ لَكُمْ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ بِلَاد الْحَبَشَة وَعِرَة وَبَيْن الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنهمْ مَفَاوِز وَقِفَار وَبِحَار، وَأَمَّا التُّرْك فَبَأْسهمْ شَدِيد".
فريق الاغتيال
أبى فريق الاغتيال السعودي المكلف بقتل جمال خاشقجي إلا أن يعيد للأذهان أبشع صفحات التاريخ، ويذكر بالملوك المتجبرين وحاشيتهم من السفاحين الذين يكرعون من نفس المستنقع الآسن، فقد سبقهم إلى نشر المؤمنين بالمناشير ملك ذكر لنا القرآن الكريم قصته في سورة البروج وهي قصة أصحاب الأخدود: حيث آمن جليس للملك كان قد ذهب بصره، فذهب إلى غلام أصحاب الأخدود يسأله الشفاء، فقال له إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله تعالى، ودعاه للإيمان ثم دعا الله له فشفي، فلما دخل على الملك سأله: من رد إليك بصرك؟ فقال: الله.
قال الملك: وهل لك من رب سواي؟ قال: نعم ربي وربك الله.
قال الملك: إما أن ترجع عن دينك وإلا قتلتك، فأبى الرجل، فأمر بمنشار فنشره من مفرق رأسه، حتى شقه نصفين! ثم كرر ذلك مع الراهب معلم الغلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق