القدس تنادى الأمة.. كل الأمة
24-.4-2.24 يخطط المغضوب عليهم لهدم الأقصى وذبح البقرات..
في السادس من ديسمبر 2.17 كتبت تحت هذا العنوان «القدس تنادى الأمة كل الأمة» فهل نستجيب؟
الخطاب العنصري واحتكار قضايا الأمة في ثلة منها
كم من شهيد لم يصلي ركعة واحدة؟
من معالم الخطاب القرآني {وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ….}
ومن معالم الخطاب الفرعوني {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ…}
إن الخطاب الذي يعزل شطر من الأمة لمعاصيهم الظاهرة من أحد مفردات هدر القوة الكامنة بالأمة والتي لم تفعل بعد هو خطاب جاهل بحقيقة الصراع وما يجب فيه..
والتشديد على حصر الأمة وقوتها في ثلة من الناس واشتراط بعض المواصفات لهم كملتزمين وغيره هي نظرة جاهلة سطحية ولها بعد عنصري..
فلسنا بنى إسرائيل فإشراك العصاة في معارك الأمة هو فتح الأبواب مشرعة لهم للاستقامة والتوبة..
وعزلهم هو من الصد عن سبيل الله من وجه أخر فكم من بلاء دفع بالغوغاء من الناس وكم من تائب ميدان توبته كان ندبه لفعل الخير وتحميله مسؤوليات يخفق في أدائها الأتقياء ولينصرن الله هذا الدين بالرجل الفاجر…
الجهل بفقه حديث الحمى وحقيقة التداعي وفحواه وزفزفة الجسد كله من رأسه حتى أخامصه وهو أصل داء الأمة عدم تفعيل كل ما بين يديها واستنفار كل طاقتها وهذا نتيجة لتوجيه الخطاب وتحميل المسؤوليات لطبقات أو طوائف بعينها وعزل غالب الأمة وتنحيتهم عن مسمى الأمة بحجة معاصيهم مما جعل شرائح كبيرة منهم تطرح عن كاهلها أي مسؤوليات وتعيش يومها وربما دفعها للسقوط والغرق في الشهوات أو الشبهات واليأس ثم تسرب الشعور بالدونية لهم في فتح لهم أبواب ارتكاب ما لا يحل وإفساد المجتمع وتهديد قيمه وأعرافه..
وطائفة أخرى أدمنوا الذل والمهانة فلم يعد أحدهم يشعر بالهوان وكأن الهوان أمر قدري فلم يجدوا من يشعرهم بعزتهم وكرامتهم ويندبهم لميادين العز ليغير مفاهيمهم وتصوراتهم الخاطئة وينزع عنهم الشعور بالذل والهوان..
وطائفة ثالثة التحقوا بعدونا بسبب تصديقهم مقولة الضعف ولا يدركون أن لكل أمة مصادر قوة ذاتية وتختلف عن أي امة اخرى ولكل أمة خصائص ومنها قوة الجغرافيا والتاريخ والعقيدة وغيرها من مظاهر القوة..
وطائفة رابعة بسبب طول مكسها ومعاشرتها للهوان تود لو أن الأمة كلها مثلها فتناصب الطائفة التي تدعى النقاء والتقوى العداء وتتربص بهم لسوء خطابهم وحصر الحق والمسؤولية لهم وعنصريتهم في جوانب عدة..
وطوائف مهنية أخرى وجدت نفسها معزولة ومحدد لها وظائف لا تتخطاها ولا تلائم قدراتهم لمكافئة المسؤوليات الملقاة على عاتقهم..
وطوائف أخرى قد أستقلت بمهماتها وتخشى نزع تلك المهمات والمسؤوليات منها وتحتكرها خشية مشاركة غيرهم لها لأنها مميزة عن غيرها..
وهكذا بالخطاب العنصري تمزقت الأمة وأصبحت فرق وطوائف سواء بحكم المهنة أو الطبقة الاقتصادية أو الاجتماعية أو غيرها..
والكلام كثير عن تشريح الداء واسباب الوهن.
فالوهن هو علاقة مريض بمرض وليس ضعيف وليس له علاج إلا بتفعيل القدرات الكامنة والمتاحة وهدم الجزر العازلة بين ابنائها وتنبيهها بأنها أمة موعودة بالبقاء والسؤدد وما عليها إلا تفعيل ما بين أيديها والله سبحانه وتعالى له في كل للحظة حوادث لا نهائية وكلها تنتظم على ناموس واحد وتسير في اتجاه معلوم سلفا ومخبر به ومقطوع به ومعصوم فليس لنا إلا أن نسير معه ثم النتائج والثمرات مضمونة وجربت وسار عليها غيرنا فسادوا العالم وملؤه رحمة وأنقذ الله بهم خلائق لا تعد ولا تحصى من الضلال…
ولكن نحن انشغلنا بالترف الفقهي والمادي والفلسفي وظننا أن تلك هي مصادر القوة مع أن تلك العلوم كلها محصلتها أن لكل أمة خصوصية ومصادر للقوة والقدرة لا تفتقدها ولكن تغيب آثارها بعدم تفعيلها وتكاسلها وبهذه المؤامرة والجهالة والحماقة تتداول الأيام بين الناس كل الناس بصرف النظر عن دينهم ومعتقدهم وعلاقتهم بالله لأن الدنيا دار عمل وليست دار حساب وإن كان ينزل بهؤلاء عقوبات ونحن منهم فلأنهم عطلوا السنن الكونية وكل أمة تبعت غيرها وتركت خصوصيتها ومصادر قوتها واستوردت لها من مظاهر قوة عدوها قهرها عدوها لأنه من أنتجها وأدرى بتعطيلها ومكافئتها منهم وتحتفظ كل أمة بفائض قوة لا تعلنه ولا تصدره لغيرها وعند الحاجة والدفاع عن نفسها تظهره في ميادين التدافع
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق