الأحد، 12 مايو 2013

ثقافة القطيع


فيض المشاعر

ثقافة القطيع
مبارك صنيدح


ثقافة ارسى قواعدها الزير سالم وهو يحارب اخواله ورفض جميع الشفاعات او قبول الدّيات وكان شرطه الوحيد لاطفاء نار الحرب ان يعود كُليب حياً والقطيع من قبيلته يتبعونه في جهله وغضبه وثأره اربعين سنة كادت ان تفني عَقبِهم..
لا شك انه امر محزن تفشي (ثقافة القطيع) حيث لا رأي ولا قرار..
مسلوب الارادة وممسوخ الشخصية ومسيرة عبيد خرساء لا تجيد سوى التصفيق والتهريج ويتم خداعها بمسرحيات مزيفة ومفبركة لاثارة الغوغائية المختزنة في النفوس ويثور الغبار من تحت اقدامهم فتعمى بصائرهم ويسيرون خلف لافتات مضللة وعناوين خادعة وشعارات زائفة واماني كاذبة..
تسرقهم اضواء النجومية ويتخشبون كالاصنام امام الخطابات الجماهيرية التي تشعل نحاس الحماسة وتولف المناحات..
ويثقون بغرة صلاة مزروعة في جبهة فاجرة.. ويقدسون الزعامات ويتباركون بالعمائم.
اعتمد الطغاة من الحكام على (ثقافة القطيع) في استمرار حكمهم وجلوسهم على عرش الظلم..
يؤلف جمال عبدالناصر مسرحية حادث (المنشية) ويسجن الاخوان فتهتف الجموع بحياته ويخسر في حرب 67 فتقوم المسيرات المليونية ترفض اعتزاله..
و يخطب السادات عام81 في مجلس الشعب ويقول الاسلام دين ودولة فيصفق القطيع بحرارة ثم يكمل ولكني اقول لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين فيصفق القطيع مرة اخرى بحرارة.. و(ثقافة القطيع) صدقت حارس البوابة الشرقية المقبور صدام حسين.. وهتفت بمجد صاحب الكتاب الاخضر القذافي.
ولكن تكمن الخطورة عندما تتحول (ثقافة القطيع) الى كتائب سوداء تقود مسيرة الموت والخراب ويوجهها الزعيم (نصرالله) لدعم نظام المجرم بشار وتشارك في مجازر وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلا في عصر انحطاط انسانيته في محاكم التفتيش وغارات المغول والتتار بل فرعون يصبح عندهم ملاك الرحمة.. ولكنها ثقافة القطيع التي تصب جام غضبها على الابرياء من الشيوخ والنساء والاطفال في مشاهد مروعة وغياب تام للعقل والضمير وتعتبره من القربى وطريق الجنة.
وعلى الرغم من تتابع موجات الديموقراطية في العالم والحريات ترفع راياتها في معظم البقاع ولا زال هناك من يحتكم (لثقافة القطيع) ويشارك في مسيرات العبودية الخرساء في رجعية للعصور الوسطى المظلمة وعبودية كنائسها..
والخطورة اليوم ان (ثقافة القطيع) تسير خلف الطائفية في مؤشر على اندلاع حروب طائفية تهلك الحرث والنسل في سورية ولبنان والعراق وشررها ينتقل الى دول الجوار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق