الخميس، 13 أغسطس 2020

الجبري والجبرية.. ومصير الجزيرة العربية (٢)

الجبري والجبرية.. ومصير الجزيرة العربية (٢)

د.عبدالعزيز كامل
تداعيات قصة (سعد الجبري) وقضيته المرفوعة في أمريكا ضد محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ؛ بتهمة الشروع في قتله ؛ ستظل حديثا وحدثا يطغى على أخبار الطغاة ؛ خاصة بعد تبني بعض المسؤولين الأمريكيين للقضية، و عملهم على تصعيدها كي تقتل ابن سليمان سياسيا، وربما ترامب نفسه انتخابيا ..
** تفاعلات هذا المسلسل القائمة والقادمة ؛ تدخل - في رأيي الشخصي - ضمن بدايات ومقدمات إرباك، ثم إنهاك، ثم إنهاء مرحلة الحكم الجبري، التي صحت بخبرها الأحاديث..فعندي ظن يشبه اليقين؛ بأن استمرار مرحلة حكم الجبارين الدوليين والإقليميين والمحليين ؛ تظل مرتبطة وجودا وعدما ببقاء الجبرية في الجزيرة العربية، ؛ التي كانت وستكون منطلق الفتوح الإسلامية بعد إعادة فتحها ..
** بشئ من التأمل والأمل.. بمكننا أن نرى أحداث العالم عامة، وعالم المسلمين خاصة؛ تشير إلى أننا نعيش المرحلة الانتقالية بين نهاية الجبرية ومقدمات عودة الخلافة الإسلامية ، وفقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تكونُ النُّبُوَّةُ فيكم ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ خلافةٌ على مِنهاجِ النُّبُوَّةِ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ مُلْكًا عاضًّا، فتكونُ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فيكونُ ما شاء اللهُ أن يكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ خلافةً على مِنهاجِ نُبُوَّةٍ) . رواه أحمد(٤/٢٧٣) وحسنة الألباني في مشكاة المصابيح (٥٣٠٦)
** .. ولكن ما الرابط بين قضية المرحلة الجبرية وبين قصة (سعد الجبري) التي لن تنتهي إلا بنهاية أحد طرفيها..؟!
الرابط في رأيي ؛ هو أن حكم الجبرية الحالي في جزيرة العرب؛ صار في ذمة التاريخ.. سواء ركب ابن سلمان كرسي الحكم أو أبعد عنه.. وإبعاده سيعني تغييرا كبيرا في خارطة الولاءات والتحالفات بين مختلف الجبريين..
** وعلى ذلك.. فإن الرجاء معقود على تسارع مطارق السنن الإلهية؛ فوق رؤوس جبابرة الغرب الراعين للجبرية العربية ؛ لطي زمان (المرحلة الانتقالية) التي ستعقبها الخلافة على منهاج النبوة.. وهي مرحلة تنافس في العمل إلى حد الصدام؛ ببن طلاب الآخرة عباد الرحمن ، وبين عبيد الدنيا من أولياء الشيطان.. فالكل سيسرع السير قريبا للوصول لما يريد ، والله يفعل مايريد، فهو القائل سبحانه : ( وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعملوا على مَكَانَتِكُمْ إنا عَامِلُونَ(١٢١) وانتظروا إِنَّا مُنتَظِرُونَ. (١٢٣) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123))[هود]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق