مذكّرات عسكريّة: قصة إعدام مندريس ووزرائه
عدنان مندريس هو رئيس الوزراء التركي الذي قررعقب فوز حزبه في الانتخابات وتشكيله الحكومة قرراسترداد قبسا من هوية تركيا الإسلامية التي تم دفنها في التراب علي يد مصطفي كمال ..
قرر الرجل إعادة الأذان باللغة العربية بعد إلغائه ، فانقلب عليه الجيش وتم إعدامه مع اثنين من وزرائه في 17 سبتمبر عام 1961 م بعد محاكمة صورية من المجلس العسكري.
بعد 54 عاماً من الصمت عن إعدام رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس وعدد من وزرائه في جزيرة “ياسي” بعد محاكمة صورية من المجلس العسكري، كسر العسكري “مظفر أركان” الذي كان مسؤولاً عن عملية الإعدام، وقرر التحدث إلى وسائل الإعلام ليبين شناعة الجريمة المرتكبة وتفاصيلها.
لا يمكن لأحد أن يقف على تفاصيل تلك الحادثة البشعة من انقلاب عسكري وإعدام رئيس الوزراء وعدد من وزرائه عام 1960 ميلادية، دون أن يصاب الحزب والأسى على تلك الأحداث المؤسفة، وهنا نقدم لكم تفاصيل القصة على لسان أحد العسكريين المنفذين لحكم الإعدام حينها… العسكري التركي “مظفر أركان” الذي كان شاهدا على الإعدامات الثلاثة.
أركان الذي يبلغ من العمر الآن 72 عاماً، تم اختياره من بين 120 عسكريا ليكون شاهدا على عملية الإعدام يومها، ولا زال إلى يومنا هذا يذكر تلك اللحظات المؤسفة التي جرت في تلك الجزيرة البعيدة من إعدام رئيس الوزراء عدنان مندريس واثنين من وزراءه، ويقول: “لم يمر علي يوم إلا وتذكرت ما حصل في ذلك التاريخ، كل لحظة من حياتي تذكرني بأجسادهم المعلقة على حبل المشنقة، أراهم في أحلامي وكوابيسي وكأنهم لا يرغبون في أن يتركوني”.
فما الذي أضافه مظفر إركان في إفادته على ما نعرفه؟
كان إركان قد شارك قبل ذلك في المحاكمات العسكرية الحاصلة في ذلك الوقت إلى جانب أنه كان واحدا من الجنود الأربعة المسؤولين عن نقل مندريس وزورلو وبولاطكان من جزيرة ياسِّي أدا إلى جزيرة إمرالي ليتم إعدامهم، عدا عن أنه كان شاهدا على الأحداث الحاصلة في ذلك اليوم الذي أُعدِم فيه رئيس وزراء ووزيران مُنتَخبان من الشعب. وقد كان هو دونا عن غيره من العساكر المرافقين إلى جزيرة إمرالي الباقي الوحيد الذي ينقل تفاصيل تلك الذكرى بصورتها الحقيقية. حيث أفاد إركان بالكثير من المعلومات المهمة التي لم تكن معروفة قبل الآن. لكن ما حفظه من مذكِّرات متعلِّقة بأحداث ذلك اليوم كان قد أبقاها مخفيّة لفترة طويلة خوفا من أن يؤول مصيره لما آل إليه مصير المعدومين من قادته. فأورد في مذكِّراته أنّه تمَّ حفر 66 قبرا قبل المحاكمات الحاصلة، مما يدفعنا إلى التدقيق والكشف عن نوايا المجلس العسكري التركي.
وبعكس ما قيل وكُتب، فإن إركان يدحض ما يقال عن ركل منفّذ الإعدام لزورلو عند بقائه حيا لفترة قصيرة بعد إعدامه. (ويُخبر إركان عن تلك المعاملة البشعة التي عومل بها مندريس عندما احتاج أن يُنقل إلى المشفى لعلاجه، فقاموا بدهن مرهم على وجهه فحسب ليقوم من مرضه وأخبروه بأنه سيُنقَل إلى إسطنبول للعلاج ومن ثم إلى أنقرة لرؤية أولاده وأهله، بينما كانت نيّتهم أن يجرّوه إلى حبل المشنقة في ذلك اليوم. وأفاد أنه في الساعات الأخيرة قبيل إعدامه كان قد أُعطي حبة دراق ليأكلها وأثناء تنفيذ حكم الإعدام امتلأ كفنه بعصير هذه الدراقة لتقيّئه عليه. وبينما كان المدّعي العام ألتاي عمر إيجيسيل يقرأ حكم الإعدام على مندريس سخر منه للحال التي وصل إليها، لكن كلمات مندريس الأخيرة على منصة الإعدام هزّت الأجواء: “كنت رئيسا للوزراء لمدة عشر سنوات، وسيكتب التاريخ إنجازات ثمان منهم، وسنتين منهم قضيتها في المجاملات الرسمية. ولقد حلمت دائما أن أدرّس ابني يوكسيل في مدارس الدولة، ليكن قلمه يقطر ذهبا، لأجل ألا يكون أولادنا مثلنا ويعيشوا ما عشناه“.
إن كلمات مندريس الأخيرة التي أفاد بها إركان لم تُذكَر قبل الآن في أي مكان، حيث إن ما كُتِب في الجرائد والكتب والمواقع الإلكترونية عن كلمة مندريس الأخيرة من وداع لأهله وعائلته وشعبه ودولته وتمنّي حياة سعيدة لهم هي كلمات غير حقيقية وغير صحيحة. وهذا الكلام يعتمد على الرسائل الأخيرة المكتوبة من قبل مندريس في جزيرة ياسّي أدا.
وكان ما أفاد به إركان من تفاصيل هي معلومات مهمّة تقشعر لها الأبدان. فقد أخبر في إفادته أنّ مندريس اضطر للانتظار لمدة 45 دقيقة قبل تنفيذ الحكم، وأن الجلاد لف حبل المشنقة على رقبة مندريس واقترب منه ناظرا إلى حذائه الجلدي وقال: “هذا الحذاء بعد الآن سيكون ملكا لي!”
كيف كان مندريس يتصرّف ويتحدّث في المحاكمات؟
كان الدفتر والقلم لا يفارقان يده، وعندما يريد أن يفصح للمحكمة عن أمر ما كان يرفع يده مستأذنا للحديث، وكان المدّعي العام عمر إيجيسيل يصرخ في وجهه ويأمره بالجلوس وعدم التحدّث بكل فظاظة.
هل كان إركان طرفا في كل المحاكمات الحاصلة؟
يُخبر إركان أنّه شارك في أغلب محاكمات مندريس وبقية المحكومين.
هل كان إركان في السفينة الحربية المُرسَلة إلى جزيرة إمرالي والتي تحمل على متنها بولاطكان وبيار وزورلو؟
نعم، يُخبر إركان أنّهم كانوا مع مندريس وباقي المحكومين على السفينة الحربية في حجرة واحدة، وكانوا جميعهم محكوم عليهم بالإعدام، وكان هناك أمر عسكري واضح موجّه للباشوات والألوية (Tümgeneral) الموجودين على السفينة في عدم النزول إلى حجرتهم فتمّ فصلهم لوحدهم في حجرة وقادة السفينة في حجرة القيادة.
تأثر حسن بولاطكان بالخبر بعد سماعه، وأظهر غضبه على الدولة لهذا القرار المفاجئ. فكان من خلفه جلال بيار الذي حاول أن يطمئنه فقال له: “اضحك يا بولاطكان حتى يقول الناس لأحفادك وأحفاد أحفادك أن جدّهم توجّه إلى الموت مبتسما“.
ماذا كانت ردّة فعل إركان على الحادثة؟
يفيد إركان بأنّه لم يستطع أن يضع لقمة واحدة في فمه لأيام عديدة. وبأنَّه لأول مرة يرى إعداما في حياته. ألا يحزن الإنسان وينصدم من هكذا مشهد؟
ماذا حصل في الليلة التي أُعدم فيها حسن بولاطكان وفطين رشدي؟
يُفيد إركان أنه في تلك الليلة وصل قرار بالإعدام باسم جلال بيار وعدنان مندريس وفطين رشدي زرولو وأربعة عشر محكوما آخر على الجزيرة من المجلس القومي المتّحد في أنقرة، مع أن جلال بيار كان يتوقّع أن يصدروا عفوا بأسمائهم لكن القرار الذي وصل كان قرارا بالإعدام. ففي الساعة الثانية فجرا وصل القرار بإعدام بولاطكان وزورلو فقط، وفي الساعة الثالثة فجرا أُخرِجَ حسن بولاطكان من غرفته. وكان عند منصة الإعدام الضابطان كمال وطغرل برتبة ملازم ثاني ومعهم اليوزباشي إسماعيل سيدّدال، وكنّا نحن كضبّاط أمن من الدرجة الثانية نقف خلفهم فكان المكان عبارة عن مكان يملؤه العسكر بأزيائهم العسكرية. وتم تجهيز ثلاث منصات للإعدام، فعند تنفيذ الحكم على بولاطكان تلا الضابط عليه جرائمه فقال: “وُجِد حسن بولاطكان متّهما بمخالفة القانون وبموجبه يتم تنفيذ قرار الإعدام.” ووضعوا حبل المشنقة حول رقبته وسُئل عن إن كانت لديه كلمات أخيرة ليقولها، فتحدّث فكان حديثه يوحي بأنه ظل متمسِّكا بمبادئه السابقة ضد هؤلاء العسكر وكان بولاطكان ما يزال يتكّلم لم يكمل بعد فقوطع وتم تنفيذ حكم الإعدام. ويفيد إركان بأن هذا المنظر كان من أبشع المناظر التي رآها في حياته ويقول: “لم أكن أنظر من أجل المتعة لكنّنا كنّا مجبورين على إبقاء رؤوسنا ثابتة فإن إمالة النظر عن الإعدام كانت تُعَد جريمة، كنّا ننتظر انتهاء الإعدام وأيادينا ترتجف خوفا، فلم يكن الموجود على المنصة أحد البهائم لُيعدم بهذا الشكل، لقد أُعدِم بشكل غير إنساني أبدا”.
أخرج الحرّاس زورلو من غرفته ليتم أخذه إلى منصة الإعدام في تلك الليلة، فقد كانت غرف المحكومين قريبة جدا على منصة الإعدام، لكنهم لم يستطيعوا رؤية بعضهم البعض، فبين غرفة الإعدام وغرف المحكومين كان يوجد ممر وحائط فقط. بالنسبة لزورلو فقد طلب الإذن ليتوضأ قبل الإعدام ويصلّي ركعتين على المنصّة. وصعدها بنفسه، حتّى أنه قال للجلاد أنه سيعلّق نفسه بنفسه ليكفّر عن أي ذنب قد يكون ارتكبه في الماضي. ولم يتكلّم بكلمة واحدة فأمسك لسانه داخل فمه. يفيد إركان بأنه أشفق على حاله وهو هكذا فلم يتحمّل ذلك المشهد وبدأ بالبكاء.
ماذا قال الجلّاد لحظة إعدام مندريس؟
بعد إعدام بولاطكان وزورلو يفيد إركان بأنه انتظر مع باقي الجنود 45 دقيقة في جزيرة إمرالي ثم عادوا إلى جزيرة ياسّي أدا. وفي الصباح الباكر قبل طلوع الشمس تم استدعاء إركان من قبل إردوغان أوستيغمان وهو المدير المسؤول عن المحكومين بالإعدام، وأمره بالذهاب مباشرة إلى غرفة احتجاز مندريس، وكان مندريس لا يزال مرتديا ملابس نومه فأُمِر بالمجيء معهم. لم يكن مسموحا للجنود بأن يروا غرف المحكومين لكن وبحسب إفادة إركان كانت تلك أول مرة يرى فيها غرفة أحد المحكومين. عندما خرج مندريس من غرفته أخبره أحد الضباط بأنه سيتم نقله لمعاينته صحيّا في إسطنبول ليتم بعد ذلك نقله إلى أنقرة ليرى عائلته وأولاده، لكن كل ذلك كان كذبا.
في تلك الفترة كان منديريس مريضا جدا، فماذا حصل؟
في فترة مرض مندريس لم يسمح الطبيب بإعدامه لمرضه فلم يوقّع اللواء العسكري على أمر إعدامه قائلا أنهم لا يمكنهم إعدام رجل مريض، و بدلا من نقله إلى مشفى للعلاج تم إحضار طبيب بروفيسور من مشفى أوسكودار دينيز في إسطنبول لعلاجه، أخرج من جيبه مرهما ووضعه على فتحات أنفه التنفسية ولسانه حتى استعاد منديريس قوته مرة أخرى. فوقّع اللواء العسكري بعد هذا قرار حكم الإعدام. ويفيد إركان أيضا بأنه قبل الإعدام كان هناك العسكري محمد بيليتش المسؤول عن تلبية احتياجات مندريس قد حضّر ملابس مندريس كاملة وألبسه تلك البدلة السوداء ذات الخطوط البيضاء وحذاءه الجلدي اللذين لم يُر مثلهما قبل ذلك في تركيا، وربط له ربطة عنقه ظنّا من مندريس أنّه يذهب إلى إسطنبول. وفي هذه الأثناء أمر قائد الجزيرة العسكري بنقل مندريس مع طلوع الشمس إلى جزيرة إمرالي على السفينة العسكرية J15 .
من كان على السفينة العسكرية؟
كنّا ثلاثة ضباط وأربعة عساكر في قمرة السفينة، وكان الباشوات في قمرة قبطان السفينة وكان ممنوعا عليهم أن ينزلوا للقمرات السفلية التي تحتوي على المحكومين. وكان عدنان منديريس يظن أنه سيذهب إلى إسطنبول لتتمّ معاينته هناك.
ماذا حصل بعد وصولكم للجزيرة؟
يفيد إركان بأنّه عند وصول السفينة إلى الجزيرة كانت الطائرات والمروحيات تحلّق فوقها، وكان الجنود ممسكين بأسلحتهم وعلى أهبة الاستعداد، وعند خروج مندريس انصعق بالمشهد ووجد نفسه واقفا أمام الملازم الثاني كمال واليوزباشي إسماعيل سيدّدال، وكان ما يزال لم يخط خطوة خارج السفينة وإذ به يرى الملازم الثاني طغرل أيضا. وقبل أن تطأ قدمه الأرض كبّل إسماعيل سيدّدال يدي مندريس، وأُرسل بمرافقة من العسكر إلى غرفة الضيوف.
أين كان إركان في هذه الأثناء؟
كان إركان واقفا أمام مندريس بالضبط بينما كان في مناوبته، فكان مندريس يجلس أمامه دون أن يقول أيّة كلمة. ثم جاء المدّعي العام عمر ايجيسيل إلى الغرفة ليقرأ عليه حكم الإعدام فقال له: “انظر يا مندريس إلى أي حال وصلت الآن وها هو الآن يُقرأ على مسامعك حكم إعدامك” لم يكن عليه أن يقول له هذه الكلمات احتراما لمنصبه كرئيس وزراء سابق على الأقل. ومع ذلك بقي مندريس منتظرا وصول قادة الجزيرة العسكريين، فانتظر 45 دقيقة بهدوء وصمت. وعلى الرغم من جميع المحاولات لإذلال مندريس قبل الإعدام من تحضير الملازمين كمال وطغرل لكفنه أمامه مباشرة وسخرية طارق جورياي القائد العسكري للجزيرة حين قال له: “مع السلامة يا مندريس” هل يُقال مع السلامة لشخص ذاهب للموت؟ وأضاف جورياي ساخرا منه: “سامحني، خرجت منّي بالخطأ!” حافظ مندريس على كرامته إلى آخر نفس.
ماذا كانت آخر كلمات منديريس؟
كانت آخر كلمات مندريس هي: “كنت رئيسا للوزراء لمدة عشر سنوات، وسيكتب التاريخ إنجازات ثمان منها، وسنتين منها قضيتها في المجاملات الرسمية. لقد حلمت دائما أن أدرّس ابني يوكسيل في مدارس الدولة، ليصبح قلمه يقطر ذهبا، لأجل ألا يكون أولادنا مثلنا ويعيشوا ما عشناه” قبل أن يُعدَم كان مندريس في الأصل نصف ميّت بسبب مرضه، فعند صعوده للمنصة لمرضه الشديد كان جسده يرجف من الألم حاول منفّذ الحكم أن يساعده للصعود، لكنّهم أرادوا إذلاله فجرّوه إلى المنصّة جرّا من كتفيه. حتى أن حبة الدراق التي أكلها قبل الإعدام تقيّأها وملأت كفنه عند إعدامه.
كيف كان تعامل الجلّاد مع مندريس؟
بحسب ما أفاد إركان فإن الجلاد كان في الثلاثينيات من عمره، اقترب من مندريس واضعا حبل المشنقة حول رقبته ثم قال وهو ينظر إلى حذاء مندريس: “إن هذا الحذاء سيكون لي بعد انتهاء الإعدام!”
كم بقي إركان من الوقت هناك؟ ومن كان معه؟
استمر حكم الإعدام لخمس وأربعين دقيقة، كانوا أربعة عساكر وضابطين برتبة ملازم ثاني ويوزباشي والجلّاد ومصوّر وأستاذ وكان يقف في الخلف ثلاثة أو أربعة حرّاس. ويفيد إركان بأنه في وقتها سأل الحراس الواقفين عن مكان الدفن فأشاروا إلى أنّه قد تم تحضير 66 قبرا قبل بداية الإعدامات وقبل المحاكمات حتى.
كيف كان شعور إركان وهو يرى رئيس وزرائه يُعدَمُ أمامه؟
يفيد إركان بأنه حزن كثيرا للحال الذي آل إليه مندريس، فلم يستطع أن يضع لقمة واحدة في فمه بعد إعدامه. ولم يستطع أن ينسى ولو للحظة واحدة ما رآه بعينيه. فأصبحت أحداث ذلك اليوم وتلك المحاكمات والإعدامات تلاحقه في أحلامه وكوابيسه. فمن بين الأربعة عساكر الذين شهدوا كل شيء كان هو واثنين من رفقائه من إزمير أي من نفس البلد موجودين إلا أنه كان الباقي الوحيد الذي كان ولا زال شاهدا على تلك الأحداث البشعة.
*سُئِل إركان إن عاد ودخل الجيش مرة أخرى فهل يعود إلى جزيرة ياسّي أدا؟
أجاب: “أذهب بالطبع لأن الذهاب إلى هناك هو أمر واجب على كل عسكري.”
*سُئِل أيضا إن كان يريد أن يعيد مشهد الإعدامات مرة أخرى؟
فأجاب بأنه لو عاد به الزمن لأراد أن يكون شاهدا على المحاكمات لا على الإعدامات، فحكم الإعدام لا يليق بالأمة التركية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق