يقيني أن الله سبحانه يهيئ العالم لأمر جلل..وأن بلاد الشام وأرض فلسطين يعدها الله عز وجل لملاحم عظيمة قد تشتد أول الأمر قسوتها.. لكن سيُحمَد بإذن الله في آخره عقباها.
حقائق ورسائل
لذلك لا تيأسوا من طول المعركة مع خونة القوم…
يقيني…
ومن قال أن الخندق خندق واحدة؟ وأن الفتح فتح واحد؟
قل، ولا تقل…
أضعف الإيمان
التربية بالموقف الحي خير من ألف خطبة
ولا زلت كل ساعة أردد ﻷصحابي (تدبير الله خير من تدبيرنا)
إعادة التفكير في ترتيب أولوياتنا التربوية لأولادنا
لكن الله اختارهم ليموتوا موتة عز..
يا علماء أمتنا الربانيين الصادقين…
حقائق ورسائل
الأوطان العربية كلها محتلة.
حكامنا وكلاء المحتلين.
حكامنا يفعلون بأوطاننا أشنع مما فعل بها المحتلون الأصليون.
كلما زاد وعي الأمة كلما زادت دفعات التخدير.
المحتلون الأوائل لما قاومناهم رحلوا…لكن وكلاءهم من بني جلدتنا يبيدون الأوطان ولا يرحلون…لذا فهم أخطر ممن أتوا بهم.
كل يوم نتأخر فيه عن استنقاذ الأوطان،تزداد أظافر هؤلاء الوكلاء نشوبا، وتزداد خيرات الأوطان نضوبا.
مقاومة الصهاينة في فلسطين أيسر ألف مرة من مقاومة وكلائهم المتحكمين.
نشر الوعي جهاد،إيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين جهاد، ترتيب الصفوف جهاد،كلمة الحق جهاد، وكل الجهادات مؤداها تحرير الأوطان حتى وإن قلت.
كلما تفرق المقاومون… قوي اللصوص!!
من يأتينا في معركتنا معهم ولو متأخرا خير ممن لا يأتي أبدا…فالعبرة بمن صدق لا بمن سبق.
كلما زاد منسوب إشغال الشعوب…كلما تأخرت يقظتهم.
المتشاكسون أول المعركة لن تطول أنفاسهم لآخرها!!
كما أحسن الأُصلاء التخطيط لتمكين الوكلاء فليخطط المحررون…وإلا أطالوا بقاءهم جاثمين على صدورنا دهورا…فالباطل المنظم يغلبه حق أشد نظاما.
معركتنا هذه المرة مع المحتلين ووكلائهم أقوى المعارك وأشرسها…وقد تكون آخرها…لذلك فخسائرها على قدر شراستها…والذي لا يعرف عنف المعارك… فليتهيأ قبل أن يشارك.
النصر لا يتأخر على صابر، والأجر لا يضيع على محتسب، وكذلك المعارك لا تمنح فوزها لمغفل لا يأخذ بأسباب الفوز.
لولا خوفهم من صحوة الشعوب ما قتلوا منهم كل هؤلاء الشهداء.
لو صرخ عنترة مبكرا…ما فاز بمعركة عض الأصابع.
الدعاء مع السعي يفتح كل باب مغلق.
دماء من سبقونا دين في رقاب من بعدهم…ولولا دماؤهم ما استيقظت أمتهم.
البقاء للحق ولو اجتمعت الدنيا عليه،والفناء للباطل ولو ملك الدنيا في يديه..”إن الباطل كان زهوقا”
لذلك لا تيأسوا من طول المعركة مع خونة القوم…
الفاتحون والمصلحون على مر التاريخ أنهوا أمر عدوهم الظاهر في سنوات معدودة ومعارك فاصلة…
بينما قطعوا أشواطا طويلة، وقضوا أعمارا وأجيالا في محاولات القضاء على خونة قومهم،وطعناتهم لبني جلدتهم من الظهر!!
ولا زال التاريخ يعيد نفسه…
ابن سلول أتعب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من حيي بن أخطب،وكعب بن الأشرف..
وأحفاده اليوم أثخنوا الأمة بجراح الغدر أكثر من بني صهيون!!
والفاتحون الجدد لن يحرروا القدس وسائر البلدان… إلا بعد تحريرها من خونة الحكام…
لذلك لا تيأسوا من طول المعركة مع خونة القوم…
لأن المعركة بعدها مع المحتل الأصيل… أهون ألف مرة من كونها مع الخائن الوكيل.
يقيني…
** يقيني أن الله سبحانه يهيئ العالم لأمر جلل..وأن بلاد الشام وأرض فلسطين يعدها الله عز وجل لملاحم عظيمة قد تشتد أول الأمر قسوتها.. لكن سيُحمَد بإذن الله في آخره عقباها.
**يقيني أن تلاحم العالم الصليبي مع الصهيوني وتداعيهم السريع لوأد قضية فلسطين لما يستشعرونه الآن من رعب جراء استيقاظ المارد المسلم الذي تحرك أصلا من القمقم…ويقيني أنهم لن يستطيعوا إعادته إليه… لأن القمقم تهشم لما تحرك المارد!!
** يقيني أن قضية فلسطين تستعصي على الإنهاء كما يريد الأعداء… وإلا لانتهت منذ زمن…لكن الله يبقيها… للامتحان الدائم فيها.
** يقيني أن مشروع التحرير قد بدت الآن معالمه، وتباين فسطاطاه ، وأن القوة وإن لم تكن متكافئة في الحجم لصالح المقاومة، لكنها متكافئة في إرعابها لعدوها!!
وما كان لحق أن يسترد بغير ما قوة ودم.
** يقيني أن دخول العقيدة على الخط بهذا القدر الكبير في الصراع مع الصهاينة، وبروزها بقوة في الأجيال الصاعدة أرعب المحتل وأذنابه بعد ثلثي قرن من العبث في المناهج الدراسية، وتوجيه الآلة الإعلامية.
(والمرعب أن تصدير هذه النماذج أصبح متسارعا لدى الأبناء في مختلف الأنحاء)
** يقيني أن المرأة الفلسطينية (زوجة المجاهد وأخته وأمه) لها دور كبير في تربية الجيل الصغير الذي رأيناه على الشاشات..
لأن الغائبين في الرباط وحفر الأنفاق… لا بد من وجود مرابطات وراءهم على ثغور البيوت على نفس المبادئ والأخلاق.
**يقيني أن العدو يعوِّل على قِصَر نَفَسِ الثائرين من أجل فلسطين، وخفوت هتافات حناجرهم بعد حين…لذا ينبغي عليهم تنظيم الأنفاس، واستمرار الحراك، وبقاء القضية أطول مدة ممكنة…لأن العدو لن يتمكن من الاستفراد بأخيك… إلا عندما يرى استكانة فيك.
**يقيني أن الحق غال… ولن يشترى الغالي برخيص…لذلك كانت فداحة الثمن…وحال استكمال أهل الحق أثمانهم… فلن يؤخر الله عطاءهم…فاستمروا في بذل الأثمان… وسلوا الله قبولها.
ومن قال أن الخندق خندق واحدة؟ وأن الفتح فتح واحد؟
ومن قال أن خُوار أبي جهل تحت قدم ابن مسعود لن يتكرر وأن هدم أصنام البشر كما هدمت أصنام الحجر لن يتكرر؟
ومن قال أن الزمن سيتوقف عند كيِّ خباب بالنار، ومطاردة جعفر ورفاقه، وحبس مصعب وعياش بن أبي ربيعة في محابس قومهم؟!
ومن قال أن المحرومين من مكة وكل مكة طوال سنوات طوال لن يعودوا إليها فاتحين مكبرين كما كانوا يملؤون أرجاءها تكبيرا وتهليلا؟!
لو كانت الأحداث مرة واحدة ما طالت القصة ولا تمدد الصراع!!
ولو كان انتشاء الباطل دوما…فما بقاء القرآن والإيمان إلى يوم البعث؟!
إنما هو صراع أبدي قائم حتى يُزين كلَّ زمان صهيبُه وعمّارُه وسُميَّته!!
أبى الله ألا يحرم من كل زمان أصحابه من أهل الدرجات العلا حتى يؤنس أصحابَ محمد آخرون من أهل الأزمنة الأخرى!!
سيقول لك مثبط: كفى تخديلا وتسكينا!!
فقل له: سامحك الله..وهل كان النبي عند الكعبة يسكن خبابا، أو يوم الخندق يضحك على أصحابه بالبشريات؟!
سيقول لك آخر: توظيف للنصوص في غير مكانها وزمانها!!
فقل له: وهل الصامدون في تخوم فلسطين، والثابتون في غياهب سجون مصر، والمرابطون في أكناف بيت المقدس، والقابضون على الجمر في اليمن وسوريا وأفغانستان إلا عاملون مجاهدون ثابتون رغم تنكر الأرض لهم؟!!
أفترى الله عز وجل ينصر بلالاً الأول، ويخذل بلالاً الثاني، ويؤيد الزبير الأول ويخذل الآخر على ضعف من الآخر وقلة من نصرائه؟!
يا بني قومنا..لا تسرفوا في جلد أنفسكم… فكل ما في الأمر أن الله لم يشأ لدينه أن يضيعه خونة الأرض، فهيج أعداءه ليوقظوا الإيمان في قلوب أوليائه، ثم يأذن بالنصر والفتح المبين..
هذا كل ما في الأمر… ولله سبحانه مبتدأ ومختتم الأمر..
فثقوا به واستمروا، فصوت تكبيرات النصر تملأ الآفاق لكن الآذان أصمها صوت الميئسين!!
قل، ولا تقل…
قل: جهاد المال لأهل غزة وفلسطين.
ولا تقل: تبرعات لغزة لفلسطين.
فالتبرع معناه الهبة… أما جهاد المال فحق واجب..
ويزداد وجوبا عندما يستبيح عدو بلدا من بلاد المسلمين…
ثم إن فلسطين أكرم من أن نعطيها فضلات أموالنا..
فلنحرر المصطلحات.
مع تقديرنا لظروف كل بلد في استخدام ما يناسبها من كلمات.
أضعف الإيمان
ومن أعظم أنواع الجهاد… ما يسمى بجهاد المشاعر..
وهو رأس مال الملايين من أمة محمد..
أولئك الذين لا يملكون مالا، ولا جاها، ولا سبيلا لنجدة المكروبين من إخوانهم…
يعلم الله ذلك من قلوبهم الملتاعة ، وعيونهم الباكية على إخوانهم المسلمين…
لكنهم كما حكى الله عنهم:
“تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون”
“قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي”
فإن لم تكن تملك مالا تغيث الأجساد، فلا تحرم نفسك قلبا حانيا، ولسانا بالدعاء راجيا تستمطر بهما رحمات ربك للمكروبين من العباد..
ولا تكن الثالثة فتهلك…
وما أكثر الهالكين من قساة القلوب!!
التربية بالموقف الحي خير من ألف خطبة
كان الصحابة والصحابيات يستثمرون الغزوات ليزيدوا من حب أولادهم لدينهم ونبيهم، بل كانوا يجعلونهم يحفظون المغازي كما يحفظون السورة من القرآن..
وقد والله وقعت أحداث في غزة وسائر فلسطين هذه الأيام…..من لم يستثمرها في تربية أولاده على حب القدس وفلسطين ورخص الأرواح في سبيل الله، ورجولة الشباب المسلم -رغم ما حاولوه من أجل تمييعه وتضييعه- من لم يستثمر هذه الأحداث في التربية فاته خير كثير…
شاهدوا مع أولادكم المقاطع، واحكوا لهم عن الشهداء والمرابطين في غزة، وعن الأقصى، وعن كل فلسطين..
فقد كاد أولادنا والله ينسون مشاهد العزة، ومواطن البطولة.
والذي أؤمن به أن التربية بالموقف الحي خير من ألف خطبة في غير وقتها.
ما زلت أنظر كل يوم لتدبير الله الحكيم بقلب الموقن وعين المنبهر ونفس المطمئن وعقل المستسلم لما أراد سبحانه!!
ولا زلت كل ساعة أردد ﻷصحابي (تدبير الله خير من تدبيرنا)
سبحانه…كشف عدونا…ونبه غافلنا…وأذن لجيل النصر أن يخرج، ولجيل الذل أن يضمحل ويخمُد..
وأطلق العنان لخيل الجهاد أن تسرح وتمرح…
أنزل السكينة على أوليائه..وزاد في خزي أعدائه…
وهل كنا نحلم قبل اليوم بجيل يعشق الشهادة ويضحي بالنفيس ويرى أنوار القدس من قريب،ويتوعد الخائنين كما نراه اليوم!!
رباه…
رغم لوعتي في امتحان أمتي ومصابي في بعض إخوتي إلا أنني أضاعف حمدي وشكري لك على ما اخترت لنا من الخير…
فلولا جميل ما صنعت بنا لظلت أمتنا في مكانها حتى تأسن، أما وقد حركتها سبحانك…فبعزتك لا توقفها حتى تنصرها.
إعادة التفكير في ترتيب أولوياتنا التربوية لأولادنا
أحقادٌ وعقائدُ باطلة ورثوها لأحفادهم وأحفاد أحفادهم طوال أكثر من قرن من الزمان..
وبعضنا يكاد ينتهي عمر ولده ولم يعرف شيئا عن تاريخ أمته أو لغتها أو عقيدتها!!
وكل رأس مال أولادنا المساكين انبهار بالغربي ولغته وحضارته!!
وعلى حين غفلة من هذا الانبهار… تأتي جيوشهم وأساطيلهم لتسحق المسلمين، وتؤيد المغتصبين، وتبقي المقدسات في أيدي السارقين المجرمين!!
لوْ لَم يكن خير من وراء هذه الأحداث إلا إعادة التفكير في ترتيب أولوياتنا التربوية لأولادنا لكفى…
أمُّتك أولى الناس بك…المسلم أخوك وإن أغضبك، ولاؤك له، وبراءتك من عدوه..
مقدساتك أولى من حياتك..
تاريخ أمتك قبل تاريخ مدرستك الأجنبية..
لغتك ليس مجرد أداة تعبير… لكنها أداة انتماء وانتساب لأشرف دين وأقدس كتاب.
فلسطين ليست مجرد أرض… إنها الأرض المقدسة المباركة بنص القرآن… استرجاعها واجب… ومسالمة عدوها خيانة.
على هذا ربوا أبناءكم… أو فخافوا وبال أوزاركم..
فالتربية اليوم على هذه المعاني جهاد… لا يقل عن بقية أنواع الجهاد!!
لكن الله اختارهم ليموتوا موتة عز..
أبلغوا أهلنا في غزة أن ملايين غيرهم قد ماتوا في حوادث طُرُق، أو إثر جرعة زائدة أو على أسرة المرض أو من غير ما سبب…
لكن الله اختارهم ليموتوا موتة عز..
فقد كانوا مقصودين لذواتهم… لذلك ماتوا حارسين لثغورهم…ثابتين على دينهم وقضيتهم..
أخبروهم أن هذا كان موعد موتهم…لكن الله اختار لهم أن يكون على مثل موتة حمزة ومصعب والبراء… وبيد عدو ظاهر..
ورحم الله المرأة التي قالت للحجاج وقد هددها بقتل ولدها:
“إن ابني هذا إذا لم تقتله مات”
أخبروا أهلهم وذويهم أن الذين يقتلهم الصهاينة هم الذين يعجلون بهلاك الصهاينة!!
وأخبروهم أن عفراء استشهد لها أولاد سبعة، فكانت تفرح يوم استشهادهم كفرحتها يوم ميلادهم… يكفيها أنها تكنى في دنياها وأخراها بهم أو بأحدهم…أم الشهيد.
رحم الله المقتولين غدرا… المقصوفين برا وجوا وبحرا..
ورحم الله آباء وأمهات احتسبوهم… ومن قبل ذلك ربوهم وأدبوهم..
وأرانا الله عاجل نقمته فيمن قتلوهم وغدروهم..
وغدا تزدان أسماء فلسطين والقدس ومدارسها وشوارعها بهم… فالشهيد أطول عمرا من قاتله..
هكذا علمنا التاريخ.
يا علماء أمتنا الربانيين الصادقين…
أفتونا في كل حاكم حاصر إخوتنا، أو سمح للعدو أن يعبر بسلاحه أو يزود طائراته بالوقود من أرضه لتدك إخواننا في غزة، أو ظاهر العدو على إخوانه في المواقف الدولية؟!
أفتونا فيمن أعان هؤلاء الحكام أو ائتمر بأمرهم في حصار المسلمين وقتلهم…
أفتونا في حكم التعامل مع الدول التي أعلنت حربها على إخواننا، وأرسلت بوارجها الحربية، وأسلحتها وجنودها المقاتلين؟!
أفتونا ولا تتركونا…
فالعجز يقتلنا، والشعور بالخذلان يذيب نفوسنا قهرا.
وليس آخر ما عند العالم الرباني الدعاء والوعظ والبكاء!!
أفتونا…
فالأمة اليوم أحوج ما تكون للعز بن عبد السلام يقطع بفتواه قول كل خطيب، ويحسم في هذا الأمر المهيب.
اجمعوا كلمتكم وأصدروا للناس فتوى تذهب حيرتهم وتخيف عدوهم، ومن والاه.
فإن لم تقودوا الناس اليوم فلا خير في فتاواكم بعدها…
فالبلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال… وأي حال يقتضي فتاواكم أبأس وأصعب من هذا الحال؟!!
أفتونا يرحمكم الله .
المصدر
صفحة الدكتور خالد حمدي، المقال مجموعة من التدوينات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق