مصطفى صفوان.. سرير الإسكندرية
في عيادته الباريسية، يتساءل عالم النفس المصري مصطفى صفوان عن العبودية المختارة، ولماذا لا يكون العرب أحرارا؟ معتبرا أن الحل الوحيد للخروج من العبودية للحاكم هو تغيير نظام التعليم.
وتحدث -في حلقة 15/10/2015 من "المشاء"- عن علاقة المصريين عموما وشعوب ما بين النهرين بالحاكم، واصفا الدولة بالكائن العجيب الذي يقدم نفسه على أنه المشرع والمعاقب في الوقت نفسه.
ويرى أن الدولة تمنع الناس من الكتابة والتفكير، ليتحول المرء مع مرور الوقت إلى عبد للحاكم.
وفي تحليله لبنى الاستبداد وآليته، يضيف صفوان أن الدولة تفشل في جميع واجباتها التعليمية والاقتصادية والاجتماعية، مما يدفع الفرد للإحساس بالظلم فيلجأ للعنف. متوقعا أن تكون السنين القادمة خطيرة على العالم العربي.
عصر الظرفاءفي هذه الحلقة، يعود مصطفى صفوان إلى سنوات صباه في الإسكندرية، ويروي أنه خرج إلى الضوء في عصر تفتحت فيه الأقلام العربية، فتحول إلى عصر كبار الكتاب الذي ارتبط بنهضة في اللغة العربية بعد ركود شديد.
يصنف صفوان نفسه ضمن مواليد "عصر الظرفاء"، على اعتبار أن تلك الفترة اشتهرت بانتشار النكتة بما فيها من خفة وعمق.
ويمضي صفوان في سرد تفاصيل أثرت في تكوين وتشكل ملامح شخصيته، وتحديدا عندما ألقي القبض على والده بتهمة الشيوعية.
ويسترجع صفوان تفاصيل اللحظة والسنوات الثلاث التي تلتها خلال طفولته.
كان صفوان يقضي الكثير من الوقت في شوارع الإسكندرية التي كانت تضم آنذاك ستمئة ألف نسمة، فيهم اليونانيون والقبارصة والإيطاليون والفرنسيون والإنجليز، مما جعل المدينة الساحلية بوتقة انصهرت فيها العديد من الثقافات، نهل منها صفوان الكثير وكيف تعلم مما سماه "درس الشارع" أو كيف تعيش بالكلام.
وعن تحوله إلى التحليل النفسي بعد ولعه بالفلسفة، يسترجع صفوان بعض يومياته في جامعة السوربون في باريس التي لم تكن كما تصورها، ليدخل بعدها عالم التحليل النفسي ويتغير مجرى حياته برمته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق