الثلاثاء، 8 أبريل 2025

عدنان إبراهيم .. صمت دهراً ونفث سُمَّاً

 عدنان إبراهيم .. صمت دهراً ونفث سُمَّاً

د/ عز الدين الكومي

تحدث “عدنان إبراهيم” – المتحول إماراتياً – عن حركة حماس و”طوفان الأقصى” وهجوم 7 أكتوبر حديثاً لا معنى له سوى الدياثة الأخلاقية من أشباه الرجال الذين رضعوا لبان الخضوع والذل والمهانة، وباعوا دينَهم بالبترودولار .

كان على المدعو عدنان إبراهيم أن يتطهر ويغتسل من الجنابة السياسية قبل أن يتحدث عن “طوفان الأقصى”، ولكنه بدلا من ذلك .. كال التهم للمقاومة جزافاً دون أن يدين جرائم جيش الاحتلال الصهيوني ولو بكلمة واحدة !!! .

عدنان إبراهيم هذا هو ابن غزة !! فكان يجب عليه نصرة أهله كما يفعل شباب الجامعات الأمريكية والأوروبية الذين يواجهون قرارات الحكومات التعسفية رغم اختلافهم مع أهل غزة في الدين والعروبة ، لكنه لم يفعل ذلك ، فالقيم لديه قابلة للتجزئة .!!

التزم عدنان إبراهيم الصمت طويلاً، ثم خرج عن صمته بعد أكثر من عام من العدوان الصهيوني البربري على غزة ليصف “طوفان الأقصى” – الذي ضرب جيش الاحتلال والكيان الصهيوني في مقتل – بالخطة التي أنقذت بنيامين نتنياهو سياسياً !! وأنه تم باتفاق بين نتنياهو وحماس !! ، وكأنه يقصد بذلك تبرير المجازر الصهيونية بحق النساء والأطفال في غزة !! .

فقد قال في تصريحات مثيرة للدهشة على بودكاست “عرب كاست” : “السبب الحقيقي الكامن وراء صمتي أنني فشلت ولا زلت أفشل في فهم ما حدث على أنه حتى سوء تقدير ، لكي أكون واضحاً .. كيف يكون سوء تقدير؟ ويعلم الله أنني في اللحظة الأولى التي سمعت بها خبر ما حدث في 7 أكتوبر علقت تعليقاً أصبح سائراً في العائلة وبين الأقارب والأصدقاء المقربين .. قلت لهم : لقد تم بيعنا، لقد تم بيعنا” ، ملمحاً إلى “أن حماس قامت بالعملية مع علمها بتبعاتها، تنفيذاً لأجندات خارجية” !!! .

كما ادّعى “عدنان” أن جيش الاحتلال هو من سهّل دخول المقاومين إلى مستوطنات غلاف غزة !! وأنه قام بفتح ثغرات في الجدار الفاصل بين القطاع والداخل المحتل لتسهيل دخولهم !!! ،

وفي الأخير طالب “حماس” بتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني عمّا جرى!!


ومن ناحيتنا نود أن نقول :

كان الأجدر بعدنان إبراهيم – ابن مخيم النصيرات في غزة – بدلاً من هذا الهراء والسذاجة الأخلاقية .. أن يكون صوتاً لأهل غزة الذين يتعرضون للإبادة الجماعية على يد جيش الاحتلال الصهيوني ، لكنه صمت على كل هذه الجرائم، ثم خرج فجأة لا لنصرة غزة – لا سمح الله – بل للتشكيك في المقاومة والمرابطين، واصفاً “طوفان الأقصى” بأنه “أمر دُبّر بليل” !! وهو بذلك يقوم بتبييض وجه الاحتلال الصهيوني من خلال تحميل الضحية المسؤولية وتبرئة الجلاد !! .

هذا السقوط من عدنان إبراهيم ليس مستغرباً منه ، فقد سبق له موقف غريب تجاه ثورات الربيع العربي .

فبعد أن أشاد وتغنى بها وأيدها ، وندد بالانقلاب على الشرعية في مصر وما تبعه من مذابح في ميدان رابعة وغيرها ، وأيد الثورة السورية ضد العصابة النصيرية الحاكمة .. سرعان ما انقلب على عقبيه قائلاً :

“قاتل الله السياسة، مزقت البلدان وفرّقت بين الإخوان، أنا لم أؤيد تلك الثورة من أول يوم، لأني لم أقتنع بها، وأنا أعتقد أن هذه الثورة لن تكون ثورة بريئة”.

كما قال إنه التقى مؤخراً وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد واصفا إياه : “والله ما وجدت فيه إلا وعياً، وأدباً، وحرصاً على الأمة، وحرصاً على الدين” !!! .

كما يرى عدنان أن الإمارات هي الأفضل في حقوق الإنسان على مستوى العالم العربي” ،!! رغم أن منظمة العفو الدولية ترى العكس من ذلك ، إذ ذكرت في بيان لها أن “السلطات الإماراتية – لا سيما جهاز أمن الدولة – أخضعت المعتقلين بمن فيهم الأجانب للاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري، كما فرضت قيودًا على حرية التعبير، وزجت بمنتقدي الحكومة في السجون حيث احتجزتهم في ظروف مزرية”.

وخلال لقاء تلفزيوني، سأله المذيع عن “البيت الإبراهيمي” في الإمارات فقال : “مشروع الديانة الإبراهيمية هو مشروع عظيم ممدوح، وفرحت جداً بهذا المشروع العبقري!”.

كما امتدح عدنان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رغم ما أحدثه من فساد وإفساد في البلاد عبر غلامه المدلل تركي آل الشيخ، الذي جذب كل المفسدين والمفسدات في الفنون المختلفة إلى السعودية، لنشر العري والانحلال الأخلاقي في بلد الحرمين الشريفين قائلاً: “إن ولي العهد ينطوي على أحلام كبيرة في المملكة العربية السعودية وحقق ما كنا نحلم فيه !! ، لم يشهد أي بلد عربي في المائة سنة الماضية تغيرات كما حدث في العامين الماضيين بالسعودية ، ومن يتهم السعودية بالتقصير الديني فعليه أن يراجع نفسه ، فالمملكة أنفقت المليارات في خدمة الدين” !! .

الطريف أن علاء مبارك نشر مقطع فيديو لعدنان إبراهيم يقول فيه : “قالوا مبارك خائن وعمر سليمان خائن، والحين صاروا يبكوا على أيام مبارك، طلع مبارك مش خائن، طلع مبارك طول حياته رفض أن يهدم الأنفاق، والأنفاق كانت تهرب السلاح ليل نهار ومبارك ساكت وإسرائيل تقول له اهدم، وهو يقول لا أهدم، هؤلاء يريدون أن يأكلوا” ، ولم يقل لنا عدنان شيئاً عن وصف الكيان الصهيوني لمبارك بأنه “كنز استراتيجي”!


نعوذ بالله من الخذلان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق