السبت، 3 نوفمبر 2018

لماذا يبحث الآن محمد بن سلمان عما يحتمي به؟

من يتسلم مقاليد الأمور من محمد بن سلمان سيتوجب عليه الاتعاظ بما تسبب في سقوطه
لماذا يبحث الآن محمد بن سلمان عما يحتمي به؟

ديفيد هيرست
يتعرض عالم محمد بن سلمان للانكماش بشكل متسارع. فبعد غياب طويل في لندن، عاد عمه وخصمه اللدود الأمير أحمد بن عبد العزيز إلى الوطن، ليستقبل كما يستقبل الأبطال، حيث سارع كبار الأمراء للترحيب به لحظة وصوله إلى المطار، ثم في حفلات الاستقبال التي نظمت له بعد ذلك.
وكان من بين هؤلاء بعض كبار الأوزان، مثل رئيس المخابرات السابق خالد بن بندر، ونائب وزير الدفاع السابق خالد بن سلطان، وولي العهد السابق مقرن بن عبد العزيز. ثمة دلالة مهمة في عدم ظهور صور حتى الآن للأمير أحمد مع محمد بن سلمان، رغم ما ذكر في بعض التقارير من أن محمد بن سلمان وشقيقه خالد بن سلمان رحبا بالأمير العائد لحظة وصوله إلى المطار. ولقد بلغني أن الأمير أحمد رفض أن تلتقط له صور مع أي منهما، في إشارة إلى أنه لم يرد أن تستغل عودته لإعطاء الانطباع بأنه يقر ابن أخيه على ما هو عليه.
يذكر أنه قبل شهرين فقط، كان لمحمد بن سلمان من الجبروت ما مكنه من تقويل عمه ما لم يقله. حدث ذلك بعد أن مشى الأمير أحمد باتجاه مجموعة من المحتجين اليمنيين والبحرينيين، الذين تجمعوا أمام منزله في لندن، ليخبرهم بأن عائلة آل سعود لا تتحمل المسؤولية عن الحرب في اليمن. وعندما سأله المحتجون: "فمن يتحمل المسؤولية إذن"، قال لهم الأمير: "الملك وولي عهده، وغيرهم ممن يديرون شؤون الدولة".
خلال ساعات، نقلت وكالة الأنباء السعودية التي تخضع لسيطرة الدولة عن الأمير أحمد قوله إن "التفسير" الذي ذهب إلى أنه انتقد الملك كان "خاطئا". وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الأمير أحمد كان ببساطة يقول إن العائلة الملكية هي المسؤولة، وذلك بسبب ما يحتله أفرادها من مواقع داخل الحكومة.
كنت قد كتبت في ذلك الوقت أقول إن الأمير أحمد أعلن تمسكه بما صدر عنه ابتداء، وبأنه كان يفكر في البقاء في المنفى بشكل دائم. بعد شهرين على تلك الحادثة، تلتزم وسائل الإعلام السعودية الرسمية الصمت التام بشأن عودة نجل مؤسس المملكة الملك عبد العزيز. ولا ريب في أن محمد بن سلمان لا يجرؤ اليوم على تقويل عمه ما لم يقله، كما فعل من قبل. 
منذ عودته إلى البلاد هذا الأسبوع، عقد الأمير أحمد العديد من اللقاءات مع أشقائه وكبار أمراء آل سعود. شهدت تلك اللقاءات حوارا مفتوحا حول كيفية التعامل مع الأزمة الحالية، وهو ما كان واردا حدوثه قبل أسابيع قليلة حينما كان محمد بن سلمان في وضع يمكنه من فرض رقابة تامة على العائلة.
العاهل السعودي بدا كما لو أنه يقرأ من ورقة، بدليل أنك إذا سألته سؤالا ما لا يستطيع الإجابة، بحسب ما قال مصدر كان موجودا حينها داخل مكتب أردوغان. إلا أن ذلك لم يفت في عضد أردوغان، الذي قال للملك بكل وضوح: "إذا أرادت المملكة العربية السعودية إنقاذ نفسها فلا بد من تسليمنا الجثة".
ما من فرد من أفراد عشيرة آل سعود إلا ويشعر بلظى جريمة القتل التي تعرض لها جمال خاشقجي. لقد سحبت كلية كيندي التابعة لمركز هارفارد بيلفر دعوتها للأمير السعودي تركي الفيصل ليحاضر فيها لمدة أسبوع، بحسب ما أفادت به يوم الجمعة صحيفة ذي ديلي بيست. ففي مقابلة أجريت معه صرح الأمير تركي، الذي كان في وقت مضى قد شغل منصب السفير السعودي لدى الولايات المتحدة بما يلي: "تلقيت رسالة ... تفيد بكل أدب بأنه قد لا يكون هذا هو الوقت المناسب لمجيئك للتدريس بسبب قضية خاشقجي". وسعيا منه لتلطيف الأجواء بعيد عودة عمه من الخارج، أمر محمد بن سلمان بإطلاق سراح الأمير خالد، الشقيق الأصغر للأمير الوليد بن طلال. 
البحث عن حصن مكين
خلال أقل من أسبوع، انتقل محمد بن سلمان من وضع كان يستعرض فيه بخيلاء أمام العالم كله إلى وضع يبحث فيه عن حصن مكين. ما بدا منه من خيلاء موثق بشكل جيد، ولا يحتاج المرء سوى لأن يعود إلى المقابلة التي أجرتها معه بلومبيرغ بعد أيام قليلة على جريمة قتل خاشقجي، وواضح أنه لم يصح من غفلته إلا بعد حين، ليدرك حجم المشاكل التي تراكمت على كاهله. 
بعد أيام قليلة على جريمة القتل داخل القنصلية، أرسل محمد بن سلمان رئيس المخابرات خالد علي الحميدان إلى تركيا، الذي عاد يساوره القلق حول كم المعلومات المتوفرة لدى الأتراك، وكانت خلاصة التقرير الذي قدمه لدى وصوله إلى الرياض تفيد بأن الوضع في غاية السوء. 
وصل بعده إلى أنقرة خالد الفيصل، مستشار الملك وأمير مكة، والذي تقدم بمجموعة من العروض أثناء اجتماعه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن ذلك أن تقوم السعودية بمساعدة تركيا من خلال الاستثمار فيها، وكذلك من خلال شراء الأسلحة منها. يفيد مصدر مطلع بأن أردوغان قاطعه قبل أن يكمل حديثه قائلا له: "هل تحاول أن ترشيني؟" ثم سمح لخالد الفيصل بالاستماع إلى شريط مسجل لجريمة قتل خاشقجي مدته خمس عشرة دقيقة. فعاد أدراجه يجر ذيول الفشل. 
في تلك الليلة ذاتها، أجرى الملك سلمان أول مكالمة هاتفية له مع أردوغان، تمخض عنها إطلاق عملية تحقيق مشترك، ثم تبعتها مكالمة هاتفية أخرى، قال فيها الملك سلمان لأردوغان: "سوف نتخذ إجراءات، وسوف يعاقبون جميعا." تبع ذلك مباشرة الإقرار السعودي الرسمي بأن جريمة قتل وقعت فعلا داخل القنصلية، وأنه تم إلقاء القبض على خمسة عشر رجلا، هم أعضاء فرقة الموت التي نفذت الجريمة، وأنه تم فصل مسؤولين كبيرين من عملهما؛ لما يتحملانه من مسؤولية عن تلك الفرقة. 
علمت من مصادر لديها اطلاع جيد على تفاصيل المكالمات التي تلقاها أردوغان من الملك بأن العاهل السعودي بدا كما لو أنه يقرأ من ورقة، بدليل أنك إذا سألته سؤالا ما لا يستطيع الإجابة، بحسب ما قال مصدر كان موجودا حينها داخل مكتب أردوغان. إلا أن ذلك لم يفت في عضد أردوغان، الذي قال للملك بكل وضوح: "إذا أرادت المملكة العربية السعودية إنقاذ نفسها فلا بد من تسليمنا الجثة".
تقيدت قدرة البيت الأبيض على النهوض دفاعا عن حليفه السعودي، البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما، بفضل رد فعل وسائل الإعلام الدولية، والتي بات لها مفعول مؤثر
ذكر أردوغان ذلك مرتين على الملأ. واليوم بدد كل الشكوك، وأثبت بأنه رجل لا يمكن شراؤه. فقد قال في مقال نشرته له صحيفة الواشنطن بوست اليوم: "نعلم أن الأمر بقتل خاشقجي صدر عن أعلى المستويات في الحكومة السعودية". ولكنه في الوقت ذاته برأ الملك من المسؤولية، قائلا إنه لم يخطر بباله ولو لثانية واحدة أن الملك سلمان أمر شخصيا باستهداف خاشقجي. وشبه أردوغان جريمة القتل بفضيحة واترغيت. 
"تنضوي جريمة قتل جمال خاشقجي على أكثر من مجرد مجموعة من المسؤولين الأمنيين، تماما كما أن فضيحة واترغيت كانت أكبر من مجرد اقتحام، وكما أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية كانت أكبر من مجرد من نفذوا عملية خطف الطائرات. وكأعضاء مسؤولين في المجتمع الدولي علينا أن نكشف عن هوية من أصدر الأمر بقتل خاشقجي ونكتشف من هم أولئك الذين وضع المسؤولون السعوديون -الذين مازالوا يحاولون التستر على الجريمة- قد وضعوا ثقتهم فيهم". لا يوجد رسالة أوضح من ذلك بأن ثمن إغلاق هذه القضية هو رأس محمد بن سلمان. 
مهمة أحمد
يوجد أمام الأمير أحمد بن عبد العزيز واحد من مسارين اثنين. إما الأول فهو إقناع محمد بن سلمان بإبرام صفقة، بحيث يتخلى عن موقعه كولي للعهد، وعن مواقعه المسؤولية الأمنية في وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، مقابل الاحتفاظ بدوره كمصلح اقتصادي. 
وأما المسار الآخر، فهو أن يلقي به من النافذة. يذكر أن رئاسة هيئة البيعة، التي تناط بها اسميا على الأقل مهمة إقرار التعيينات الملكية، ما زالت شاغرة منذ وفاة مشعل بن عبد العزيز. وفيما لو تم ترشيح أحمد بن عبد العزيز رئيسا لهيئة البيعة فسيلعب دور صانع الملوك. 
تتوقف مهمة أحمد بن عبد العزيز على عاملين. أما العامل الأول فهو المدى الذي سيتمكن من خلاله من إقناع آل سعود بأنه لا مفر من عمل شيء إزاء ابن أخيه، الذي تمادى في أخطائه، التي باتت لا تحتمل، والتي ما عاد يمكن له بسببها أن يصبح ملك البلاد القادم. ومن هذه الأخطاء حرب اليمن، وخطف رئيس وزراء لبنان، وفرض الحصار على دولة قطر، وفشل مشروع طرح أسهم شركة أرامكو للاكتتاب، والتخلي عن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية القادمة، والآن قتل جمال خاشقجي. 
قائمة الأخطاء طويلة، ويمكن أن تطول أكثر فيما لو أصبح ابن سلمان ملكا. 
وأما البعد الأخر، فيتمثل في الموقف الأمريكي. لقد تخلى دونالد ترامب منذ مدة عن الزعم بأن تصريحات السعوديين صادقة، وذلك أنهم غيروا أقوالهم خمس مرات حتى الآن، وكان آخرها نفي المدعي العام السعودي سعود المعجب (الذي وصفه نظيره التركي بأنه من أحط الخلق) أن جثة خاشقجي سلمت إلى "متعاون محلي". 
تقيدت قدرة البيت الأبيض على النهوض دفاعا عن حليفه السعودي، البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما، بفضل رد فعل وسائل الإعلام الدولية، والتي بات لها مفعول مؤثر. لربما تفاجأ خاشقجي وتشرف بحقيقة أن جريمة قتله أصبحت شأنا عالميا يتصدر الأخبار، ولا أدل على ذلك من أن مقال خطيبته خديجة جنكيز، التي فجعت به، قد نشر في لوموند (بالفرنسية)، وفي الغارديان، وفي الواشنطن بوست (بالإنجليزية)، وفي بوبليكو (بالإيطالية)، وفي ديرشبيغل (بالألمانية).
الأشخاص الذين عزلهم محمد بن سلمان كانوا أكثر خبرة منه، وهم الذين قضوا عقودا في مناصبهم. ومن هؤلاء متعب بن عبد الله الذي قضى سنوات في الحرس الوطني قبل أن يصبح رئيسا له
لن تسمح وسائل الإعلام الأمريكية لترامب هذه المرة بالإفلات. ونظرا لخشيته من أن يخسر حزبه في انتخابات الكونغرس النصفية فقد خفف من حدة خطابه، فهو يعلم أنه بعد هذه الانتخابات قد يكون أقل قدرة على حماية حريته في قول ما يريد. 
الاستقرار
في تناغم تام، تجد صهر الرئيس ترامب، جاريد كوشنر، ومعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والأبواق المستأجرة من قبل محمد بن سلمان داخل واشنطن، يلجأون جميعا إلى الحجة القائلة بأن خلع محمد بن سلمان سيؤدي إلى زعزعة المملكة بأسرها. 
هم يعترفون بما يصفونه "زلات" محمد بن سلمان، مثل اعتقال النساء الناشطات، وافتعال الأزمات الدبلوماسية مع ألمانيا وكندا، والفوضى المحيطة باختطاف رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، وحصار قطر، والحرب في اليمن.  ولكنهم مع ذلك يقولون إن عزل محمد بن سلمان من منصب ولي العهد "لا هو واقعي ولا هو حكيم".
كتب علي الشهابي في أرابيا فاونديشن: "إن العودة إلى موضوع الخلافة على العرش لن يكون من شأنه فقط أن ينهي تعيينا وضع حد لسنوات من عدم اليقين السياسي فيما يتعلق بنقل السلطة من جيل إلى جيل داخل العائلة الملكية، ولكنه يمكن أن يهدد مصير الإصلاحات الأساسية التي تمكن محمد بن سلمان بنجاح من الدفع بها، لأن من سيخلفه سيقوم في الغالب بالتراجع عن كثير من هذه الإصلاحات؛ لكي يكسب تأييد طبقة رجال الدين ورضى العناصر الأخرى الساخطة داخل المجتمع". 
ومضى الشهابي يقول: "من المؤكد أن ولي العهد ليس ديمقراطيا من النمط الجفرسوني. إلا أن التاريخ يثبت لنا أن الأمم أكثر ما تكون عرضة للمخاطر أثناء لحظات التحول فيها، وهذا ما ينطبق تماما على مملكة تعاني من استقطاب عميق مثل المملكة العربية السعودية، تحيط بها الأخطار على شكل حركات جهادية سنية وحركات جهادية شيعية مدعومة من قبل إيران، كلها تريد إسقاط المملكة". بمعنى آخر، إذا ما عزلتم ابن سلمان فإنكم تهددون الدولة ذاتها. 
لو تُرك محمد بن سلمان في موقعه، وأفلت من المساءلة بمجرد صفعة بسيطة على رسغيه، فإن ذلك سيعني تهديد وجود المملكة بأسرها، لأنه سيكون بمثابة السماح لوحش ضار بأن يعيش ليوم آخر
إلا أن هذه الحجة تعتريها المشاكل. أولا، بمجرد صعوده إلى السلطة أقدم محمد بن سلمان على عزل الشخصيات ذاتها التي كانت واشنطن تعتمد عليها في ضمان استقرار البلاد، وكان أبرزهم ابن عمه محمد بن نايف، الذي عزل من منصبه ثم ألقي به جانبا؛ بفعل آلة التشويه وتلطيخ السمعة التي لجأ إليها محمد بن سلمان لوصمه بالمدمن على المخدرات. 
أما المشكلة الثانية، فهي أن الأشخاص الذين عزلهم محمد بن سلمان كانوا أكثر خبرة منه، وهم الذين قضوا عقودا في مناصبهم. ومن هؤلاء متعب بن عبد الله الذي قضى سنوات في الحرس الوطني قبل أن يصبح رئيسا له، وخلال ذلك الوقت تمكن متعب من بناء شبكات من الولاءات والتحالفات. أما ابن سلمان، فلم يقض ما يكفي من الوقت في أي وظيفة حتى يتمكن من إقامة مثل هذه الشبكات، فيما عدا أولئك النفر الذين يجد نفسه الآن مضطرا للتخلص منهم. 
مرشحون لمنصب ولي العهد
لا يوجد نقص في المرشحين لاستبدال محمد بن سلمان. فهناك شقيقه فيصل بن سلمان، خريج أكسفورد، ناهيك عن الأسماء التي ورد ذكرها آنفا. ومن السخف أن يقول أحد إنه لم يبق سوى شخص واحد من آل سعود الذين يبلغ تعدادهم ثلاثين ألفا. بل هناك العديد ممن هم أكثر خبرة وحكمة من ولي العهد الحالي. 
أيا كان الشخص الذي سيستلم مقاليد الأمور من محمد بن سلمان فسيتوجب عليه تعلم الدرس والاعتبار مما حصل لسلفه. وذلك بالضبط ما عبر عنه بوضوح تام الرجل الذي قتله. كان لدى جمال خاشقجي "مقترح متواضع" لآل سعود، وهو أن الإصلاح الاقتصادي الذي كان بلا شك من مؤيديه ينبغي أن يرافقه نوع من الإصلاح السياسي. الأمر في غاية الوضوح، بحيث لا يستحق التكرار، ولكنه الحقيقة الساطعة التي حال الدعم المستمر لابن سلمان دون القبول بها. 
أما فيما لو تُرك محمد بن سلمان في موقعه، وأفلت من المساءلة بمجرد صفعة بسيطة على رسغيه، فإن ذلك سيعني تهديد وجود المملكة بأسرها، لأنه سيكون بمثابة السماح لوحش ضار بأن يعيش ليوم آخر.
المصدر: "ميدل إيست آي"

منقول عن "ميدل إيست آي"

Why Mohammed bin Salman is now circling the wagons

Whoever takes over from bin Salman would have to apply the lesson of his demise.

كل من يتولى المنصب من بن سلمان سيتعين عليه تطبيق درس موته.
عالم محمد بن سلمان يتقلص بسرعة. بعد غياب طويل في لندن ، عاد عمه وعبده ، الأمير أحمد بن عبد العزيز ، إلى منزله لاستقبال الأبطال.وقد توافد كبار الأمراء لاستقباله ، في المطار وحفلات الاستقبال التي عقدت بعد ذلك.
ويشمل الترحيب شخصيات ثقيلة مثل مدير المخابرات السابق خالد بن بندر ونائب وزير الدفاع السابق خالد بن سلطان وعهد ولي العهد السابق مقرن بن عبد العزيز. ويقال إنه لم تظهر أي صور حتى الآن لأمير أحمد مع محمد بن سلمان ، رغم أن هناك تقارير بأن بن سلمان وأخيه خالد بن سلمان استقبلته في المطار.
أفهم أن أحمد رفض أن يتم تصويره إما ، أو أن يستخدم عودته كتأييد لابن أخيه.
قبل شهرين فقط ، كان بن سلمان قويًا بما يكفي ، بصفته ولي العهد السعودي الحالي ، لوضع الكلمات في فم عمه. حدث ذلك بعد أن سار أحمد إلى مجموعة من المتظاهرين اليمنيين والبحرينيين خارج منزله في لندن ليخبرهم أن عائلة آل سعود لا تتحمل أية مسؤولية عن الحرب في اليمن. وعندما سئل من قبل المتظاهرين الذين كانوا مسؤولين ، أجاب الأمير: "الملك وولي العهد ، وغيرهم في الدولة".
حفل استقبال للأمير أحمد بن عبد العزيز يوم الثلاثاء بعد عودته إلى المملكة العربية السعودية (تزويد)
وفي غضون ساعات ، نقلت وكالة الأنباء السعودية التي تسيطر عليها الدولة عن الأمير أحمد قوله إن "التفسير" بأنه انتقد الملك "غير دقيق". وقال "سبا" إن الأمير أحمد كان يقول إن العائلة المالكة هي المسؤولة عن مواقفها في الحكومة.
كما ذكرت في ذلك الوقت ، تمسك أحمد بتصريحاته الأصلية واعتبر المنفى الدائم. بعد شهرين ، صمت الإعلام السعودي الرسمي عن عودة الابن الضال لمؤسس المملكة ، الملك عبد العزيز. بن سلمان لا يجرؤ على وضع الكلمات في فم عمه الآن.
منذ عودته هذا الأسبوع ، عقد أحمد العديد من الاجتماعات مع إخوانه وأمراء آل سعود الكبار. كان هناك نقاش مفتوح حول كيفية التعامل مع الأزمة الحالية. لكن لم يكن الأمر كذلك قبل بضعة أسابيع عندما كان بن سلمان في وضع يسمح له بفرض الرقابة الكاملة على الأسرة.
كل عضو في عشيرة آل سعود يشعر بحرارة مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في أوائل شهر أكتوبر. أفادت "ذي ديلي بيست" يوم الجمعة أن مدرسة كنيدي التابعة لجامعة هارفارد بلفر استغنت الأمير السعودي الفيصل عن أسبوع في الإقامة .في المقابلة ، قال تركي ، ابن المغفور له الملك فيصل والسفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة: "لقد لاحظت ... بأدب شديد القول" قد لا يكون هذا هو الوقت المناسب بالنسبة لك للحضور والمحاضرة بسبب قضية خاشقجي ". 
في محاولة لتخفيف أثر عودة عمه ، أفرج بن سلمان أيضاً عن خالد ، الشقيق الأصغر للوليد بن طلال ، من السجن.

تحريك العربات

بن سلمان ، في أقل من أسبوع ، انتقل من تبخير المسرح العالمي لدوران العربات. غرورته الأولية موثقة بشكل جيد. فقط قم بإعادة قراءة المقابلة التي قدمها إلى بلومبرج بعد بضعة أيام من مقتل خاشقجي. استغرق الأمر بعض الوقت للواقع أن يتفجر عليه حول حجم المشاكل التي واجهها.
بعد أيام قليلة من مقتل القنصلية ، أرسل بن سلمان رئيس الاستخبارات ، خالد بن علي الحميدان ، إلى تركيا. عاد قلقه حول مدى معرفة الأتراك وذكروا إلى الرياض أن الوضع كان سيئًا للغاية.
وكان مستشار الملك وحاكم مكة المكرمة ، خالد الفيصل ، قد وصل بعد ذلك إلى أنقرة. ألقى سلسلة من العروض في اجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: يمكن أن تساعد المملكة العربية السعودية في استثماراتها. يمكن أن تشتري أسلحة تركية. قطع أردوغان عنه في منتصف التدفق ، وفقا لمصدر مطلع. "هل تحاول رشحتي؟" سأل صراحة. سمح للفيصل بالاستماع إلى شريط فيديو مدته 15 دقيقة عن مقتل خاشقجي. عاد بشعور من الفشل.
في الليلة نفسها ، أجرى الملك سلمان أول مكالمة هاتفية له مع أردوغان. ونتيجة لذلك ، تم إجراء تحقيق مشترك. مكالمة هاتفية أخرى تلت ذلك. قال الملك سلمان لأردوغان: "سوف نتخذ تدابير. سيتم معاقبة الجميع" ، وبعد ذلك جاء اعتراف سعودي رسمي بأن جريمة قتل وقعت في القنصلية ، وتم اعتقال فريق القتل المكون من 15 شخصًا ، واثنين من كبار المسؤولين المسؤول عنهم أقال.
في مكالمات أردوغان مع الملك سلمان ، أخبرتني مصادر مطلعة على الحديث أن الملك السعودي يبدو أنه يقرأ من ورقة. وقال أحد الحاضرين في مكتب أردوغان "عندما سألتوه سؤالا لم يستطع الإجابة". كان أردوغان لا ينفصم. أخبر سلمان: "إذا كانت المملكة العربية السعودية تريد إنقاذ نفسها ، فنحن نريد الجسد".

لقد قال أردوغان هذا مرتين علنا. اليوم بدد أي شكوك متواصلة بأنه يمكن شراؤه. وكتب في الواشنطن بوست: "نعرف أن الأمر بقتل خاشقجي جاء من أعلى مستويات الحكومة السعودية".
إلقاء اللوم على ملك اللوم (أردوغان قال انه لم "يؤمن لثانية واحدة" بأن الملك السعودي سلمان أمر شخصيا بالضرب على خاشقجي) ، اردوغان يشبه القتل إلى ووترغيت .
"إن قتل جمال خاشقجي ينطوي على أكثر بكثير من مجموعة من المسؤولين الأمنيين ، تماماً كما كانت فضيحة ووترغيت أكبر من أي اقتحام ، والهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر تجاوزت الخاطفين. كأعضاء مسؤولين في المجتمع الدولي ، يجب أن تكشف عن هويات العملاء الدائمين وراء مقتل خاشقجي وتكتشف أولئك الذين وضع المسؤولون السعوديون - الذين ما زالوا يحاولون التغطية على القتل - ثقتهم ".
لا يمكن أن تكون هناك رسالة أوضح بأن سعر الإغلاق في هذه القضية هو رأس بن سلمان.

مهمة أحمد

هناك سيناريوهان الآن لأحمد لمتابعة. الأول هو الحصول على بن سلمان لإبرام صفقة. ويتخلى عن منصبه كولي العهد إلى جانب محفظته الأمنية ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية وأجهزة الأمن. في المقابل ، يحتفظ بدوره كمصلح اقتصادي.
والثاني هو الذهاب ل defenestration له. تُعد رئاسة مجلس البيعة ، التي هي على الأقل اسمياً يعاقب ويوافق على التعيينات الملكية ، شاغرة بعد وفاة مشعل بن عبد العزيز. إذا تم ترشيح أحمد رئيسًا للجسد ، فسوف يلعب دور صانع الملوك.
قراءة المزيد
تعتمد مهمة أحمد على عاملين. إلى أي مدى يمكن له أن يحفز الرأي داخل بيت آل سعود أن هناك شيئًا يجب القيام به حيال ابن أخيه ، وأنه ارتكب الآن الكثير من الأخطاء ليعتبر ملكًا مستقبليًا. هناك الحرب في اليمن ، واختطاف رئيس وزراء لبناني ، وحصار قطر ، وفشل الاكتتاب العام في شركة أرامكو ، والتخلي عن القدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية ، والآن قتل جمال خاشقجي.
والقائمة طويلة وتهدد بالطول إذا أصبح ابن سلمان ملكا.
والثاني هو موقف أمريكا. لطالما تخلى دونالد ترامب عن الخط الذي كانت فيه التصريحات السعودية ذات مصداقية. لقد قاموا بتغييرها خمس مرات بالفعل ، وكان آخرها إنكار المدعي السعودي سعود الموجب (الذي وصفه نظيره التركي بأنه "أدنى مستوى منخفض") بأن جثة خاشقجي قد تم تمريرها إلى "متعاون محلي".
في مواجهة الاستنتاج الحتمي بأن بن سلمان ، رجل نقطة ترامب في الشرق الأوسط ، أمر بالقتل ، وكان على اتصال وثيق مع فرقة القتل التي فعلت ذلك ، البيت الأبيض يلعب لوقت. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الخميس إن الأمر سيستغرق "أسابيع أخرى" قبل أن تحصل الولايات المتحدة على أدلة كافية لفرض أي عقوبات.
إن قدرة البيت الأبيض على التسرع في الدفاع عن رعايته السعودية البالغ من العمر 33 عاماً كانت محدودة بسبب رد فعل الإعلام الدولي ، الذي كان له تأثير على أعماله. سوف يندهش خاشقجي ويفتخر بحقيقة أن مقتله أصبح أخباراً عالمية. نشر مقال من قبل خطيبته المأساوية ، هاتيس جنجيز ، من قبل لوموند ، الجارديان ، واشنطن بوست ، بوبليكو ودير شبيغل.
لن تسمح وسائل الإعلام الأمريكية لترك ترامب بهذا الأمر. إن خطر خسارة الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي الأسبوع المقبل يهدئ من نزعة ترامب العرفية المعتادة تحت الضغط. وهو يعلم أنه بعد هذه الانتخابات قد يكون لديه حرية أقل لحماية نفسه من الذي اعتاد عليه حتى الآن.

'المزيد'

في انسجام تام تقريباً ، قام كل من صهره جاريد كوشنر ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، وبنوت بن سلمان المدفوع في واشنطن ، بنشر نفس الحجة: إن زعزعة بن سلمان ستزعزع استقرار المملكة ككل.
وهم يعترفون بما يسمونه "أخطاء" بن سلمان التي ثبتت صحتها: اعتقالات الناشطات السياسيات ، والأزمات الدبلوماسية مع ألمانيا وكندا ، و "التشابه" الذي يحيط برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري (اختطافه) ، ومقاطعة قطر ، و "الإخفاق". الحرب على اليمن.
لكنهم يقولون إن إزالة بن سلمان على رأس ولي العهد "غير واقعية ولا حكيمة". 
"إعادة النظر في الخلافة الملكية ليس فقط أن إنقلب موعد الذي وضع نهاية للسنوات من عدم اليقين السياسي على نقل الأجيال السلطة داخل العائلة المالكة ولكن أيضا قد وضع في خطر الإصلاحات الأساسية التي MBS دفعت بنجاح من خلال، لأن أي خليفة يقول علي الشهابي في مؤسسة العربية: "من المرجح أن تقلب الكثير من هذه الإصلاحات للحصول على دعم من الطبقة الدينية وغيرها من عناصر المجتمع الساخطين"  .
كل من يتولى المنصب من بن سلمان سيتعين عليه تطبيق الدرس المستفاد من زواله. وقد تم التعبير عن ذلك بشكل أوضح من قبل الرجل الذي قتل.
"إن ولي العهد بالتأكيد ليس ديمقراطيا جيفرسون" ، يكافح الشهابي باختصاره. "ومع ذلك ، فإن التاريخ يبين لنا أن الدول هي الأكثر ضعفاً خلال لحظات الانتقال ، وهذا هو الحال على وجه الخصوص بالنسبة لمملكة مستقطبة بعمق مثل المملكة العربية السعودية ، التي يحيط بها الخطر في شكل الجهاديين السُنّة والشّيعة المدعومين من إيران الحركات الجهادية ملتزمة بسقوطها ".
وبعبارة أخرى ، قم بإزالة بن سلمان ، وتعرض الدولة للخطر.
هذا مليء بالمشاكل. أولاً ، في نهوضه السلطة ، قام بن سلمان بإزالة القوى الأمنية السعودية التي كانت تعتمد عليها واشنطن لضمان استقرار الدولة. ابن عمه الأكبر ، محمد بن نايف ، كان أحدهم. تمت إزالته وحطمه كمدمن للمخدرات بواسطة آلة مسحة بن سلمان.
المشكلة الثانية هي أن الأشخاص الذين أزال بن سلمان كانوا أكثر خبرة منه. لقد أمضوا عقودًا في تعلم تجارتهم. أمضى متعب بن عبد الله سنوات في الحرس الوطني قبل أن يصبح قائداً لها. وبقيامه بذلك ، بنى متعب شبكات من الولاء. لم يكن بن سلمان في أي عمل طويل بما فيه الكفاية لإنشاء أي شبكات ولاء ، بخلاف أولئك الذين اضطروا الآن إلى استبعادهم.

المرشحين لولي العهد

لا يوجد نقص في المرشحين ليحلوا محل بن سلمان. هناك أخوه الأكبر المتعلم في أكسفورد ، فيصل بن سلمان. هناك أي من الأسماء المذكورة أعلاه. إنه هراء محسوس أن نقول أنه لا يوجد سوى منقذ واحد من آل سعود البالغ عددهم 30،000. هناك العديد من الرؤساء الأكثر خبرة وحكمة من رؤساء ولي العهد الحالي.
كل من يتولى المنصب من بن سلمان سيتعين عليه تطبيق الدرس المستفاد من زواله.
وقد تم التعبير عن ذلك بشكل أوضح من قبل الرجل الذي قتل. كان جمال خاشقجي لديه "اقتراح متواضع" بالنسبة إلى آل سعود. لقد كان الإصلاح الاقتصادي الذي دعمه بلا شك مصحوباً بقدر من الإصلاح السياسي. هذا واضح لدرجة أنه لا يستحق تكراره ، لكن الحقيقة الأعمى هي أن الدعم المتواصل لابن سلمان يرفض قبوله.
إن ترك بن سلمان في موقعه ، للسماح له بالهروب مع صفعة على الرسغين ، هو أن يعرض المملكة للخطر ويسمح للوحش أن يعيش يومًا آخر.












































































































































































































































































































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق