الكلام المر،
فلسطين أرض المعراج.. عكس القبلة!
كلما تعرضنا في فلسطين لهجمة صهيونية تعالت أصوات البعض بيننا قائلين أن خذلنا العرب والمسلمون!
والحق أنه لم يخذلنا العرب ولا المسلمون، ولكن تآمرت وتواطأت علينا الأنظمة العربية، تماما كما فعلت بشعوبها وجرعتها ولا تزال عذابات مرة، أحد أهم أسبابها حبها وانتماؤها لفلسطين، وسعيها لتغيير أوضاعها الداخلية كشرط لازم لتحرير أقصى المسلمين.
لكن السؤال الكبير الذي لا يطرحه أحد لما فيه من طعم العلقم هو، ماذا فعلنا نحن كفلسطينيين؟
نحن أخطأنا كفلسطينيين ووقعنا -بسبب خيارات واجتهادات ومصالح قياداتنا وحركاتنا المقاومة- في خيانة الدين وتضليل المسلمين!
لقد بتنا كفلسطينيين -ودون العالمين- نعلي من شأن إيران ونعمي أبصار عموم المسلمين عن حقيقة جرمها وشدة عدائها واحتلالها لبلدان العرب وتنكيلها بالموحدين، كما ونتعامى عن مستقبلها القريب ودورها المتعاظم في اتلاف بلدان وشعوب العرب والمسلمين، وكل ذلك تحت شعار تحرير فلسطين متعللين -ظلما وعدوانا- بمقولة خذلنا العرب والمسلمون فمن سيدعمنا غير من ينهب كل محيط فلسطين ليطعمنا ويقنعنا بجواز أكل لحم الخنزير!
إن التصور العليل في عقول القيادات الفلسطينية جعل فلسطين إلها يعبد من دون الله فيشرع الحلال والحرام، وتجاوز معنى العبودية لله رب العالمين، وغفل عن معنى (وتله للجبين)، ولم يدرك من قيمة معراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلا شكله ورسمه دون مضمونه ومعنى الخضوع للحق المبين، واليقين برب قهار جبار عظيم.
إن أول دعوة جرت على لسان جميع الأنبياء لأقوامهم هي:يا قوم اعبدوا الله، وإن أعظم رسالة وواجب قام به الأنبياء هو:(لتبين لهم).
إن كارثة فلسطين التي تحول دون النصر -الذي هو من عند الله ومرتبط به-، أن قيادات فلسطين ومن يدعون الدين يسيرون عكس اتجاه النبيين ويقومون بدور الشياطين!
الله سبحانه وتعالى لن يحاسبنا على عدم قدرتنا على تحرير الأقصى وفلسطين، ولا عن عجزنا عن رفع الظلم الواقع على شعبنا وعلى المصريين وأهل الشام واليمن والروهينجا والعراقيين.
لكننا محاسبون أمام الله ومسؤولون عن خيانة أمانة الدين وتلبيس الحقائق على المسلمين، وتوجيه الناس لعبادة فلسطين أكثر من رب فلسطين!
إن واجب الجهاد وفرضيته جزء من الدين، وإن عظمة وبركة تحرير الأقصى المبارك منحة لا يهبها الله الا لمن يلتزم بدينه ويخضع لأحكامه ويسير على نهج النبيين ويلتزم بملة ابراهيم الذي خضع لله وتل ابنه اسماعيل -متمثلا أمر الله- للجبين.
نسأل الله أن يسدد أمورنا ويهدي قياداتنا للحق المبين، فأوضاعنا سيئة وبوصلتنا تائهة، وأفهامنا ومناهجنا وتصوراتنا مضطربة، خلطت الطين بالعجين وأعطته وصف دين.
مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 14/4/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق