حزب الله ورد الجميل!!
اللهم أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة.
هذه مر شكوانا قبل أن نبدأ. إن هذا التقرير يضعنا أمام حقائق خطيرة وغريبة في نفس الوقت تكشف عن قبح تهاون أهل السنة في مراعاة أمنهم القومي.
إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين وكم لدغنا من جحور الشيعة والخونة، ولمَ سمع النبي صلى الله عليه وسلم باستعداد الروم له، بادر وخرج هو إليهم في تبوك فأرهبهم وأرهب كل من كان يجول في عقله فكرة شر للمسلمين ولا زل الناس يرهبونهم حتى تُوفي صلى الله عليه وسلم ولم يجرأ أحد على الاقتراب من المدينة بعدها.
لقد عبرت الولايات المتحدة القارات وأقامت حروبًا في الشمال والشرق والغرب من أجل أمنها القومي واستراتيجيتهم أن الأمن هو روح الاستقرار والإنتاج والهيمنة، وهذا صحيح بلا شك.
منذ انطلاقة الثورة الشيعية في إيران وهي تعرف أهدافها وتسعى لاسترداد مقدساتها -كما تزعم- والسيطرة على المقدسات الإسلامية والعالم العربي لتعيد مجدها.
وعمل على ذلك مخلصون لها من أبنائها كموسى الصدر. استطاع الرجل أن يفتح ثغر في دولة حتى سيطروا عليها بالكامل ولا يجحد ذلك إلا مكابر فكيف؟
تعلموا أهل السنة..
رحل موسى الصدر تلميذ الخميني وهو إيراني ابن إيراني إلى لبنان وتقرب إلى الحكومة حتى منح الجنسية اللبنانية بمرسوم جمهوري، وعلى الفور حدد عدوه، وهم أهل السنة بالتأكيد والأمر لا يحتاج إلى فراسة أو شواهد فالتاريخ وأدبياتهم يقرون بذلك، أما صراعهم مع اليهود أو الأمريكان فهو صراع مرحلي من أجل السيادة والسيطرة على مقدرات ما قد يتفاوضون حولها وتعود المحبة والود بل والتعاون أيضا كما حدث في أفغانستان.
كوّن موسى الصدر حركة أمل الشيعية وكانت حركة معلنة التوجه الشيعي وتحالف مع آل الأسد ودعم جيوش الأسد في دخول لبنان وأصبح كلبهم فيها يُفسح لهم الطريق، وبدأوا بمحاربة الخطر الأول لهم في طريق السيطرة على لبنان هو منظمة التحرير الفلسطينية السنية - وزعموا الوهابية -.
فحرضوا الجيش اللبناني والميلشيات النصرانية عليها ووقت مذابح صبرا وشتيلا والبراجنة وارتكبوا من الأهوال ما لا يُصدق، حتى صرحت إحدى السيدات قائلة:" اليهود خيرٌ منهم" وصدقت.
تقول النظرية اليهودية: "إذا كسد لك منتج فسحبه من السوق وأعده باسم جديد" وهذا ما طبقة الشيعة باحترافية في لبنان تم اختفاء حركة أمل الشيعية وعادت باسم جديد وفكر معدل حركة أملّ الإسلامية - زعموا- "حزب الله" وبدأ العمل على عدة محاور.
تعلموا أهل السنة..
الشعبية والانتشار: بدأ الحزب في الانتشار في الجنوب بين أبنائه الذين يعول عليهم في قوته فبدأ بمراعاة مصالحهم وبث روح الانتماء بينهم للحزب وليس للدولة اللبنانية وبدأ بالعمل الخيري والتطوعي ومد المنطقة الفقيرة بالمساعدات الاجتماعية بالدعم الإيراني له بالتأكيد.
على الجهة الأخرى تم التسويق للحزب على أنه حركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحام بيروت عام 82 وليس عدوا للفلسطينيين كحركة أمل بل له تصريحات في الدفاع عنهم ولكن الأمر لا يعدوا تصريحات.
البناء التنظيمي: كلنا يعرف أن لبنان بلدٌ طائفي - أي مكون من طوائف شتى- صغير، غالبًا مخترق مرة من اليهود ومرة من السوريين وغيرهم، وجيشه ضعيف وساعد حزب الله على إضعافه أكثر وأكثر والأهم من ذلك أنه لم يجد عونًا ولا نصيرًا من دول أهل السنة وتٌرك لقمه سائغة لإيران وحزب الله ثم الآن نتباكى ويا للعجب!!
وبدأ الحزب العمل فكون هيئة قيادية: وقد أعدت على أعلى مستوى من الحرفية والكفاءة.
مجلس سياسي: أعد أيضا على أعلى مستوى، مجلس تخطيطي: لرسم الخطط المرحلة للحزب وصوغ أهدافه صوغًا عمليًا.
كتلة النواب: ولها من الأهمية ما لها فقد استطاعوا من خلالها التغلغل في مفاصل الدولة وأصبحت لهم كتاب مفتوح عن طريق نوابهم ووزراءهم في الحكومات المتعاقبة.
والأهم من ذلك والأخطر جناح عسكري تحول الآن لجيش بكل معنى الكلمة فكيف حدث هذا؟، والغريب أنه أمام أنظار العالم العربي - أهل السنة -،أمام إسرائيل، أمام العالم كله فكيف؟.
لقد أقنع الحزب العالم بأنه حركة مقاومة لبنانية أصيلة، وهذا ما ينكره – ويا للعجب- قادته أنفسهم!
يقول إبراهيم الأمين (قيادي في الحزب): عام 1987 «نحن لا نقول إننا جزء من إيران؛ نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران»، والتصريحات كثيرة تأكد هذا المعنى ورغم ذلك أقنع العرب أنفسهم أنه حركة مقاومة لبنانية!!.
أما إسرائيل فلا تتعجب عندما تعرف أن الحزب خدعها في البداية بأنه قد يكون عميلا لها في لبنان ويقضى لها على منظمة التحرير الفلسطينية حتى مُكِّنَ له انقلب عليها.
ويقول أحد الزعماء من حزب أمل (حيدر الدايخ): «كنا نحمل السلاح في وجه إسرائيل، ولكن إسرائيل فتحت ذراعيها لنا، وأحبت مساعدتنا، لقد ساعدتنا إسرائيل على اقتلاع الإرهاب الفلسطيني الوهابي من الجنوب» كل هذا أمام أهل السنة من العرب!!
ظل الدعم الإيراني للحزب بكل الصور والأشكال من تقديم المعلومات الاستخباراتية والسلاح المتطور الذي لا تملكه إلا الدول والتدريب على أعلى مستوى من الحرس الثوري الإيراني بل وتجنيس الكثير منهم ليتبوؤوا مناصب في الحزب للحفاظ على السرية وضمان الولاء لإيران، ثم دولة قريبا للنجدة العاجل إذا تطلب الأمر، إنها الحليف الأول في المنطقة النظام السوري.
لقد أصبح حزب الله ذو تسليح يفوق الجيش اللبناني عشرات المرات، وكاميراته ووزرائه يراقبون كل شيء في لبنان، وهم أصحاب علاقة طيبة مع نصارى لبنان، نستطيع الآن أن نقول أن الحزب هو الذي يدير لبنان بكاملها، ولا يتغابى وينقلب على السلطة ويأخذها بشكل كامل فهو يعلم أن ذلك قد يقلب كل الأطراف عليه وينقله من حركة مقاومة لمحتل ومنقلب على الدولة هو في غنى عن ذلك.
وقد جاء يوم رد الجميل للنظام السوري هذا هو عين ما يحدث الآن في سوريا إن حزب الله كان يحبوا في لبنان وكان يستند على الساعد السوري الحاني حتى وقف وأصبح له سواعد وعضلات وجاء الدور عليه ليرد الجميل للنظام السوري العلوي الغاشم.
إن الدعم اللامحدود الذي يقدمه حزب الله للنظام السوري الآن ينزل تحت حماية الأمن القومي لدولة حزب الله في لبنان، إن الحزب يعلم تمامًا أنه لو فقد النظام السوري فقد تهدد أمنه القومي في المنطقة وهو لن يسمح بذلك ولو أبيد الشعب السوري كله.
كل ذلك أمام أنظار وأسماع العرب من أهل السنة ولا حراك!!.
على العرب أهل السنة أن يعلموا أن أمنهم لا يتهدد فقط على أبواب دولهم وحدودهم بل إن أمن البلاد قد يتهدد على بعد قارات وما فعلته أمريكا عسكريًا واستراتيجيًا ليس عنكم ببعيد.
لقد أصبح واجب على أهل السنة دعم المقاومة السورية بكل الطرق الممكن ويكونوا سياسيين ولو لمرة واحدة، يا قوم تعلموا من اليهود من الشيعة من الأمريكان، انصروا إخوانكم قبل أن يقاتلكم أعدائكم.
المصدر: لجينيات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق