الجمعة، 21 أغسطس 2020

ما رأيك في ما فعلته «سارة»؟!

ما رأيك في ما فعلته «سارة»؟!

خواطر صعلوك

ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1934م السيدة سارة، وهي ليست فقط امرأة مسنّة، ولكنها محافظة أيضاً، تعتقد أن السلوك السيئ يبدأ من البيوت ثم بعد ذلك يشاع في المجتمع، ذهبت إلى المخفر من أجل أن تشتكي على جيرانها الذين يسكنون في البيت المقابل لبيتها، حيث لاحظت أنهم يقومون بأعمال فاضحة ويشربون الخمر، وأنها كلما نظرت من النافذة رأت أعمالاً خادشة للحياء ومنافية للأخلاق العامة والمجتمعية مثل التشبه بالنساء والتشبه بالرجال، وهو شيء لم تعرفه طوال حياتها، ما يؤذي مشاعرها، تعاطف معها الضابط وذهب إلى بيتها لكي يرى بنفسه المناظر التي تدعي السيدة أنها تراها من النافذة، فإذا به يفاجأ عندما وصل إلى النافذة بأنه لا يمكن لأي شخص أن يرى ما يحدث في البيت المقابل، إلا إذا وقف على شيء مرتفع، وأن السيدة التي تقدمت بالشكوى دأبت بالفعل على الوقوف على كرسي للنظر من النافذة، كلما أرادت التأكد من أن المناظر الفاحشة ما زالت مستمرة.
أعزائي القراء دعونا نلعب هذا التمرين معاً، ولنضع أنفسنا في هذه القصة، ونجيب عن هذه الأسئلة:
لو كنت أنت الضابط، فماذا ستفعل، ولماذا؟
لو كنت مكان السيدة المقدمة للشكوى، ولاحظت أن الضابط تفاجأ، فماذا ستفعل، ولماذا؟
لو كنت أنت صاحب البيت المقابل، وعلمت بشكوى مقدمة ضدك كما هو في القصة، فماذا ستفعل، ولماذا؟
لو كنت أنت «الكرسي» الذي تصعد عليه السيدة، فبماذا ستفكر، وما هو إحساسك؟
لو أنت «الأخلاق» فبماذا ستجيب عن هذه القصة؟
لو كنت إمام المسجد وجاءتك السيدة المقدمة للشكوى، فبماذا ستجيبها؟
لو كنت المحامي الذي رفع القضية على البيت المقابل، فما حجتك؟
ولو كنت أنت محامي البيت المقابل، فما حجتك؟
لو كنت فيلسوفاً، فما السؤال الذي ستطرحه على نفسك؟
لو كنت صحافياً، فما العنوان الذي ستضعه لهذه القصة، وكيف ستغطي الخبر؟
لو كنت كاتباً، كيف تقدم هذه القصة في سطرين بأسلوب مختلف؟
لو كنت «المجتمع» فماذا ستقول، وباسم مَن ستتكلم؟
لو كنت عضواً في لجنة الظواهر السلبية، فما الزاوية التي ستطرح فيها الموضوع؟
لو كنت علمانياً، فما رأيك؟ ولو كنت إسلامياً، فماذا لاحظت؟
لو كنت مذيعاً، فما السؤال الذي ستطرحه على السيدة المقدمة للشكوى، والضابط، والبيت المقابل؟
لو كنت مبدعاً... فماذا ترى؟
عزيزي القارئ، اختر ما يناسبك من هذه الأسئلة... ودعونا نفتح حواراً مشتركاً... وكل إجابة تمثل «وعي» صاحبها، وكل إجابة ترسم الملامح الذهنية حول مفهومي «الخاص والعام» والحرية والمسؤولية والقانون وقواعد السلوك... وكل ما لم يذكر فيه اسم الله... أبتر.

@moh1alatwan

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق