من أين لهم هذا؟!
فراج إسماعيل
كتبت من قبل منتقدًا بعنف الرئيس محمد مرسي لأن ابنه تقدم لوظيفة في وزارة الطيران المدني تم الإعلان عنها. الابن سحب لاحقًا طلبه ورغم هذا لم يسلم من هجوم الفضائيات.
ابنة المرشح الرئاسي السابق والمحتمل مستقبلًا حمدين صباحي تواجه اتهامات بالنصب على عدة مواطنين بينهم رئيس محكمة ولاعبا كرة قدم في نادي الزمالك وفنان، فقد حصلت منهم على عشرات الآلاف من الدولارات نظير استثمارها على الإنترنت وأرباح شهرية ولم تعطهم شيئًا.
بعضهم تردد في الإبلاغ عنها خشية نفوذ والدها، وتجنب "التوك شو" فتح الموضوع رغم جنوحه المعتاد للإثارة، ولولا وجود إعلام شريف ما سمع به أحد.
تظل قضيتها مجرد اتهامات لم تدن فيها وبذلك فهي بريئة وفق القاعدة القانونية المعروفة.
لكن هذا لا ينفي أننا نواجه ظواهر إثرائية لكائنات يقال إنها تحمل لواء استمرار الثورة وحمايتها.كما أننا أمام ظاهرة حمدين صباحي نفسه الذي لا يشغل أي وظيفة تدر عليه دخلًا.لا نتهمه بشيء، ولكن إقرار الذمة المالية الذي قدمه كمرشح رئاسي جعل الرأي العام يتساءل عن مورد إنفاقه الحالي فقد خرج من آخر وظيفة عام 2010، ومع ذلك يظهر مرتديًا بذل ماركات شهيرة بالإضافة إلى سيارته الفارهة.
كشخصية عامة يظل عرضة لسؤال الرأي العام.. من أين له هذا؟!..
وذلك لا يشينه ولا يشكك أحدًا في طهارة ماله، وإنما لتطمئن القلوب، فقد يصبح رئيسًا بعد 4 سنوات أو ضعفها، ويتزعم تيارًا شعبيًا يقول إنه يدافع عن العدالة الاجتماعية ويحارب الفساد.
عندما قدم أوراق ترشحه عرض حمدين صباحي فيديو له على القنوات الفضائية معلنًا ذمته المالية فقال: "تخرجت في كلية الإعلام عام 1976، وعملت صحفيًا مراسلًا لجريدة الخليج ثم رئيسًا لتحرير مركز الإعلام العربي (صاعد) ثم رئيسًا لتحرير صحيفة الكرامة حتى عام 2010، ومن ممتلكاتي 5 أفدنة أرض زراعية في زمام جمعية بلطيم الزراعية بالميراث عن والدي، وشقة في بيت والده في بلطيم، وشقة في القاهرة بالتقسيط وانتهيت من دفع تقسيطها منذ عام ونصف، وحجزت وحدة سكنية في مشروع نقابة الصحفيين منذ 10 سنوات، وأمتلك أسهما قيمتها 75 ألف جنيه في دار الكرامة للصحافة، وسيارة ماركة اسكودا 2011، و7 آلاف جنيه في حساب بالبنك الأهلى فرع المهندسين، وليست لدي أي ممتلكات عينية أو منقولة أخرى".
الآخرون سأشير إليهم بالمنطق نفسه، مكررًا أن ذلك ليس شكًا في طهارة مالهم ولكن أيضًا لتطمئن القلوب.
سأبدأ بأحمد ماهر زعيم حركة 6 إبريل لأنه بطل المسرح السياسي هذه الأيام بعد ضبطه واعتقاله في مطار القاهرة وما صاحب ذلك من ضجة لم تنته رغم الإفراج عنه.
هنا أستدل بمعارض شرس للرئيس محمد مرسي وللإخوان وهو عمر عفيفي المقيم في الولايات المتحدة، فقد كتب بعد القبض على أحمد ماهر ناصحًا حركة 6 إبريل طلب جواز سفره والاطلاع على أختام الوصول والمغادرة لأمريكا فقط، فسيجدونها 20 رحلة في سنتين، فإذا ضربوا كل رحلة في بدل سفر 5000 دولار في 7 جنيهات (قيمة صرف الدولار حاليًا) تكون الحصيلة من بدلات سفر أمريكا فقط 770000 جنيه، وكلها رحلات في السر لا يتم الإعلان عنها.
مدير تحرير موقع "دسوق اليوم" قام بكتابة ما أشبه بتقرير حالة فقد كان رفيقًا لهؤلاء في ميدان التحرير أثناء الثورة، وقد حرصت على الإشارة إليه لما يحتويه من معلومات استقصائية جدير بأن يهتم بها من ورد ذكرهم فيعقبون عليها بالنفي أو التفسير.
يقول إن بعضهم أصبح بين يوم وليلة يمتلك شقة فاخرة وسيارة فخمة رغم أن غالبيتهم لا يعملون ووظيفتهم المعلنة "ناشط سياسي".
أحمد دومة يمتلك حاليًا سيارة جيب شيروكي وشقة تمليك في المهندسين مع أنه دبلوم صنايع لا يعمل ووالده مدرس في مدرسة تابعة لإدارة أبو المطامير التعليمية.
شادي الغزالي حرب العضو المؤسس لحزب الدستور، معيد في كلية الطب لم يحصل على الماجستير، يمتلك سيارة فخمة "بي إم دبليو" غير الملابس الباهظة الثمن التي يرتديها على حد ما جاء في التقرير.
خالد تليمة عضو مكتب أمناء التيار الشعبي، كانت ظروفه أقل من حد الفقر ولا يكاد يغير قميصه الذي يرتديه، وبعد دعمه لحمدين صباحي في حملته الرئاسية تلقى عرضًا منه للعمل في إحدى القنوات الفضائية فظهر بعدها بأيام على قناة "أون تي في" ثم كمقدم برامج في قناة "صدى البلد".
يؤكد كاتب التقرير أنه شاهد خالد تليمة لأول مرة يحمل "موبايل مكسورًا" والآن يحمل 4 هواتف ذكية ويركب سيارة فارهة "بي إم دبليو" وله شقة في المهندسين، غير رحلات إلى كثير من الدول كتونس وتركيا وأمريكا.
يتساءل الكاتب: إذا كنا نحن الثوار ورفقاء التحرير لا نعلم كيف أتي بكل تلك الأموال، فماذا يقول الشعب المصري عن الحياة الفارهة التي يعيشها النشطاء السياسيون؟!
أكرر.. ليس في سؤال "من أين لك هذا؟" تشكيك في ذمتهم المالية أو طهارتهم ولكنه أمر طبيعي لمن يتعرض للعمل العام، وقد أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عمرو بن العاص واليه على مصر السؤال نفسه دون أن ينال ذلك من قدره شيئًا.
farrag.ismail@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق