وائل قنديل
كلما انطلقت عبارات الكراهية من فم صنّاعها ومروجيها والمستثمرين فيها، أهرع إلى صوت ذلك "الإنسان" المدهش، راعي كنيسة اللاتين في قطاع غزة، مانويل مسلم، وهو يردّد:
الكلمات التي مسّت شغاف القلوب في أثناء العدوان الصهيوني على غزة، يوليو/ تموز 2014، لا تزال تضيء في حياتنا، وتمنحنا الأمل في بصيص محبةٍ صافية، في زمن معتم إنسانياً، مجدب روحياً.
"الله محبة" تجسد كلمات الراعي الجميل هذا المعنى، فتنزل عليك برداً وسلاماً، وأنت بمواجهة عبارات كراهية وتحريض مجتمعي، تنطلق بقوة طلقات مدفع رشاش، من بطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس، ومن سياسيين وناشطين في المجال المصري العام، تنثر بذور عنصرية سياسية، وتمييز مجتمعي.
يتحدث بطريرك الكنيسة المصرية على فضائية "سيسية"، عريقة في الإجرام الحضاري، معبراً عن رفضه "كمواطن" الدعوات التي تتطاير أخبارها، غير المؤكدة، بشأن مصالحةٍ سياسيةٍ تشمل "الإخوان المسلمين".
بغض النظر عن أن هذا الذي يجري تداوله مجرد كلام أو دخان في الهواء، فإنك لا تملك إلا أن تستدعي وجه الراعي الغزاوي، وأنت تطالع ملامح التجهم والعبوس البادية على ملامح الرجل الأول في مؤسسة "الله محبة"، وهو ينصب نفسه متحدثاً باسم الشعب المصري، وليس شعب الكنيسة، قائلاً: "أنا، كمواطن مصري، أرى أن الشعب غير مستعد لهذا الأمر".
الطريف أن تواضروس الذي حول كنيسته إلى مطبخ سياسي عامر بوجبات التحريض على الاحتراب المجتمعي، تحضيراً للثورة المضادة، وكان مشاركاً في لحظة إعلان قرار الانقلاب على الحكم المدني، قبل نحو ثلاث سنوات، وظل راعياً لحريق سياسي هائل، أتى على الإنسانية في مصر، يعود الآن، ويدّعي أن المصالحة من الأمور السياسية، ولا دخل له بالسياسة.
لولا وجود أمثال علي جمعة، مفتياً عسكرياً محرّضاً على القتل، وتواضروس، واعظاً وناصحاً بالفاشية والعنصرية، لما كانت مصر محشورةً في هذا النفق السياسي والحضاري المعتم، ولما كانت هناك عمليات تهجير قسرية، يومية، إلى المنافي والزنازين.
لولاهما، ومثلهما كثيرون من مشايخ السلطان وكهنته، في الدين والسياسة والاجتماع والاقتصاد، لما كان كتاب الفواجع والمآسي الإنسانية يتضخم كل يوم، ويتسع لحكايات جديدة،
كلما انطلقت عبارات الكراهية من فم صنّاعها ومروجيها والمستثمرين فيها، أهرع إلى صوت ذلك "الإنسان" المدهش، راعي كنيسة اللاتين في قطاع غزة، مانويل مسلم، وهو يردّد:
ازرع العدالة إذا أنت تقاوم.
ازرع السلام والمحبة حولك إذا أنت تقاوم.
الكلمات التي مسّت شغاف القلوب في أثناء العدوان الصهيوني على غزة، يوليو/ تموز 2014، لا تزال تضيء في حياتنا، وتمنحنا الأمل في بصيص محبةٍ صافية، في زمن معتم إنسانياً، مجدب روحياً.
"الله محبة" تجسد كلمات الراعي الجميل هذا المعنى، فتنزل عليك برداً وسلاماً، وأنت بمواجهة عبارات كراهية وتحريض مجتمعي، تنطلق بقوة طلقات مدفع رشاش، من بطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس، ومن سياسيين وناشطين في المجال المصري العام، تنثر بذور عنصرية سياسية، وتمييز مجتمعي.
يتحدث بطريرك الكنيسة المصرية على فضائية "سيسية"، عريقة في الإجرام الحضاري، معبراً عن رفضه "كمواطن" الدعوات التي تتطاير أخبارها، غير المؤكدة، بشأن مصالحةٍ سياسيةٍ تشمل "الإخوان المسلمين".
بغض النظر عن أن هذا الذي يجري تداوله مجرد كلام أو دخان في الهواء، فإنك لا تملك إلا أن تستدعي وجه الراعي الغزاوي، وأنت تطالع ملامح التجهم والعبوس البادية على ملامح الرجل الأول في مؤسسة "الله محبة"، وهو ينصب نفسه متحدثاً باسم الشعب المصري، وليس شعب الكنيسة، قائلاً: "أنا، كمواطن مصري، أرى أن الشعب غير مستعد لهذا الأمر".
الطريف أن تواضروس الذي حول كنيسته إلى مطبخ سياسي عامر بوجبات التحريض على الاحتراب المجتمعي، تحضيراً للثورة المضادة، وكان مشاركاً في لحظة إعلان قرار الانقلاب على الحكم المدني، قبل نحو ثلاث سنوات، وظل راعياً لحريق سياسي هائل، أتى على الإنسانية في مصر، يعود الآن، ويدّعي أن المصالحة من الأمور السياسية، ولا دخل له بالسياسة.
لولا وجود أمثال علي جمعة، مفتياً عسكرياً محرّضاً على القتل، وتواضروس، واعظاً وناصحاً بالفاشية والعنصرية، لما كانت مصر محشورةً في هذا النفق السياسي والحضاري المعتم، ولما كانت هناك عمليات تهجير قسرية، يومية، إلى المنافي والزنازين.
لولاهما، ومثلهما كثيرون من مشايخ السلطان وكهنته، في الدين والسياسة والاجتماع والاقتصاد، لما كان كتاب الفواجع والمآسي الإنسانية يتضخم كل يوم، ويتسع لحكايات جديدة،
ليست آخرها حكاية الأشقاء الثلاثة، أنس وبلال وحمزة، طالب هندسة وطالب طب والأخير في المرحلة الإعدادية..
والدهم هو الدكتور هشام خفاجي الذي تمت تصفيته مع ثمانيةٍ آخرين من مفاخر العمل الإغاثي والاجتماعي، داخل شقة أحدهم في مدينة السادس من أكتوبر العام الماضي، في أثناء لقائهم لتوفير حدٍّ أدنى من الحياة الآدمية لأسر المعتقلين والشهداء. ووقتها قالت سلطات السيسي إنهم مشتبه بهم في قتل النائب العام.
يؤكد أصدقاء أنس وبلال وحمزة وزملاؤهم أنهم رضخوا للدعوات العنصرية القبيحة التي انطلقت على ألسنة سياسيين وحقوقيين، تعلن رفض مشاركة المنتمين للإخوان في "جمعة الأرض" الأخيرة، واختاروا الجلوس في مقهى بمدينة شبين القناطر، كي لا يضايقوا زملاءهم المسكونين بوهم بيقين كاذب ووضيع، يجعلهم يدّعون برقاعةٍ أنهم أصحاب توكيل النقاء الثوري.
وعلى الرغم من ذلك، قبضت الشرطة على الأشقاء الثلاثة، وقرّرت النيابة حبسهم 15 يوما احتياطيا، بينما بكوات الأناقة النضالية، وبارونات النقاء الثوري المزيف، يواصلون اللهو على مواقعهم، مثلهم مثل تواضروس وعلي جمعة، لا يدّخرون جهداً في تغذية حريق الفرز المجتمعي، والتصنيف الأيديولوجي العنصري.
لولا هؤلاء، بعنصريتهم واستعلائهم الثوري السفيه، لما كان عبد الله عاصم، المخترع الصغير، قد قرّر الارتحال عن وطنٍ حارق لأجنحة الطيور، ومدمر للأحلام وقاتل للأمل، واستقر في الولايات المتحدة، ناجياً بعلمه ونبوغه وعبقريته، من أوغادٍ حرّضوا عليه، ومجرمين اتهموه بخطف مدرعات وحرق مجنزرات، وهو ابن السادسة عشرة.
بحثت عن عبد الله، والتقيته مع الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، في نيويورك، وجلست أتأمل في لحظة عناقٍ بين عالم مرموق ينتمي للأمس واليوم ومشروع عالم عبقري ينتمي للمستقبل، كلاهما لم تتحمله دولةٌ تمجد القبح وتعظم البلادة وتكره محبيها الحقيقيين وتطردهم، بمباركة الكهنة والدجالين ومشايخ العنصرية الملتفين حول السلطات.
الله محبة.. وأنتم كراهية وفاشية وشوفينية.
يؤكد أصدقاء أنس وبلال وحمزة وزملاؤهم أنهم رضخوا للدعوات العنصرية القبيحة التي انطلقت على ألسنة سياسيين وحقوقيين، تعلن رفض مشاركة المنتمين للإخوان في "جمعة الأرض" الأخيرة، واختاروا الجلوس في مقهى بمدينة شبين القناطر، كي لا يضايقوا زملاءهم المسكونين بوهم بيقين كاذب ووضيع، يجعلهم يدّعون برقاعةٍ أنهم أصحاب توكيل النقاء الثوري.
وعلى الرغم من ذلك، قبضت الشرطة على الأشقاء الثلاثة، وقرّرت النيابة حبسهم 15 يوما احتياطيا، بينما بكوات الأناقة النضالية، وبارونات النقاء الثوري المزيف، يواصلون اللهو على مواقعهم، مثلهم مثل تواضروس وعلي جمعة، لا يدّخرون جهداً في تغذية حريق الفرز المجتمعي، والتصنيف الأيديولوجي العنصري.
لولا هؤلاء، بعنصريتهم واستعلائهم الثوري السفيه، لما كان عبد الله عاصم، المخترع الصغير، قد قرّر الارتحال عن وطنٍ حارق لأجنحة الطيور، ومدمر للأحلام وقاتل للأمل، واستقر في الولايات المتحدة، ناجياً بعلمه ونبوغه وعبقريته، من أوغادٍ حرّضوا عليه، ومجرمين اتهموه بخطف مدرعات وحرق مجنزرات، وهو ابن السادسة عشرة.
بحثت عن عبد الله، والتقيته مع الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، في نيويورك، وجلست أتأمل في لحظة عناقٍ بين عالم مرموق ينتمي للأمس واليوم ومشروع عالم عبقري ينتمي للمستقبل، كلاهما لم تتحمله دولةٌ تمجد القبح وتعظم البلادة وتكره محبيها الحقيقيين وتطردهم، بمباركة الكهنة والدجالين ومشايخ العنصرية الملتفين حول السلطات.
الله محبة.. وأنتم كراهية وفاشية وشوفينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق