إبراهيم المصري فارس جريدة "الوادي" ضحية البلاك بلوك
بقلم: عامر عبد المنعم
خرج مصور جريدة الوادي إبراهيم المصري من بيته ليمارس عمله يوم أمس الجمعة، حاملا الكاميرا لتغطية مظاهرة "تطهير القضاء" أمام دار القضاء العالي. ولأنه أصيب من قبل في إحدى المظاهرات فقد اعتاد على أن يلبس الخوذة المعدنية ليحمي رأسه من أي شظية أو رصاصة، ولكنه لم يكن يعلم أن هناك قناص ينتظره ويصوب تجاهه رصاصة في وجهه، اخترقت خده الأيمن واستقرت في رقبته بين الفقرتين الأولى والثانية.
كان إبراهيم المصري يقف على أطراف مظاهرة دار القضاء العالي بالقرب من جمعية الشبان المسلمين، عندما هاجم أفراد ملثمون قادمين من ميدان عبد المنعم رياض- بعضهم يحمل أسلحة وآلات حادة -المتظاهرين المتواجدين أمام دار القضاء، وحدث كر وفر وسط فرقعات الخرطوش.. عندها أطلقت رصاصة من ناحية الملثمين، فسقط إبراهيم المصري على الأرض.
كانت الرصاصة غادرة، إذ دخلت من خده لتستقر في رقبته على بعد 2 ملليمتر من النخاع الشوكي في منطقة خطرة جدا.
تم نقل ابراهيم إلى مستشفى الهلال، حيث أدخلوه غرفة العناية المركزة، وخضع للفحوصات من الاستشاريين، وتم اجراء الأشعة المقطعية التي حددت مكان الطلقة ومواصفاتها، وقرر الفريق المعالج نقل ابراهيم المصري إلى معهد ناصرلإجراء الجراحة واستخراج الرصاصة.
فور نقل المصري للمستشفي توجه رئيس مجلس إدارة جريدة الوادي المهندس طارق نديم وعامر عبد المنعم الذي تولى رئاسة تحرير الوادي مؤخرا إلى المستشفى وياسر خليل مدير التحرير وصحفيي الجريدة، وحضر على الفور نقيب الصحفيين ضياء رشوان ووكيل النقابة علاء ثابت، اللذان ظلا بالمستشفى حتى بعد منتصف الليل إلى أن انتهى الاستشاريون من وضع تقريرهم النهائي بتشخيص الحالة وضرورة نقله إلى معهد ناصر لإجراء عملية جراحية واستخراج الرصاصة.
وكان الاستاذ طلعت رميح الأمين العام لحزب الصرح والمشرف العام على تحرير جريدة الوادي على اتصال دائم للاطمئنان على مصور "الوادي".
حضر إلى المستشفى لفيف من زملاء ابراهيم المصري في الصحف الأخرى وعبروا عن تضامنهم مع الزميل.
من جهتها عبرت زوجة ابراهيم المصري وأفراد الأسرة عن الأسف تجاه ما حدث، وقالوا إن ابراهيم تلقى تهديدات مؤخرا من البلاك بلوك بسبب حضوره مؤتمرا لشباب الاخوان منذ 10 أيام وأدلى بشهادة مصحوبة بالصور لصالح الاخوان في اشتباكات المقطم، وأشاروا إلى أن التهديدات كانت على الفيس بوك على صفحاتهم وعلى صفحة ابراهيم الشخصية.
زملاء إبراهيم الذين كانوا في مكان الواقعة قالوا إن مجموعات الملثمين الذين هاجموا دار القضاء كان من بينهم من يحمل صورة الرئيس السابق حسني مبارك.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل كان ضرب ابراهيم المصري عشوائيا أم كان مقصودا؟
هناك من يرجح أنه كان مقصودا فالاصابة في مكان قاتل والتصويب كان في المنطقة المكشوفة في وجهه حيث كان يرتدي خوذته التي لم تمنعه من الاصابة هذه المرة، والتي بدأ يرتديها منذ اصابته السابقة في مظاهرة من مظاهرات العنف.
يبدو أن المصورين أو من يحملون الكاميرا اليوم أصبحوا في خطر وكأننا في معارك حربية وليست مظاهرات وتعبير عن الرأي.
نتمنى أن يتوقف هذا الجنون وأن لا يرفع المصري السلاح على أخيه المصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق