خيبة الأمل بعد موقعة الجمل والتطبيع وثورة تضيع (2-2)
المستشار أحمد عبد اللطيف
(2)
إنك إن وضعت ما حدث في واقعة الجمل مع غيره من الوقائع ليسهل عليك أن تكتشف أن هناك محاولات ظاهرة للتطبيع من النظام الحالي مع النظام القديم بذات مؤسساته ووسائلها وقتل كل ما هو ثوري أو قريب الصلة أو الرائحة بالثورة ضع الأمور التالية تبدوا لك صورة مكوناتها هذه الأجزاء وسترى أن التطبيع على أشده.
(أ) هجوم ضارٍ على رجل الأعمال المتهرب من الضرائب وأنه رأس الثورة المضادة ثم فجأة يسدد نصف المبلغ ويعود مظفرًا مستقبلًا من مندوب رئيس الجمهورية في قاعة كبار الزوار وحين يعود مؤسس حركة 6 إبريل في المطار يقبض عليه ويحبس لأنه حرض على التظاهر أمام منزل وزير الداخلية وهو كان يدعو لتأييد الرئيس والأول جيش قنواته لمنافسه وجيشها بعد ذلك لإسقاط الرئيس.
ب) بماذا نفسر إخلاء سبيل وزير الإسكان الأسبق وقد حصل فقط على حكم بات من محكمة النقض بتأييد سجنه 3 سنوات غير قضايا أخرى عديدة ونكتشف أن النائب العام الحالي أوقف تنفيذ الحكم ذي الثلاث سنوات بدعوى السداد مع أن المذكور متحفظ على أمواله ويمكن خصم المبلغ؟ ماذا نسمى هذا ومع مسئول كهذا ومن بقى الآن محبوسًا القتلة مجهولون والمتهمون برءاء والسارقون يتنفسون الحرية في منتجعاتهم الوارفة المنهوبة؟
(ج) ما هذا السكوت المفاجئ عن موضوع تعديل قانون السلطة القضائية وقتل الأمر بالمؤتمرات ثم بالوقت ثم أن يكون أعضاء اللجنة العامة للتعديل رئيس النادي ونقيب المحامين ورئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشورى الذي يدعى أنه اضهط في العهد السابق وقد عين ابنيه في الهيئات القضائية بتقديرات ضعيفة!
(د) لماذا لا يحسم مجلس القضاء الأعلى أمر رفع الحصانة عن رئيس النادي إما قبولًا أو رفضًا أولم يعلم أنه هلك قوم قبلنا كانوا يقيمون الحد على الضعيف ويتركون الشريف؟ ولماذا لا يتقدم الرجل نفسه للتحقيق ويقول ليس عندي ما أخفيه؟
(ه) ما هذا الصلف الذي ظهر به وزير الداخلية وهو يقول إنه لن ينفذ أحكام الضباط الملتحين حتى لو حبس, وما هذا التحدي للقانون؟ وكيف يكون قدوة لرجل ينفذ القانون وما هذه السطوة المفاجئة لما يسمى جهاز الأمن الوطني وصيحة وزير الداخلية منتفخ الأوداج في قنوات رجال الأعمال بأن هدفه إحياء هذا الجهاز وأنه سيعيد إليه من سبق إخراجهم منه؟ وكيف سيعيدهم؟ وهل تمت هيكلة هذا الجهاز؟ وهل وضع قانون لعملةظ وهل سيعود تحت إمرته ليشبع الناس ظلمًا وتنكيلًا؟ وهل يرضى القائمون على الحكم الآن تنفيذ وتشريع هذا الأمر؟
(و) بماذا نفسر ما نشر بجريدة الأهرام الجمعة الماضية من أن أحد أعضاء دائرة محاكمة شفيق وبعد حجز الدعوى للحكم أنه سيتنحى استشعارًا للحرج لوجود خلاف في تكوين عقيدته حول الحكم بينه وبين أعضاء الدائرة، فمتى يستشعر الحرج أليس عند نظر الدعوى؟! وهل يجوز أن تفشى أسرار المداولة؟
(ع) هل رأيت ماذا فعل محامو الفلول عقب حكم موقعة الجمل لقد ظهروا جميعًا في فضائيات المتهمين بمنتهى الجرأة وبدا أحدهم ليثًا هصورًا يدافع عن سيادة القانون وقد هرب من الضبط والإحضار ولم يمثل أمام المحكمة ثم حصل على البراءة غيابيًا، وآخر يدبج القصائد عن أستاذية رئيسي مجلسي الشعب والشورى السابقين!
(غ)همة الداخلية في القبض على النشطاء ومرتكبي الوقائع التافهة وأما الهاربين من الأحكام كأمين مجلس الشعب وأحد كبار الموظفين برئاسة الجمهورية سابقًا فصمت مطبق وقبله المحامى الذي لم ينفذ أمر ضبطه أسود على الفقراء ونعامة على الآخرين.
(ص) وما هي قصة تعيين بجاتو وزيرًا ألم يكن يومًا كما قلتم من حل مجلس الشعب ولعب دورًا مناهضًا أثناء الانتخابات؟ وهل فجأة أصبحت الدستورية الملاك؟!
إن وضعت هذه الأجزاء ستتضح لك الصورة وضع بجانبها ما تراه أنت وأضف إليها الصلح مع رجال الأعمال دون قواعد واضحة وحبس النشطاء والتضييق على كل ما هو ثورة وخروج القتلة والمفسدين ستجد أن شيئًا لم يتغير وعادت الدولة القديمة بكل جبروتها وأدواتها فلقد كانت تعد عدتها وما ذلك إلا بمعاونة من ادعوا أنهم نظام جديد تم التطبيع بين الحكام الجدد والمؤسسات القديمة وظلت كل مؤسسة بذات قوانينها ومخصصاتها كما هي وضاع الشعب وباسمه ترتكب كل الجرائم فبئس ما وصلنا إليه
أيها السادة لقد حلمت كثيرًا بأن تتغير الأوضاع ولكن لم يتغير شيء وأصبحت المؤسسات كما هي قبائل متماسكة تتخذ من الشعب والناس عدوًا والناس دائمًا هي الضحية والمنية والقتل تعمل فيهم من كل جانب أريق دم كثير ولا يعرف من أراقه وأريق حبر كثير ولا قارئ لمن كتب ولا حياة لمن تنادى وما أنت بمسمع هذا الذي دخل فبر السلطة وجدار الدولة القديمة كما هو افتقرنا إرادة الفعل والقدرة عليه وصدق الشاعر حين قال:
أه ما أقسى الجدار عندما ينهض فى وجه الشروق
ربما ننفق كل العمر كى ننقب ثغرة ليمر النور للأجيال مرة
وها نحن انقضى العمر ولا يزال هناك الجدار فهل خبى الأمل؟ أراه خبى فجلال أمين يرى أن ما حدث كان مؤامرة الثورة لم تكن مؤامرة كان هناك مظالم المؤامرة هو ما حدث بعدها فاختلط على الحليم الفعل ورد الفعل.
وقديمًا صرخ توفيق الحكيم منذ تسعين عامًا في يوميات نائب في الأرياف وهو مضطر لحفظ قضية قتل ضد مجهول قائلًا: (إن الأموال لتنفق هنا بسخاء في التافه من الأمور وأما إذا طلبت لإقامة العدل أو تحسين حال الشعب فإنها تصبح عزيزة شحيحة تقبض عليها الأكف المرتجفة كأنها ستلقى في البحر هباءً ذلك أن العدل والشعب.....الخ......الخ كلمات لم يزل معناها غامضًا عن العقول في هذا البلد كلمات كل مهمتها أن تكتب على الورق وتلقى في الخطب كغيرها من الألفاظ والصفات المعنوية التي لا يُحس لها وجود حقيقي)
يا رب ضعفت القوة وقلت الحيلة هكذا يتضرع إليك هذا الشعب المصري الذي كان يهتف من كل قلبه الشعب يريد إسقاط النظام فلم يسقط وإنما تغول وتحور وقام بالتطبيع معه الرجال الجدد وتحدث الجلاد بصوت الشريف وتبوأ الفساد في الفضائيات موقع الأطهار زورًا ومن وكلهم الناس ليردوا عنهم المظالم القديمة صاروا والقديم جسدًا واحدًا.
يا رب يا رب أتضرع إليك أنا الشعب أصرخ هاتفًا: "إني مغلوب إني مغلوب إنى مغلوب فانتصر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق