نظرات في واقع الجماعات (٤)
د.عبدالعزيز كامل
السبيل الثاني :
ويتعلق بنوازل اختلاف القلوب لغلبة أهواء الحزبية والعصبية لدى بعض قطاعات الإسلاميين، بسبب تضارب المناهج واختلاف الأفكار..
١_ أن يبذل المصلحون الجهد المستطاع المبرئ للذمة في تحرير عقيدة الولاء لكل المسلمين بحسب ماعندهم من الدين، كما قال ابن تيمية رحمه الله : " والمؤمن عليه أن يعادي في الله، ويوالي في الله، فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه وإن ظلمه؛ فإن الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية " .
٢_ التربية على التعبد بمحبة وموالاة المسلمين ، وأنها من بدهيات وأوليات الالتزام بالدين، لأنها شرعة شرع الله لأجل تثبيتها العشرات من شعب الإيمان البضع وسبعين.
ولذلك فهي جديرة بتخصص فريق من الدعاة بالمحاضن التربوية والوسائط الدعوية في إشاعة ثقافتها ، من سلامة الصدر، والصفح والصبر، والاحتساب وحسن الظن، وغير ذلك من شعب الإيمان .
٣_ إقامة حكم الله في ألا يكون الحب والبغض إلا فيه ، لأن صرفه بغير موجب للجماعات والحزبيات يخل بتلك الشرعة التي هي أوثق عرى الإيمان، و يوقع في نتن الجاهلية التي تصرفها للحب والبغض في القوميات والوطنيات ومختلف العصبيات، ويذهب بحلاوة الإيمان التي منها : ( أن يُحبَّ المرءَ لا يحبُّهُ إلَّا للَّهِ ) متفق عليه .
٤_ بث اليقين في أن انتصار هذا الدين لايكون إلا باستكمال معالم الموالاة بين المسلمين، حيث إنها لا تقل لزوما ولا وجوبا عن معاداة أعداء الدين ،
وفي هذا يقول شيخ الإسلام :
" فمن كان مؤمنًا وجبت موالاته من أي صنف كان، ومن كان كافرًا وجبت معاداته من أي صنف كان، كما قال تعالى: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥) وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْغَالِبُونَ (٥٦) -المائدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق