السبت، 22 سبتمبر 2018

مذكرات الطبيب سنوحي

مذكرات الطبيب سنوحي

من قصص الاستبداد التي أرخها (سنوحي) طبيب الفرعون( أمفسيس) الذي عاش في القرن العاشر قبل الميلاد
وتم اكتشاف مذكرات سنوحي بين الكتب الهيروغليفية وهي مذكرات كُتبت بأسلوب رائع وبديع ، وتم ترجمتها إلى لغات عالمية حية.

يقول سنوحي في إحدى مذكراته:
((كنت أمشي في شارع من شوارع مصر وإذا بالرجل الشريف الثري المعروف (إخناتون) ملقى على الأرض مضرجا بالدماء ، وقد قُطعت يداه ورجلان من خلاف وجدعت أنفه، وليس في جسمه مكان إلا وفيه طعنة رمح وضربة سوط، وكان قاب قوسين أو أدنى من الموت ، فحملته إلى دار المرضى وجاهدت لإنقاذه من الموت ، وبعد شهرين أو أكثر وعندما أفاق من غيبوبته قص علي قصته المحزنة المفجعة قائلا:
لقد أمرني الفرعون أمفسيس أن أتنازل له عن كل شبر من أرض أملكه ، وأنه أهبه أزواجي وعبيدي وكل ما أملك ، فاستجبت ، بشرط أن يترك لي داري التي أسكنها ومعشار ما أملكه من الذهب والفضة لأستعين بها ، فاستثقل هذا الشرط وأخذ كل شيء ، وفعل بي تلك الأفاعيل.
دارت الأيام وإخناتون يعاني الفقر والحرمان، وكل أمله الاقتصاص من الفرعون الظالم.
مات الفرعون وحضرت مراسيم الوفاة بصفتي كبير الأطباء ، فكان الكهنة يلقون خطب الوداع مادحين الراحل العظيم ، يقولون: يا شعب مصر لقد فقدت الأرض والسماء وما بينهما قلبا كبيرا كان يحب مصر وما فيها من إنسان وحيوان ونبات وجماد ، كان للأيتام أبا وللفقراء عونا، وللشعب أخا ولمصر مجددا، كان أعدل الآلهة ...
يضيف سنوحي كنت أصغي للكهنة وكنت أندب حظ مصر وشعبها المسكين وهو يرزح تحت سياط الفرعون والكهنة ، وكانت​ الجماهير المحتشدة التي لم يسلم منهم واحدا من بطش فرعون وظلمه تجهش بالبكاء ، سمعت صوت رجل يبكي كما تبكي الثكلى وقد علا بكاؤه الأصوات ، فنظرت فإذا صاحب البكاء هو إخناتون المعوق العاجز الذي كان مشدودا على ظهر حمار، فأسرعت إليه لأهدئه فقد ظننت أنه يبكي فرحا بموت ظالم ظلمه ، لكن إخناتون خيب آمالي عندما صرح عليّ بقوله : يا سنوحي لم أكن أعلم أن أمفسيس عادلا وعظيما وبارا بشعبه إلا بعد ما سمعت من كهنتنا فيه ، وها أنا أبكي لأنني حملت في قلبي حقدا على هذا الإله العظيم بدلا من الحب والإجلال...حقا لقد كنت في ضلال كبير
يقول سنوحي:...كنت انظر إلى أعضائه المقطوعة ووجهه المشوه وأنا حائر فيما أسمع وكأنه قرأ ما في خلدي ، وإذ به يصرخ فيّ بملء شدقيه :لقد كان أمفسيس على حق فيما فعل لأنني لم أستجب إلى أوامر الآلهة ، وهذا جزاء من يعصي الإله الذي خلقه وأحبه....))
سبحان الله قال تعالي. 《فاستخف قومه فأطاعوه》 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق