هل يدفع المصريون ثمن قراراتهم أم قرارات السيسي؟
مستندا إلى قيادات جيشه، خرج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ليقول للمصريين إنه وجنوده يدفعون ثمن قراراتهم، لا قرارته هو. ويتوعد أطرافا ودولا لم يسمها.
يوسف حسني-القاهرة
مستندا إلى قيادات جيشه، خرج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، غاضبا، ليقول للمصريين إنه وجنوده يدفعون ثمن قراراتهم، لا قرارته هو. ويتوعد أطرافا ودولا لم يسمها، وإن كانت معروفة ضمنا، بأنه لن يترك لهم سيناء، ولن يتركهم.
الهيئة الأعلى في الجيش، اجتمعت بعد عمليات أوقعت عشرات القتلى والجرحى، بينهم ضباط كبار، فلم تُقِل مسؤولا، ولم تقدم تفسيرا واحدا لضربة هي الأعنف، منذ تصاعد وتيرة صراع الجيش مع المسلحين في سيناء، والذي بلغ ذروته عقب عزلمحمد مرسي -أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر- يوم 3 يوليو/تموز 2013.
وكانت مقار أمنية وعسكرية بمحافظة شمال سيناء قد تعرضت قبل أيام لهجمات كانت من بين الأكثر دموية خلال سنوات وأسفرت عن مقتل أكثر من 46 شخصا بينهم ضباط بالجيش والشرطة، الأمر الذي استدعى إجراءات عسكرية وأمنية مصرية بالمنطقة.
وعقب اجتماعه بالمجلس العسكري، وجه السيسي كلمة للمصريين، قال فيها "أنتم من يقرر، ونحن من يدفع الثمن" مؤكدا أنه لن يترك سيناء "للإرهابيين" وأن مصر لن تصبح العراق أو أفغانستان، وهو ما اعتبره نشطاء ومحللون سياسيون إلقاء بالمسؤولية على عاتق الشعب.
العضو السابق في تنسيقية 30 يونيو ومؤسس تيار يناير، عمرو بدر، قال للجزيرة نت إن السيسي "قدم خطابا عاطفيا لا يتناسب مع الحدث، كما أنه لم يقدم خطة واضحة لما هو قادم".
معركة السيسي (يمين) مع الإخوان استعرت بعد عزل مرسي أول رئيس مدني منتخب بتاريخ مصر (الأوروبية) |
المعركة مع الإخوان
وأوضح بدر أن السيسي "بدا وكأنه يحمّل المصريين نتيجة التراجع في سيناء، كما بدا مُصرا على الخلط بين معركته الشخصية مع جماعة الإخوان المسلمين ومعركة الدولة مع الإرهاب".
وأوضح بدر أن السيسي "بدا وكأنه يحمّل المصريين نتيجة التراجع في سيناء، كما بدا مُصرا على الخلط بين معركته الشخصية مع جماعة الإخوان المسلمين ومعركة الدولة مع الإرهاب".
وأكد أن ظهور السيسي وسط قادة الجيش، وحديثه الواضح عن المعركة مع الإخوان وداعميهم "يعكس إصراره على إقحام الجيش في معاركه السياسية" لافتا إلى أن هذا الخلط الواضح بين معاركه ومعارك الوطن "سيقود مصر إلى حرب أهلية، يقول السيسي إنه عزل مرسي ليحول دون وقوعها".
كما أنه -يقول بدر- أراد أن يبعث رسالة بأن الجيش "ما زال في ظهري حتى اللحظة، وليس في وجهي، كما يروج أو كما يتمنى البعض".
لكن محمود إبراهيم نائب رئيس مركز الاتحادية لدراسات شؤون الرئاسة استبعد أن تكون لدى السيسي نية لتوريط الجيش في الصراع السياسي الدائر في مصر، مؤكدا أن صدور بيان عن المجلس العسكري يعني أن الحرب تخص الشعب وجيشه مباشرة، على حد قوله.
وأوضح للجزيرة نت أن "الجيش سيكمل معركته ضد الإرهاب، حتى لو رحل السيسي عن الحكم". وخلص إلى أن "جماعات بعينها تسعى لصرف أنظار الناس عن الإرهاب الواضح والحرب الدائرة على المصريين إلى معارك غير حقيقية، من بينها أن الجيش يدافع عن السيسي وليس عن مصر".
أما عضو جبهة طريق الثورة صفوان محمد، فيقول إن مصر هي البلد الوحيد الذي يكرم فيه القتلة أو المسؤولون عن القتل، بدلا من أن يحاسبوا، مضيفا أن سيطرة الإعلام على عقول الناس جعلت السيسي يظهر بعد هذه الكارثة ويتحدث بلسان المقاتل، وفق تصوره.
وفي حديثه للجزيرة نت، أكد محمد أن السيسي، وهو المسؤول الأول عن كل ما يحدث في مصر -وفق قوله- يعتقد أن "التلاعب بمشاعر المصريين، سيجنبه الانتقادات، ويضمن له تأييدا شعبيا، رغم أن هذه الطريقة في تحريض المصريين على بعض المصريين، يدفعنا باتجاه كارثة اجتماعية، قد تتحول لحرب أهلية في لحظة".
السيسي -برأي محللين- بدا مرتبكا، وعبرت كلماته عن وضع سياسي وأمني متوتر، وذلك وفق أستاذ العلوم السياسية الدكتور حازم حسني، الذي وصف حديث السيسي، في تدوينة على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، بأنه "حديث مرتبك".
الجيش المصري أرسل تعزيزات عسكرية كبيرة لسيناء بعد الهجوم (غيتي) |
تذكير
لكن آخرين يرون أن السيسي أراد أن يضع المصريين أمام مسؤولياتهم، ونتيجة قراراتهم التي اختاروها طوعا، وفق حديث الباحث بمركز الأهرام للدراسات يسري العزباوي.
لكن آخرين يرون أن السيسي أراد أن يضع المصريين أمام مسؤولياتهم، ونتيجة قراراتهم التي اختاروها طوعا، وفق حديث الباحث بمركز الأهرام للدراسات يسري العزباوي.
العزباوي أكد للجزيرة نت أن السيسي يذكر المصريين بأن "تكلفة خروجهم على الإخوان باهظة، وستكلفهم كثيرا من الدماء" مؤكدا أنه تمكن من رفع الروح المعنوية للمواطنين، وطمأنهم بأن مصر لن تستسلم للإرهاب، كما قال.
وأوضح أن الحديث عن وجود فشل في سيناء "مبالغ فيه، لأن مصر تواجه تنظيما دوليا كبيرا، تدعمه دول تحدث عنها الرئيس، ومن ثم فما حدث هو جزء من معركة ستستمر لسنوات".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق