سياطُ العلمانية لجلد الأيتام والفقراء والأوطان!
أتَدري أنّ الطفل اليتيم يَبِيتُ لَيْلته في اليوم الثاني الّذي يُطلَق عليه فيه «يوم اليتيم» وهو يبكي ويَتَلظّى في عذابٍ نفسيٍّ رهيبٍ، لانطفاء جَذوة الاهتمام به، فيَنقُم على المجتمع، لأن المجتمع في مَقدُورِه أنْ يقتصّد في الاهتمام به كُلّ يومٍ، ولا يجعل عامَه كُلّه يومًا؟!
أ تدري أنّ الفقير الذي لا يقصِده الأثرياء، وأهل الإحسان إلا في يدخُل عليه آخر شوال حاقدًا ناقمًا متمرّدًا كالمرأة التي طُلِّقَت رغم أنفِها وعلى غير إرادتها بعدما ذَاقَت مِن حميميّة الزّواج ولو اقتصد المجتمع في عطائه، ولم ينقطع لكان ذلك خير له؟!
أتدرى أنّ الأُمّ لا تُرِيد كُلّ تلك الحَفاوة والاهتمام في يومٍ واحدٍ في العام، ولو أقتصّد أبنائها بأقَلّ القليل لرَضيَت ولا تَبِيتُ ثاني ليلة تتلظّى بجِحُود أبنائها لها طوال العام؟!
أتدري يوم الوطن يحتفي به كُلّ اللُّصُوص ثُمّ يسرقُونه طوال العام، ويُتَاجِرُون بالوطنيّة، ويرتكِبون المجازِر بها لأهليهم، وبني جِلدتهم؛ لأنهم شُهُودٌ على سَرِقاتهم، وفَسادِهم باسم الوطنيّة والقانون؟!
[هذه قَصَاصات مِن ذاكرتي، ومحادثتي مع الكثير منهم]
فهُم يزرعون الحِقد، والبغضاء، ويُزلزلُون المجتمعات زلزلةً، ويمزقون عُرَاها!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق