تغريدات تحكي مشهداً من زمن الحروب الصليبية
نقلها الدكتور محمد السعيدي
١-فيما يلي تغريدات تحكي مشهداً من زمن الحروب الصليبية التي بدأت في عام ٤٩١ للهجرة واستمرت مئتي عام
٢- فترة الحروب الصليبية جزء هام من تاريخ أمتنا يحسن بنا قراءته والإفادة منه فقد أمرنا الله تعالى بالاعتبار وفي ذلك التاريخ محل جدير بالاعتبار
٣- المشهد الذي اخترته من هذا العصر عن أحد زعماء المسلمين المغمورين والذين لا يكاد يعرفهم إلا القليلون إنه مودود بن التونتكين رحمه الله
٤- هذا الرجل هو الأمير الأول الذي أوقد حملة الجهاد ضد الصليبيين بعد استقرارهم في الرها والشام واحتلالهم بيت المقدس وسار من بعده على خطاه
٥- لن تجد في سيرته رحمه الله تكفيراً للمسلمين ولا تخويناً للمجاهدين بل عملاً على إحياء الخير ورأب الصدع وتغاض عن المسيئ وقيام بالعدل وترتيب الأوليات
٦- لن تجد في سيرته رحمه الله استعجالاً للنجاح ولا مجازفة بالأمة ولا انتقاما من مخالف ولا احتكاراً للجهاد ولا سعياً لحظ النفس إو تغريراً بالشباب
٧- كان مودود أميراً للموصل من قِبل السلاجقة في وقت سيطر الصليبيون فيه على سواحل الشام والقدس والرها وأخذوا الجزية على معظم مدن وسط الشام
٨- بدأ مودود مشروعه بتربية رعيته على أخلاق الجهاد ومعانيه ومطالبه وعاملهم بالعدل والود والرفق والفكر الجماعي حيث يحمل المجموع مسؤلية الخطأ
٩- بدأ مودود مشروعه الجهادي بإحسان الظن بأمراء المسلمين وحاول جمع كلمتهم وبالفعل استجاب له بعضهم وكونوا حلفاً يقف هو على رأسه
١٠- بعد اكتمال الاستعدادات تحركت الجيوش الإسلامية ( شوال٥٠٣)من الموصل لحصار الرُها وهي من أوائل المدن التي احتلها الصليبون وأقاموا فيها إمارة مستقلة
١١- استنجد أمير الرها بملك بيت المقدس الصليبي فجر جيوشه لكن مودود آثر الانسحاب حتى لا يقع بين حامية الرها والجيوش القادمة من القدس
١٢- طال المكث بالصليبيين وهم في انتظار قدوم المسلمين فقرروا أخيراً العودة ففاجأ مؤحرتَهم جيش الأمير مودود وهزمها وغنم كل ما معها
١٣- حقاً لم تكن هذه المعركة فاصلة لكنها كانت بداية نهضة المسلمين واستعادتهم الثقة بأنفسهم كما تحقق جراءها عدد من النتائج الاقتصادية
١٤- من مظاهر اليقظة التي حصلت بعد ذلك النصر خروج عدد من أبناء حلب إلى بغداد ودعوة الخليفة ووجهاء الناس وعامتهم لنصرة مودود والوقوف معه
١٥- ندب الخليفة والسلطان السلجوقي الأمراء لنصرة مودود فتجمعوا في محرم سنة ٥٠٥ في الموصل لحرب الصليبيين بقيادة الأمير مودود
١٦- لم تكن الجيوش المجتمعة في الموصل وأمراؤها على قلب ولا ممتلئة بعقيدة الجهاد سوى مودود وجيشه ومن عداهم يغلب عليهم الارتزاق
١٧- خرجت هذه الجيوش الكثيرة عدداً وعدة الضعيفة معتقداً وحمية لحصار إمارة الرها الصليبية لكن حصونها كانت منيعة
١٨- رأى مودود تململ الجيوش والأمراء وخشي أنفراطهم لو طال حصار الرها فانتقل لحصار تل باشر القريبة لكنها كانت شديدة التحصين أيضاً
١٩- كان مودود كمن يحمل وعاء اللبن ، إن ركض به انتثر وإن مشى به ، استوجب مداراته ، وهكذا من يجر جيشا لا يوقر قيادته ولا يحمل مبادئها
٢٠- وقع مودود في حصاره لتل باشر بين أن تتفلت جيوشه لو طال الحصار أو يخرج إليه الصليبيون من الرها فيقع في الكماشة أو يأتي جيش صليبي من القدس
٢١- في هذه الأثناء تآمر أمير حلب المسلم مع الصليبيين وأرسل إلى مودود يوهمه أن الصليبيين يهددون حلب ويطلب منه أن يأتي لإنقاذها
٢٢- قرر مودود أن يرفع الحصار عن تل باشر ليذهب لإنقاذ حلب فلما وصلها عرف أن أميرها كان يكذب عليه بل وأغلق أبواب حلب في وجهه
٢٣- أصبح جيش مودود مكشوفاً فهو ممنوع من دخول حلب ، وبعيد عن الموصل ، وصار في متناول الحصون الصليبية القريبة
٢٤- في هذا المأزق بدأ أمراء المسلمين بالانسحاب من جيش مودود ولم يبق معه سوى أمير دمشق ووصلت الأنباء بإقبال الصليبيين لقتالهم
٢٥- علم مودود أن من معه ليسوا في وضع يمكنهم من مجابهة الصليبيين فاختار التحصن في شيزر بعد دعوة من حاكمها سلطان بن منقذ
٢٦- من داخل حصن شيزر بدأ مودود يخرج مرة تلو المرة يباغت الصليبيين وأنكى فيهم كثيراً حتى قرروا إفساح الطريق له ولحاكم دمشق للعودة لبلديهما
٢٧- عاد مودود إلى الموصل وطغتكين إلى دمشق بعد أن أفسح الصليبيون لهما الطريق لكن مودوداً بعد عودته قرر مهاجمة الرها وسروج مرة أخرى
٢٨- لم تكن حملة مودود الأخيرة على الرها وسروج مدروسة بشكل كامل وكان هذا سبب فشلها ، وعاد بعدها للموصل واستمر في إعداد قوته لنزال الصليبيين .
٢٩- يلاحظ أن مودوداً لم يفكر بالانتقام من أمير حلب ، لأن ذلك سيشغل المسلمين في نزاع بينهم عن مهمتهم الأولى فاحتمال خيانة خير من الانشغال بقتال المسلمين
٣٠- في هذه الأثناء حدث موقف جهادي نبيل محفوظ لحاكم دمشق أبو منصور طغتكين والذي أثنى الذهبي على حفظه لدمشق من الصليبيين
٣١- يتلخص الموقف في أن الصليبيين هاجموا مدينة صور على ساحل البحر فاستنجد أهلها بطغتكين فأنجدهم وهزم الصليبيين هزيمة منكرة.
٣٢- قال طغتكين لأهل صور إني أعينكم لوجه الله ومتى رأيتم العدو أرادكم فابعثوا لي آتكم ولم يأخذ منهم إتاوة ولا طمع بشبر من بلادهم
٣٣- أراد ملك المقدس عقوبة طغتكين بحصار دمشق اقتصادياً بالاعتداء على قوافلها تمهيداً لمهاجمتها فلم يجد طغتكين إلا الاستنجاد بمودود حاكم الموصل
٣٤- استجاب مودود رغم بعد المسافة وخطر اعتراض جيوش الرها الصليبية إلا أن إمارة الرها شُغلت بتأديب مواطنيها من الأرمن عن أي تحرك خارجها
٣٥- أحدث الصليبيون في إمارة الرها أعظم مذبحة ضد المسيحيين الأرمن الذين بدأوا يندمون على تعاونهم مع الصليبيين وتم كشف مراسلات لهم مع المسلمين
٣٦- أحدث انشغال الرها بالأرمن فرصة كي يتجاوز مودود الطريق بجيشه نحو دمشق بسلام وكذلك رأى دعوة أمراء المدن للمشاركة معه في هذه الحملة
٣٧- خيبة مودود في مشاركة الأمراء في الحملة الماضية لم تمنعه من دعوتهم من جديد فاستجاب له أمير ماردين وأمير جبل سنجار وكلاهما من السلاجقة
٣٨- اجتمعت جيوش المسلمين عند سلمية جنوب شرق حماة ثم واصلت السير لتلتقي بجيش دمشق في حصار طبرية التي كانت تحت قبضة الصليبيين
٣٩- لم ينشغل الجيش بحصار طبرية لقوة تحصينها واكتفى بالاستيلاء على ما حولها وقطع طريق الإمداد على أي جيش صليبي قادم
٤٠- تحركت الجيوش الصليبية من أنطاكية وطرابلس والرها والقدس للقاء جيش مودود الذي كمن بجيشه شمال نهر الأردن ينتظر وصول صليبيي القدس
٤١- في ١٣ محرم ٥٠٧ وصل الملك بلدوين بجيش المقدس إلى جسر صنبرة وهناك التقاه جيش مودود ومن معه من المسلمين فحدث أول انتصار حاسم على أقوى جيوش الصليبيين آن ذاك
٤٢- معركة صنبرة أول بزوغ لنجم القائد الفذ عماد الدين زنكي كما كان من نتائجها ارتفاع معنويات المسلمين في الشام وكل مكان واستنشاق رائحة النصر
٤٣- خشي مودود من تجمع الجيوش الصليبية فقطع عليهم الطريق وأمر الجيوش بالعودة لمدنها وعاد جيشه للموصل أما هو فرجع مع أمير دمشق
٤٤- رجع مودود إلى دمشق مع أميرها ليقضي الشتاء فيها عازمين على وضع خطة لمواجهة الصليبيين بعد الشتاء لكن المنية حالت دون الأمنية
٤٥- بعد صلاة آخر جمعة من ربيع الآخر عام ٥٠٧ وفيما الأمير مودود يتجول في جامع دمشق قفز له رجل من الشيعة الباطنية وطعنه في صدره
٤٦- وباستشهاد هذا القائد لم تنته قصة جهاد الصليبيين في الشام بل استمرت حتى خرج آخر صليبي وسوف تستمر حتى يخرج آخر يهودي وباطني
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق