الخميس، 9 مايو 2013

خالد يوسف ومباراة خلع ورقة التوت


خالد يوسف ومباراة خلع ورقة التوت

فراج إسماعيل

انتظرت بلهفة رد المخرج خالد يوسف على ما قاله الفريق أحمد شفيق في حقه إلى درجة تحقيره واعتباره نكرة بقوله "اللي اسمه خالد يوسف"!
هذا الرد وعدت به جبهة الإنقاذ وأرجأته إلى حين عودة مخرج "دكان شحاتة وهى فوضى وخيانة مشروعة" وكلها أفلام من فئة "للكبار فقط" أي أنها تحتوى ألفاظًا ومشاهد لا يجب أن يشاهدها من هم دون الثامنة عشر، طبعًا لم يمنعهم أحد بل إن تلك العبارة السحرية أهم عناصر الدعاية الجاذبة لشباك التذاكر.
عاد خالد يوسف ليختار برنامج صديقه وائل الإبراشي ليرد من خلاله على شفيق في شوط ثان من مباراة بدأ الأخير شوطها الأول وخرج منه فائزًا على جبهة الإنقاذ، إذ عراها من ملابسها تاركًا لها ورقة التوت فقط، فإذا المخرج المعروف يخلعها تمامًا بهزيمة نفسه في الشوط الثاني الذي لعبه على طريقة البلاي ستيشن.
كان تعقيبه متهافتًا ضعيفًا، لعب طول الوقت في منطقة جزائه رغم محاولات الإبراشي المستميتة مساعدته، صوب على مرماه أكثر من تصويباته على شفيق، وفي النهاية خرج المشاهدون بانطباع وحيد، أن خالد يوسف ليس لديه ما يدافع به.
في اليوم الثاني من المرحلة الأولى للانتخابات الرئاسية بدءًا من الساعة الثانية عشرة ظهرًا وحتى موعد إغلاق الصناديق صوت الإخوان لصالح شفيق حتى يصعدوا به للدور الثاني على حساب حمدين صباحي لأنهم يضمنون هزيمته وحصدوا له في نصف النهار مليون صوت، مما جعل شفيق يسأله: من أين جاءه 5 ملايين صوت؟!
هذا ما قاله خالد يوسف للإبراشي.. والسؤال الطبيعي هنا: كيف تستطيع الجماعة التي يتهمها إعلام الفلول بأنها زورت الانتخابات أن ترسل شفيق للنهائي بالتصويت لصالحه بمليون صوت ثم تهزمه، ناهيك عن تمكنها الصعود بمرسي الذي وصفوه بالاستبن وغياب الكاريزما الشعبية إلى المركز الأول في المرحلة الأولى ثم الفوز بالنهائي؟!
الخلاصة أن خالد يوسف في دفاعه عن نفسه وعن جبهة الإنقاذ أثبت دون قصد أن مرسي فاز في المرحلتين بفعل ظهير شعبي كبير، وهذا الظهير نفسه هو مَن أزاح حمدين صباحي في المرحلة الأولى.
إذن كيف يتمكن صباحي من هزيمة مرسي في المرحلة الثانية إذا كان الظهير الشعبي أزاحه في وقت لا يتجاوز 8 ساعات فقط ابتداءً من ظهيرة اليوم الثاني من المرحلة الأولى؟!
خالد يوسف بلعبه الانزراعي اليائس لم يستطع إنكار أنه لعب دور بوسطجي جبهة الإنقاذ للتحالف مع شفيق، بل أسقط مزاعم تزوير الانتخابات لصالح مرسي التي ينسجها خيال المغرمين بحواديت الأطفال قبل النوم.
خالد يوسف عاير شفيق بمليون صوت انتخابي إخواني ولم يقل لنا من أين جاءه أكثر من 12 مليونًا في المرحلة الثانية وبفارق طفيف عن مرسي!
قلت في مقال سابق معلقًا على السر الكبير الذي كشفه شفيق خلال لقائه مع مصطفى بكري إن كثيرًا مما لعب تحت الطاولة سيخرج تباعًا، لكن خالد يوسف لم يدع اللعبة المشوقة تستمر بل أنهاها بهدف السكتة القلبية معرياً جبهة الإنقاذ من ورقة التوت التي أبقاها لها المرشح الرئاسي الخاسر.
إعلام جبهة الإنقاذ فشل في غسل سمعتها التي أهدرها شفيق فلجأ إلى التعتيم على حدث مهم يتعلق بالانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور، فقد أصدرت محكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار فريد نزيه تناغو حكمًا بصحة إجراءات الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور الجديد، وعدم قبول الدعوى التي تطعن في النتائج بحجة وجود تلاعب في قاعدة بيانات الناخبين.
وكانت الجبهة قد حشدت للتدخل في الدعوى التي أقامها مرشحان سابقان من المنوفية والغربية، كل من حمدي الفخراني والدكتور جمال زهران والدكتور جابر نصار وعصام الإسلامبولي المحامي وشحاتة محمد شحاتة مدير المركز العربي للنزاهة والشفافية.
أترك لكم تصور ماذا كان سيفعل "إعلام النظارات السوداء" لو صدر الحكم عكس ذلك؟!
farrag.ismail@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق