الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

لماذا وجدوه بينما تفتقده؟.. قصة البحث عن أملك الضائع

لماذا وجدوه بينما تفتقده؟.. 
قصة البحث عن أملك الضائع

"يُصبح الإنسان عجوزا حين تحل الأعذار محل الأمل"

(جون ناريمور)

   

في اللحظة التي تجلس فيها مع جدتك لتستمع للحكايات القديمة، للأرض التي كانت تزرعها، للمحصول الذي ينتظرونه، للبقرة أو للحمار الذي كان جل الثروة حينها، لجارتها التي قاطعتها بسبب حبل غسيل مشترك، ترى بساطة الحياة وتُفكر؛ هل لو كنت في ذاك الزمان البسيط ستتحمل هذه الحياة؟ هل تستطيع تخيل زمن يخلو من الإنترنت، ومواقع التواصل، والصور التي تُرمى إلينا من وكالة ناسا، والأخبار عن مظاهرات تدور في شوارع البلاد؟ هل حلُمت جدتك للحظة أن باستطاعتها أن تعرف لون تربة كوكب المريخ؟ وأنه بات بالإمكان نسف أرض بكل ساكنيها بقنبلة واحدة؟ وبأننا نُردد "لا أمل في الغد" آخذين في عين الاعتبار كل العدسات التي زرعناها لتُقرب لنا صورة اليوم بلهفة لأنه سيرسم الغد الذي نخافه؟

     

في كتابه "خراب: كتاب عن الأمل" (1) ينظُر مارك مانسون لمعادلة الأمل بشكل آخر، بعدسة تُحاكي عين الواقع، يُلغي فكرة أن يكون الحاضر جميلا بالضرورة لرسم غد مفعم بالأمل كمُحصلة، فيقول ببساطة إن الأمل في الخراب، فقد كُتب في وصف الكتاب بأننا نعيش الآن زمنا لافتا، نملك كل الماديات بشكل أفضل من أي وقت مضى، وبأننا نعيش حرية وبحبوحة أكثر من أي جيل سابق في تاريخ البشر. ومع هذا، فكل شيء -لسبب ما- سيئ إلى حدٍّ فظيع لا يمكن تداركه. وفي هذه اللحظة من لحظات التاريخ، صار في متناولنا ما لم يحلم به أسلافنا من تعليم وتكنولوجيا واتصالات، يعود الكثير منا ليجد نفسه تحت وطأة إحساس طاغٍ بانعدام الأمل.

لكن، ولنجعل العدسة تُحاكي شقًّا آخر من الواقع، ففي هذا الزمن القاسي نفسه هناك مَن وجد الأمل، مَن رآه وآمن به، ومَن مشى كامل النفق ليجد النور في آخره. وسط كل الظروف والأوضاع التي تعيشها المنطقة، الكوارث، المصاعب، الأزمات، وكل المستجدات التي لا تبشّر أحيانا بغد أفضل، وبات الواحد منا يكتفي بعيش اليوم مستسلما راضيا أن الغد لن يكون أفضل. على الضفة الأخرى نجد أناسا قاسوا أصعب الظروف، ووجدوا الأمل، واستمروا لصناعة غدٍ أفضل.

البروفيسورة ذات الجناحين
في مشهد يتكرر عادة في الأفلام، أو ربما تُكرره أنت في حياتك، ولكن سنأخذ بعين الاعتبار التكنولوجيا التي التهمت فكرة ألبوم الصور القديم، لذا، وبالعودة لمشاهد الأفلام التي تُريد أن تلمس حلاوة الذكرى، تحوم كاميرا المخرج بلقطة عُلوية تسبح في غيوم الذاكرة، لنرى مربع الشاشة الذي يتشاركه ثلاثة عناصر لا أكثر: شعر الممثل من الأعلى، يداه، وألبوم الصور. الألبوم الذي يستعرض أبرز لحظات البطل، الذي نعجب لكونه -إلى جانب أنه بطل الفيلم- عازفا، مغامرا، سافر كثيرا، حقق أحلامه، وهكذا. هذا تماما ما تُمثله البروفيسورة في جامعة الشرق الأوسط هبة ناصرالدين، التي فقدت ساقها إلى أعلى الركبة بسبب خطأ طبي، تحملته وحدها. كان هذا في الثمانينيات، ولم تكن جاهزية الطب حينها تحظى بما تحظى به الآن.


تتحدث الدكتورة بانفتاح تام عمّا يُفكر به المجتمع تجاه من مثلها، وتقولها صراحة في إحدى مقابلاتها: "مَن مثلي يُسمى مُعاقا". في هذا المجتمع، حتى لو حظِيَت الأنثى بشهادات عُليا، وحتى لو وصلت من العلم ما وصلت، هي دون قدم "مَن سيأخذها -يتزوجها-؟". أصرّ والدها على إكمال تعليمها، وباستعراض ألبوم صورها، ستجد بأنه يزخم بلحظات اقتنصت بالكاميرا لم يحظ بها سليم القدمين. كان عمر الدكتورة هبة قرابة الخمسة عشر عاما، أكملت تعليمها بتفوق، شاركت بفرقة الموسيقى، درست علم البرمجة والحاسوب، كانت البطلة وصاحبة المركز الأول للتزلج على الماء في فرنسا، عملت واجتهدت، وتزوجت، وأنجبت طفلتين.
البروفيسورة هبة ناصر الدين


تتحدث الدكتورة هبة لـ "ميدان" أنها لم تشعر للحظة أن بها خطبا ما، ولعل أكثر ما ساعدها على تجاوز هذه الفكرة من الأصل قبل أن تُزرَع بذورها القاسية في نفسها هم الأهل؛ دُعامة الأمل التي ما بهت نورها، الدُعامة التي جعلت من حلم الطفلة يسري بمسار لا يختلف عن حلم أي طفلة أخرى، فتقول لـ "ميدان": "كنتُ طفلة عادية، قُدمت لي رعاية طبيعية كأي طفل طبيعي، من مأكل وتربية ودراسة، لم أشعر يوما أني أختلف عمّن حولي". وهذا هو سرها، الأمل الذي لا يُخطط له، لا يُصنع، بل يُخلق وحده من بيئة حاضنة لا ترى بعين النقص، بل كانت طفلة عادية، لتُصبح شابة مجتهدة، ولتطير في سماء الإنجازات وتصبح أمًّا وبرفيسورة تفرد جناحين من الأمل يُظللان كل من يقترب منها.

 عين من زجاج..
"في قلب كل شتاء ربيع يختلج، ووراء نقاب كل ليل فجر يبتسم"
(جبران خليل جبران)


  في صباح يوم السبت، الموافق 6 يونيو/حزيران من العام 2013، كانت الطفلة نغم المواجدة تبلغ من العمر 11 سنة، تلعب أمام بوابة بيتها بشكل طبيعي. لم تكن تعلم أنها في اللحظة التي ترفع بها رأسها مُبتسمة بما تلعب، ستخترق عينها رصاصة طائشة مجهولة المصدر تُسيل دماء مقلتها لتُغطي وجهها. فقدت بصرها، وبقيت في محاولات كثيرة لترميم عينها، ذهابا وإيابا بمراجعات لا تنتهي مُحاولةً أن تجد أملا في زراعة شبكية تُعيد إليها ما أُخذ منها في لحظة طيش لم يكن لها أي ذنب بها، ولكن ذهب كل ذلك عبثا. استمرت في مراجعاتها حتى العام 2018، واقتُرح عليها أن تتخلى عن كامل عينها، وأن تضع مكانها عينا زجاجية، تقول لـ "ميدان": "رفضت في البداية استبدال عيني، فالأمر يُشبه أن يتشوه إصبعك على سبيل المثال، أو يُحرَق، ويقترح أحدهم أن يُبتر، فيكون ردك بأن الاحتفاظ بطرف معطوب أهون على النفس من التخلي عنه، وهذا ما حدث معي، أردتُ الاحتفاظ بعيني حتى لو لم أكن قادرة على الإبصار، وحتى لو أنني ألبس نظارات شمسية طيلة الوقت، ولكني أردتُ عيني".

تُضيف أنها طوال فترة المراجعات والمحاولات كانت صغيرة، لم تعي حقيقة ما حدث، لم تعي تبعات أن تفقد فتاة عينها، وما يترتب على كل هذا في المستقبل -حصرا- في مجتمع عربي، الانخراط في المجتمع، العمل، الزواج، وغيرها. كان كل الأمر في نظرها أنها تعرضت لإصابة تجعل الفتيات في الفصل ينظرون إليها بغرابة، تقول لـ "ميدان": "وصلتُ لتلك النقطة وأنا في السابعة عشرة من عمري، بعد خمس سنوات من الألم، وقلت: "إلى متى؟"، إلى متى سأبقى الفتاة التي تلبس نظارات شمسية، وإلى متى يُشفق عليّ مَن حولي ليردد: "يا حرام". فقررتُ حينها خوض التجربة والتخلي عن عيني باستئصالها". وهذا ما حدث، وزُرعت لها عين زجاجية.

   

أسست الشابة نغم جمعية "نغم الحياة" الخيرية، التي تهدف إلى الحد من ظاهرة إطلاق العيارات النارية، ورفعت مسودة مع عدة محامين لمجلس النواب الأردني ووزارة الداخلية مطالبة بتعديل على نص القانون الوارد في قانون العقوبات. وكان لها كل ذلك! اليوم، نغم المواجدة هي أصغر ناشطة اجتماعية في المجتمع الأردني، وهي مؤسسة أول جمعية تهتم بالحد من ظاهرة إطلاق العيارات النارية الطائشة في الأردن والوطن العربي. ساعدت الكثير ممن يُشبهونها، تسعى لتقديم العلاجات اللازمة جسديا، ومن ثَمّ الرعاية النفسية للمتضرر. تختم حوارها مع "ميدان" بالقول: "أنا سعيدة بما حدث لي، وراضية، ولا أريد أن أطلب أكثر. لولا كل ما حدث لكان اسم نغم المواجدة مُجرد اسم ثنائي يُكتب على دفتر مُهمَل على طاولة في المدرسة. وأما "يا حرام" فقد اختفت من قاموس من حَولي، وحل محلها "ما شاء الله"، وأعتقد بأن هذا يكفيني".

يد واحدة لا تُصفق.. لكنها تَرسم!

"ليس المهم ما يحدث لك، بل المهم هو بما ستفعله حيال ما حدث لك"
(روبرت شولر)

     

في عام 2013، استيقظ مضيف الطيران عبدو ناصيف من عملية يشعر بخدر في ذراعه الأيسر، كل ما يذكره حينها أنه تعرض لحادث سير أفقده الوعي لعدة ساعات. بعد أن دخل الطبيب للكشف عليه، استأذنه عبدو بأن يُحرك يده اليُسرى من تحت وسادته والتي انتشر بها الخَدَر، فقال له الطبيب جملة لا تغيب عن ذهنه لليوم: "لقد فقدت ذراعك، لا شيء تحت وسادتك". لم تكن جملة سلسة كما قرأتها أنت، وكانت ثقيلة سحيقة جدا على مسامعه، وبكى، ماذا يعني أن تنام لعدة ساعات وتستيقظ فاقدا طرفا! تغيرت حياته، انهار كل شيء فجأة، بُترت تلك اليد وبُترت معها الوظيفة، العلاقات، الأصدقاء، الروتين، يقول عبدو: "في فترة الصيف، ارتديت قميصا صيفيا بلا أكمام، فكان البتر واضحا، وكانت بجانبي امرأة حامل أدارت وجهها عني وسمعتها تهمس لمن بجانبها: "لا أريد أن أراه، أخاف على جنيني أن يأتي مثله".
لم تكن مواجهة الحقيقة سهلة، لم يكن استيعاب فكرة العيش مع يد واحدة ممكنا في بادئ الأمر، ولكن "إلى متى؟". تعلم عبدو الرسم، ورسم العديد من اللوحات التي ألقى عليها كل أحمال قلبه، احتفظ بأمله ليُصبح ناجحا بيد واحدة فحسب. ماذا يعني أن تستيقظ مبتور الطرف؟ الإجابة عند عبدو، يقول لـ "ميدان": "لا شيء سوى حافز أقوى، يدفعني للتفكير أكثر عن سبب وجودي، هل أنا موجود لأني أملك ذراعين؟ وهل وجودي سيضطرب إن فقدتُ إحداهما؟". يقوم عبدو الآن بتصوير بعض الخطوات اليومية التي تُساعد من مثله، كيفية تجهيز الطعام بيد واحدة، وكيفية اجتياز المهام اليومية بيد واحدة، والتي تحتاج إلى يدين اثنتين بوضعهما الطبيعي، ويختتم حديثه لـ "ميدان" بالقول: "أمي مَن دفعتني نحو درب الأمل، أردت أن أُثبت لها في كل يوم أراها حزينة على ابنها الذي يبلغ من العمر 25 عاما أنه قادر على أن يكون طبيعيا، يُنجز ما ينجزه غيره من الشباب، يملك من العزيمة ما يمتلكه غيره من أصحاب الذراعين".

       

اللحظات الصغيرة، ليست صغيرة
"الأمل شيء جيد، والأشياء الجيدة لا تموت أبدا"

(المهاتما غاندي)
  على منصة "تيد" (TED) عادة يقف المُحاضر (2)، ولكن الدكتور بي. جي. ميلر يجلس -على غير العادة- على كرسي مواجها كل الجمهور، بيد مبتورة، وساقين من حديد، يحكي عن حادثة صغيرة حدثت له بينما كان يلهو مع أصدقائه على سطح قطار تتشابك أسلاك كهربائية فوقه. ببساطة؛ يندفع أحد تلك الأسلاك نحو ذراعه ليأكلها، ويأكل ساقيه معها، يقول: "كلٌّ منا يحتاج إلى سبب للاستيقاظ كل يوم، ولكني احتجت إلى 11 ألف فولت لأستيقظ يومها". لم يكن سهلا عليه أن يتقبّل شكله الجديد، الشاب الجديد الذي أصبح عليه، حيث يرى أنه بشكل أو بآخر قد مات -حرفيا- جزء منه. حينها، وفقط حينها، عندما شعر أن كل شيء تبدل، حتى تخصصه الجامعي تغير، اعتزل كل ما اعتاد عليه، وقرر أن يبدأ من جديد.
   
يستذكر موقفا حدث له بينما يتعالج في وحدة الحروق إثر ما حدث، يقول: "كانت الثلوج تتساقط ولكني لا أراها، فأنا أجلس في غرفة معزولة لا نوافذ بها تُطل على الدنيا خارج جدران المشفى، ولكني رضيت بأن أتخيل لُزوجتها على الأرض. سمعتُ الممرضات يتحدثن عن حالة الطقس وصعوبة القيادة. تفاجأت بإحداهن وقد هرّبت لي كرة من الثلج، لا أستطيع وصف بهجتي وأنا ممسك تلك الكرة بيدي، والبرودة تقطر على جسدي المحروق، وكانت المعجزة في نظري حينها هو مشاهدتها تذوب وتتحول لماء في يدي". يُكمل أنه في تلك اللحظة تحديدا، كان المهم بالنسبة له أنه جزء من هذا الكوكب، كان هذا أهم من فكرة أن يكون حيًّا أو ميتا، وأن تلك الكرة الذائبة منحته كل ما يحتاج إليه من إلهام للمحاولة أن يبقى حيًّا يُراقب سحر كل الأشياء الصغيرة من حوله، ويقول: "الأشياء الصغيرة ليست صغيرة"، حتى لو اعتدنا حدوثها أو وجودها هي ليست صغيرة، هي مكافآت تُقدّم لنا فقط لأننا ما زلنا موجودين.


في سؤال مساعدته الدكتورة سونيا دولان عن وصفة الدكتور ميلر للأمل، الوصفة التي يعاني من مقاديرها الأصحاء، كيف وجدها، تقول لـ "ميدان": "لا أظنها وصفة صعبة، بل رُبما علينا التفكير في سؤال آخر: (ما الذي نأمله؟)، إذا اكتشفنا أن موضوع الأمل الخاص بنا ضخم جدا وبعيد عن الواقع، فنحن نخلق فجوة بين ما هو موجود وما هو مطلوب، وهذا ما يؤدي للمعاناة والتشكيك بسبب وجودنا. ولستُ متأكدة من أننا كبشر نفتقر للأمل، ولكن ربما الأمر يتعلق بمعايير ومقاييس الأمل الذي نبنيه".

  

يختم الدكتور ميلر محاضرته بالتذكير بأهمية حواسنا، الحواس التي تستوعب وتشعر ما حولنا، والتي تخبرنا في كل لحظة أننا أحياء. ويُؤكد أنه حتى لو كنت تملك حاسة واحدة فقط، استثمرها في أن تجعل الحياة أكثر جمالا، بدل أن تحاول جعلها أقل فظاعة. فالحاجة إلى الأكل ساعدت في ابتكار المطابخ والمطاعم، والحاجة إلى الستر والتغطية ساعدت في ابتكار الموضة، والحاجة إلى السقف ساعدت على نشوء العمارة. فحقيقة نواجهها كالموت، ما الذي ينشأ منها؟ وما الذي سنبتكره حينها ليوازي الواقع؟ الموت يُساعد على إفساح المجال للحياة، الطريق الذي يجب أن نسلكه لا أن نتجاهله، أن يُعاش بكل الحواس. تقدير اللحظات الصغيرة، غير الصغيرة، بل المُكافآت التي تُذكرك بأنك ما زلت تشغل حيزا وتستخدم حاجتك من أكسجين هذا الكوكب الذي قُسم لك.


وصفة الأمل الحقيقية هي تلك التي تُحاكي الواقع، التي لا تخلق الفجوات، التي تسير جنبا إلى جنب الظروف الحالية. لا يُمكن للظرف أن يستمر، ولا يمكن للأمل -بنسبة مساوية- أن يستمر أيضا، هذا طبيعي. مارك مانسون في مقابلة (3) يحكي بها عن كتابه "الخراب: كتاب عن الأمل" يقول: "لم يُخبرنا أحد أن أحلامنا ستفشل، أننا سننهار، وأننا سنفقد الأمل. لنستيقظ فوق ركامنا بلا خطة، بلا أمل، مزيج كامل من التوهان واليأس. ولكن الأمل، التعويذة التي تتحكم في السلوك الإنساني، التي تنتشله من فراشه كل يوم لفعل شيء ما، لبناء حلم جديد. وبعد كل ما ذُكر، فلم يكُن فقدان عضو أو طرف يعني نهاية حياة الجسد. وبامتداد هذا الخط؛ فهل فقدان حلم، أو مواجهة ظرف سيئ، تعني النهاية؟


مادلين المشارقة
المصادر


  • 1خراب: كتاب عن الأمل


  • ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق