للتوثيق وللتاريخ
وهذا يؤكد صحة كلامي تماما ، فإذا كان هذا هو سقف طموح الإخوان اي : إزاحة رأس الحكم الحالي لإنه [خانع للغرب] ينفذ كلامهم وان هذه النظم لابد من الإطاحة بها للنهوض ويظنون انهم سيستطيعون النهوض دون الإلتزام بقواعد اللعبة واحترام موازين القوى : فها هي الحقيقة عارية أمامكم وواضحة وضوح الشمس :
هما طريقان لا ثالث لهما
- إما الاصطدام بالمنظومة السياسية الدولية كلها والجهاد المستمر وتحمل عواقب ذلك وهو ما لا يستطيعونه حاليا.
- او اللعب وفق القواعد المستقرة وتقبل الخطوط الحمراء المفروضة عليهم من النظام العالمي حتى يستطيعون الاستمرار.
وغالبا سيختارون الثانية كأمر واقع لا مهرب منه لإنهم لا يملكون مقومات الخيار الأول ، فإذا فعلوا هذا ظنا منهم انهم سيستطيعون بناء القوة ومراكمتها ومن ثم الخروج من القيود الدولية وتحديها، هكذا وحدهم دون معونة او موافقة اقليمية: فسيكون رد النظام الدولي على هذا التوجه بنفس الطريقة التي رد بها على المحاولات السابقة في :
- الموصل
- او كوريا الشمالية
- أو العراق وليبيا وسوريا الأسد وإيران.
هل هذا معناه الاستسلام ؟
لا طبعا ! ولكن معناه إدراك ان التغيير لا يتم [بثورة] كما يتمناها الإخوان ، هذه أحلام العصافير !!!
وإنما التغيير يجري أمامكم الآن، وفقا لمقدرات كونية تجري فيها سنة التدافع لا على مستوى [جماعات] بل على مستوى الأمم نفسها !!!
ما نمر به الآن هو المخاض ... الخضخضة والرج العنيف للمفاهيم والاسس المستقرة والثوابت التي عاش عليها الساسة والمعارضين وشعوبهم !!!
كل القناعات تتغير كل الثوابت ستتغير ..
وقد كتبت لكم : نحن في وضع سائل تُختبر فيها جميع العلاقات والروابط السياسية والتحالفات لإعادة رسمها والواهم من يعيش في الستينات بأفكارها وعلاقاتها وصراعتها !!!!
هذا المخاض سيفرز اوضاعا تضع كل الشعوب والساسة أمام تحدي لمفاهيمهم كما وضعت صدام حسين قديما امام تحد لمفاهيمه القيمية البعثية ودفعته دفعا لتبني [الحملة الإيمانية الكبرى] عندما أدرك ان الغرب لا يمزح وان المواجهة قادمة لا محالة في تسعينات القرن الماضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق