غزة... في قلب الزلزلة
ربيع الكلمات
صور القصف الصهيوني على غزة جريمة مكتملة الأركان وبالصوت والصورة، استهداف المدنيين والعزل خصوصاً الأطفال الذين يخرجونهم من ركام المنازل التي هدمت على ساكنيها أكبر دليل على همجية الكيان الصهيوني، وصور المجازر أصبحت منتشرة على مدار الساعة، وما زال الرأي العام العربي متردداً وعلى استحياء.
وتاريخ الصهاينة مع المجازر طويل فمنذ عام 1948، وبعد ذلك مذابح دير ياسين 1948 ومذبحة كفر قاسم 1956 ومذبحة خان يونس 1956 ومذبحة صبرا وشاتيلا 1982، ومذبحة المسجد الإبراهيمي 1994، هذا بخلاف الصور المتوحشة التي كنا نراها بشكل شبه يومي على الشعب الفلسطيني واستخدام الأسلحة المحرّمة دولياً.
ولكن الجديد في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي هي العملية العسكرية التي شنتها كتائب القسام التابعة لحركة حماس من قطاع غزة على إسرائيل وأطلقت عليها اسم «طوفان الأقصى»، وهو فعلاً طوفان!، كيف استطاعت «حماس» فعل ذلك، من الواضح أن العملية جرى الإعداد لها منذ سنوات، حتى تم إيهام الإسرائيليين عدم رغبة «حماس» على المواجهة، وما حدث هو أكبر وأعنف من أي زلزال، وفعلاً ما حصل قبل الطوفان يختلف عن بعده من أحداث، خاصة وهذه الأعداد الكبيرة من القتلى الإسرائيليين.
وما حصل يدل على فشل استخباراتي كبير وغير مسبوق في الحصول على معلومات عن الهجوم مسبقاً أو إيقافه أو تقليل أضراره، في البر أو البحر أو الجو، إذاً، ما فائدة كل هذه المليارات التي أنفقت بسخاء على جدار الفصل العنصري أو بقية الأجهزة الحديثة، لقد تم تكبير قدرة الاسرائيليين أكبر من اللازم.
وذكرت صحيفة هآرتس والتي نشرت مقالاً بعنوان «7 أكتوبر 2023: تاريخ سيبقى عاراً على إسرائيل»، كتبه الديبلوماسي والكاتب الإسرائيلي ألون بينكاس. حيث قال:«لا يمكنك المبالغة في تقدير حجم وقوة موجات الصدمة المدوية لهجوم يوم السبت على إسرائيل. هذا هو يوم الغفران عام 1973 مرة أخرى، مع فارق أساسي واحد: الخسائر التي لحقت بإسرائيل في عام 1973 (3 آلاف قتيل) كانت على حساب الجيش. لقد أودى هجوم يوم السبت، الذي من المؤكد أن يتصاعد، بحياة مدنيين، وأرعب بلداً بأكمله وكان مهيناً بقدر ما كان مميتاً».
وحمّل الكاتب «الفشل الذريع» لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. إنها مسؤوليته، وينبغي أن يحاسب في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
ومن يتامل في السلوك الإجرامي الحالي للاسرائيليين يجده مضطرباً بسبب هول الصدمة غير المتوقعة وضخامة الحدث، وهذا يعني أن القيادة في حال ارتباك كبير، خاصة مع عدم توقف هجوم المقاومة على بعض المواقع، نحن أمام تحولات جديدة وكلما زادت حالة التحول ازدادت إسرائيل توتراً وغطرسة، ولتدخل حالة فقدان الاتزان والتوازن، وسندخل مرحلة جديدة في الصراع العربي - الاسرائيلي.
نعم، إسرائيل لديها مشروع واضح وتعمل من أجله صبح مساء، ولكن لماذا لا نملك نحن أيضا مشروعاً موحداً لحل القضية، آن الأوان لإيجاد مشروع عربي لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، ويشمل جميع الفصائل، الخلافات والانقسامات لن نستفيد منها بشيء، بل العدو هو الرابح عند الاختلاف.
لذلك، تجد الصهاينة ينجحون وهم يظهرون بمظهر الضحية بسبب التخطيط ووجود المشروع الواضح، أما الضحايا فتتم إبادتهم على مسمع العالم دون أن يتحرك الضمير العربي بسبب العشوائية التي يعيشونها، أين جامعة الدول العربية؟ أين مجلس الأمن عن كل هذه الجرائم، ميزان هذا العالم مقلوب مع كل أسف.
ويجب ألا ننسى موقف دولة الكويت الرسمي والشعبي من مناصرة القضية الفلسطينية، والتي أطلقت وبتعاون بين مختلف الجهات الرسمية وغير الرسمية حملة لإغاثة الشعب الفلسطيني وتخفيف آلامه.... إنها الكويت وكفى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق