الأغنياء والفقراء
الحرب العالمية الثالثة وأطرافها
صفوت بركات
أستاذ علوم سياسية واستشرافية
الشركات المتعدة الجنسيات
واستضعاف الطوائف
الحرب العالمية الثالثة
الكل يعيش فى الصور القديمة للحروب ويستقرأ الواقع بين مبشر و محذر
ولكن الحقيقة ليس بالضرور جريان الحروب على مثال سابق
بينما لا أشكك فى حدوثها إلا أنى أظن أن الحرب العالميه لن تكون بالصور القديمة والتى جرت على مثال سابق وظنى أنها اشد ضراوة من سابقتيها ولكنها ستكون حرب إقتصاديه بالدرجة الاولى حتى أدق التفاصيل وهذه الحرب سيكون لها تأثير خطير على العالم حيث ستشعل الصراعات والحروب الصغيرة فى كل مكان ولكنها ستكون حروب طائفية وحول معضلات الخرائط الجغرافية والتى تمت عمدا أثناء رسم حدود الدول فيما سبق وهى حرب المشاكل العرقيه والطائفيه والمزمنة ولن تكون حرب جيوش ولكنه حروب عصابات وأما الحرب الكبرى فلا أظن العالم مؤهل لها ولا بعد نصف قرن ولن يكون سببها إلا الندرة فى مصادر الطاقة ومن يؤجلها اليوم هى الشركات المتعددة الجنسيات والتى جمعت كبار الممولين فى العالم فى عمل مشترك وهجرة التمويل تبعا للميزات النسبيه وهى بمثابة كوابح لقادة الحروب وأصحاب نزعات الصراع وتجعل شن حرب فى أى مكان كلفتها تتعدى مجال الحرب والجغرافيا التى تجرى عليها وتمس قطاعات عريضه فى مجالات الأقتصاد العالمى وتعظم التكلفه ولكنى أنصح ببحث مناطق الجوار للحدود الجغرافية للدول وبحث النزاعات العرقية والطائفية وهى ستكون مناطق محتملة التفجر لأى سبب والكوابح للحرب الكبرى هى فى نفسها من تفسح المجال لحدوث هذه الحروب المبعثرة كضرورة ومتطلب لإستمرار تمويل صناعة السلاح الحديث والتخلص من الموديلات القديمه للأسلحة التقليديه وفى نفس الوقت تمثل حيث صعوبة التدخلات الخارجية والحيلولة دون حدوثها وهى حالة الرخاوة العالميه والتى تتسم مع سياق الحرب العالمية الثالثة وهى الأقتصاد لأن سلوك المال فى الحروب بطيئ الحركه ويعجز عن إحداث تحولات سريعة ودراماتيكيه مفاجئة
ولهذا هناك مناطق مرشحة للحروب للتخلص من مخزون السلاح وتدوير الطلب وفتح طرق للشركات للتمدد فى مناطق جديده لم تصلها بعد للهيمنة على المواد الأولية والثروات الطبيعية والفوز بمستهلكين جدد وتغير أنماط حياتهم عبر جرعات ثقافية وقيمية لمحو الهويات والقيم الممانعة لصناعة الرغبات الأستهلاكية لسلع جديده وهو ما يصنعه الإعلام والفنون والثقافات العالمية الحديثة وقيم العولمة وثقافتها عبر محو المقدس وسحقه أى مقدس سواء كان حق أم باطل ولهذا تجد تلك الشركات ترعى ممثلين لكل الطوائف وتستخدمهم كرواد للإنماط المراد تعميمها وتستخدم الدين ورجاله كأدوات فى إشعال الصراعات الجزئية وتوظيفهم بعد توريطهم لتفكيك المجتمعات وإضعافها من ناحية ومن ناحية أخرى الأستثمار فيهم وفى مهارتهم كسلعة للتداول تدر أرباح كعملهم بعيدا عن الميدان الحقيقى بين الناس ونقلهم عبر الأثير والقناوات الفضائيه ومن ثم صناعة التناقضات فى أقوالهم وسلوكهم لإستخدامه لاحقا فى سحقهم ومن ثم ثحق المقدس والذى يدعون الناس إليه تمهيدا لخطواط مدروسه ومقسطه ويالت مشايخنا يعلموا الحقيقة ولا يكونوا جندا فى تلك الحرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق