حوار ياسين الميمي لـ«الأمة»
الحوثي جزء من المخطط الأمريكي وما يحدث بالبحر الأحمر «مناورة»
ما يحدث بالبحر الأحمر هدفه تكريس نفوذ الحوثي والتغطية على عدم انخراط حزب الله في المعركة
الحوثي جزء من المخطط الأمريكي لتمكين الأقليات بالمنطقة
الشعب اليمني له بصمات في القتال لأجل فلسطين منذ عام 1948
أمريكا خططت لإحياء الدوري الشيعي للحوثيين منذ الثمانينات
الأمة – خاص| حالة من عدم الاستقرار والاضطراب بحركة السفن يشهدها البحر الأحمر جراء ما تقوم به جماعة الحوثي -المدعومة من إيران- في اليمن، وبيانات أمريكية تصدر بصفة دورية عن غارات جوية على مواقع تابعة للجماعة في الأراضي اليمنية.
ولقراءة المشهد بصورة أكبر ومعرفة حقيقة ما يحدث في البحر الأحمر والوضع السياسي بشكل عام داخل اليمن، أجرت «الأمة» حوارا صحفيًا مع «ياسين التميمي» الكاتب والباحث السياسي اليمني والناطق باسم المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية.. وفيما يلي نص الحوار:
في البداية.. نود أن نعرف أكثر عن المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية كونك الناطق الرسمي له؟
المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية هو امتداد للمقاومة الشعبية التي واجهت انقلاب الحوثيين وحليفهم آنذاك «علي عبد الله صالح»، على حكومة الوحدة الوطنية التي أنتجتها ثورة الحادي عشر من فبراير 2011 الشبابية الشعبية.
والمجلس يمثل خيار الدفاع عن الدولة من داخل المعسكر المؤمن بأهمية أن تستعيد الشرعية نفوذها وسلطتها ودورها الوطني كاملًا، ويعمل على الأرض لتحصين البيئة الوطنية من المشاريع التي تستهدف الدولة ونظامها الجمهوري ووحدتها الترابية، وتهدد صيغة العيش المشترك والمواطنة والديمقراطية والحريات العامة.
ويتكئ المجلس على الدور الميداني للمقاومة الشعبية التي تعمل جنباً إلى جنب مع الجيش الوطني في مختلف الجبهات وتخوض معارك يومية مع ميلشيا الحوثي ومحاولات المستمرة لتكريس نفوذ هذه الميلشيا، وتجهض مخططاتها للوصول إلى المقدرات الوطنية وإلى المراكز الرئيسة للسكان الذين يتبنون موقفاً رافضاً للانقلاب ويساهمون في مواجهته ويسعون إلى إسقاطه.
ما الجهود التي يقوم بها المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية على أرض الواقع؟
المجلس الأعلى يقوم بدور مستمر في دعم صمود المقاومة في الجبهات، ويعزز حاليًا إمكانيات المواجهة الحاسمة مع الانقلابين، ويوفر مظلة رعاية اجتماعية نوعية لذوي الشهداء والجرحى، تشمل حزمة من خدمات التعليم والتأهيل ودعم المشاريع الصغيرة، وتوفير مصادر دخل مستدامة لذوي الشهداء والجرحى وللجرحى أنفسهم بما يمكن من الاستمرار في الحياة بمستوى يليق بكرامتهم ودورهم الوطني.
البعض يشيد بما تقوم به جماعة الحوثي في البحر الأحمر ويعتبرونها «فخرا لليمن».. ما تعليقك؟
هذا الأمر له علاقة بالشعور الحاد بالظلم تجاه أشقائنا في قطاع غزة الذين يتعرضون لعملية إبادة جماعية تحت أنظار المجتمع الدولي. وهناك قسم من الناس ينظرون لهذا الأمر بعواطفهم المحكومة برغبة الانتصار لغزة وأهلها، لكن هناك قطاع واسع ينظر إلى ما يقوم به الحوثيون على أن مناورة وتكتيك يهدف إلى تكريس نفوذهم وتعزيز موقفهم السياسي والأخلاقي المتدهور.
اليمنيون يعرفون جيدًا، أن جماعة الحوثي هي جزء من المخطط الأمريكي لتمكين الأقليات في المنطقة، ويعتقدون أن ما يقومون به جزء من استحقاق إقليمي ينصرف بكل نتائجه لصالح المشروع الإيراني، دون أن يتنافى ذلك مع موقفهم المبدئي الذي لا يتزعزع تجاه فلسطين، وللشعب اليمني بصمات واضحة في القتال ضمن خندق القضية الفلسطينية والتضحية بالدم من العام 1948.
قُلت في تغريده سابقة ردًا على استهداف إحدى السفن في البحر الأحمر: إن «الحوثي صناعة أمريكية».. ما الدليل على ذلك؟
هناك العديد من الأدلة وأهمها موقف الإدارة الحاسم في محطتين مهمتين الأولى في حروب صعدة والتي وقفت فيها إلى جانب الحوثي ومنعت الحسم العسكري ضده، والثاني عندما ضغطت على الرئيس هادي وعلى المملكة لإنهاء حصار صعدة وإطلاق يد الحوثيين وعدم إيقاف تقدمهم العسكري باتجاه صنعاء.
وقبل ذلك كانت الإدارة الأمريكية قد بدأت منذ أوائل الثمانينات بالتخطيط لاستنهاض الدور الشيعي للجماعة في اليمن، وهو توجه تسارع منذ 2000 على خلفية الهجوم على المدمرة «يو أس اس كول»، وسعيها الحثيث لتعزيز وجودهم في وحدات القوات المسلحة الخاصة، وتكريسهم كطرف أساسي في مكافحة الإرهاب المزعوم.
برأيك.. ما الهدف من العمليات التي تقوم بها الحوثي في البحر الأحمر؟
العمليات هي جزء من التزام حلف الساحات غير الجدي بدعم غزة، وتصعيد الدور الذي يقوم به الحوثيون هدفه التغطية على عدم انخراط حزب الله في المعركة بشكل كامل واكتفائه باشتباكات محدودة تخضع لقواعد صارمة، وبتأثير محدود على مستوى الضغط العسكري المفترض على الصهاينة.
فيما تخرج سورية كلية من المواجهة وتكتفي الميلشيات العراقية ببعض الهجمات قبل أن تعلن وقف عملياتها. فالعالم اليوم منشغل بما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر وهذا يغني إيران عن الدخول في معركة مكلفة لم تكن مخططة لها مطلقًا وتخالف مبدأ التحالف لتدمير المنطقة الذي عقدته طهران مع الغرب.
هل يُقدم أحمد بن مبارك جديدًا للمشهد اليمني أم يسير على خُطى معين عبد الملك؟
لم يحدث تغيير جوهري سوى أن الدكتور بن مبارك أصبح رئيسًا للوزراء بدلًا من الدكتور معين.. الحكومة على ما يبدو ستظل محكومة بذات القيود التي أعاقت دور رئيس الحكومة السابق، لأنه لم يظهر حتى الآن ما يشير إلى أن الحكومة ستحظى بفرصة لتشغيل الموارد وإعادة تصدير النفط وتعزيز الخزانة بالعملة الصعبة، بما يساعد في وقف النزيف الحاد في قيمة الريال.
يحتاج الأمر إلى مقاربة جديدة من قبل القوى الإقليمية المهيمنة من أجل تعزيز دور الحكومة ودعمها مالياً وسياسياً وتعزيز نفوذها الميداني وإنهاء التصدعات التي يعاني منها مجلس القيادة الرئاسي بصفته المظلة العليا للحكومة ومرجعيتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق