في ذكرى إنشاء ...الأزهر
في ذكرى إنشائه ...الأزهر من عبدالناصر للسيسي ترويض وتجريد
عبد الشكور: بات الأزهر قاب قوسين أو أدنى من دخول كامل حظيرة النظام- أ ف ب
يحتفل الأزهر الشريف، الأحد، بمرور 1079 عاما هجريا على إنشائه، الذي يوافق السابع من شهر رمضان من كل عام.
وكان المجلس الأعلى للأزهر وافق في أيار/ مايو 2018 برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب، على اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر في السابع من رمضان عام 361 هـ يوما ومناسبة احتفالية كل عام.
والجامع الأزهر (359 - 361 هـ) / (970 - 972 م) من أهم المساجد في مصر، وأقدم أثر فاطمي فيها، ومن أشهر المساجد في العالم الإسلامي، وبناه القائد الفاطمي جوهر الصقلي، عندما تم فتح القاهرة 970 م، بأمر من المعز لدين الله، أول الخلفاء الفاطميين بمصر.
وتبلغ مساحة الجامع الأزهر نحو 12 ألف متر مربع، وله ثمانية أبواب، وكان للجامع عشرة محاريب تبقّى منها ستة ومنبر واحد، وبالمسجد أكثر من 380 عمودا من الرخام، وتم ترميمه في 2015.
وعلى مدار العقود الأخيرة، حاول الحكام الهيمنة على الأزهر، وتجريده من صلاحياته الواسعة، وحرمانه من استقلاله المالي والإداري؛ من أجل أهدافهم السياسية.
وفي هذا الصدد، تم إصدار عشرات القرارات (الرئاسية) منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؛ للنيل من هذا الصرح الإسلامي الكبير؛ بدعوى التجديد والتطوير، وفق شيوخ ودعاة.
"الأزهر غير الأزهر"
يقول الداعية الشيخ شعبان عبد المجيد إن "الأزهر تاريخيا كان قلعة من قلاع الشيعة، حتى قامت الدولة الأيوبية، وصار الأزهر سنيا، ومن يومها يؤدى رسالته على النحو الذى يشرف كل مسلم".
ويضيف لـ"عربي21": "أوقف المسلمون للأزهر أوقافا ينفقون منها على شيوخه وطلابه، ولذا كان الأزهر وشيوخه في استقلالية تامة، يؤدون دورهم دون رغب أو رهب، حتى قام انقلاب 1952، وتمت مصادرة الأوقاف وتعيين وزير لها".
وأردف: "تم تعيين شيوخ الأزهر كموظفين في الدولة يتقاضون رواتب معينة، ودخل نظام التعليم الحديث على الجامعة، وتدخلت الإرادة السياسية للنظام العسكري منذ أيام عبد الناصر حتى الآن، ومنذ ذلك الحين ضعف دور الأزهر".
ورأى عبد المجيد أن "الأزهر لم يعد الأزهر الذي يقود الجماهير في مقاومة المستعمر، ومواجهة ظلم الحكام الجائرين، ولم يعد الآن مؤسسة مستقلة؛ لأنه تابع للسلطة التنفيذية، واستطاعت الدولة أن توجد لها عناصر تؤيدها داخل المؤسسة الأزهرية جامعا وجامعة، وهؤلاء الذين شوهوا دور الأزهر وأضعفوه، وبالتالي ضعفت ثقة رجل الشارع بعلماء الأزهر".
الأزهر من عبدالناصر للسيسي
وأوضح الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الدينية، محمد عبد الشكور، "أن الفاطميين بنوا الأزهر لنشر مذهب التشيع في مصر، ولكن بعد مجيء صلاح الدين بفترة تحول الأزهر لنشر المذهب السني، وتولى مشيخة الأزهر رجال أقوياء كانت السلاطين والملوك تعمل لهم ولمؤسسة الأزهر ألف حساب".
وأشار لـ"عربي21" إلى أن "هناك مواقف وقصصا حدثت من أئمة الأزهر وعلمائه تثبت هذا، بداية من موقف الشيخ الإمام العز بن عبد السلام، ووقوفه ضد المماليك، وفتواه بأنه لا يجوز جمع الأموال من الناس للجهاد ضد التتار إلا بعد أخذ أموال الأمراء من المماليك والتجار، مرورا بمواقف الشيخ المراغي، والشيخ جاد الحق، والشيخ الإمام حسونة النواووي، والشيخ تونسي الأصل الخضر حسين الذى وقف ضد الملك في أكثر من موقف".
ويرى عبد الشكور أن أكبر انتكاسة تعرض لها الأزهر كانت بعد ثورة 1952، قائلا: "منذ أن تولى جمال عبد الناصر الحكم جعل الأزهر تحت وصاية الدولة، وقام بعمل قانون الأزهر، ورغم ما في القانون من مميزات تراها من الخارج، إلا أنه حمل في طياته الكثير من العيوب؛ أهمها تعيين شيخ الأزهر، وضم أوقاف الأزهر إلى وزارة الأوقاف، وأفرغ الأزهر من مضمونه ورسالته العالمية".
وتابع عبدالشكور: "جاء السادات ومبارك والسيسي، فكبلوا الأزهر ومشايخه وعلماءه، ووضعوا أيديهم على المؤسسة، وما حققه الأزهر من مكاسب في دستور 2012 تم محو معظمه في دستور 2014 بعد 30 يونيو 2013 وما تلاها، حيث أصبح الأزهر مؤسسة تابعة وخاضعة للدولة لا استقلال له ولا لعلمائه ولا لأئمته".
واختتم حديثه بالقول: "بات الأزهر قاب قوسين أو أدنى من دخول كامل حظيرة النظام، ونرى ذلك ونتابعه في المعارك التي تتم بصورة ممنهجة كل فترة، وأخرى على شيخ الأزهر ومؤسسته من قبل إعلام النظام وبطانته، حيث يهاجمون الأزهر وعلماءه كل فترة، وينسبون للأزهر زورا وبهتانا ما ليس فيه" .
تسييس الأزهر
واستهجن عضو لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، الشيخ هاشم إسلام، دور النظام "في تسييس الأزهر الشريف، واستخدامه لأهدافه السياسية تحت دعاوى زائفة".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21" أن "الأزهر كان منارة العالم الإسلامي، ومستقلا، ولا سلطة عليه"، مبينا أن "هناك فرقا بين علماء السلطة وعلماء الدين، ولا يخلو الأزهر من الرجال الربانيين".
وكان المجلس الأعلى للأزهر وافق في أيار/ مايو 2018 برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب، على اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر في السابع من رمضان عام 361 هـ يوما ومناسبة احتفالية كل عام.
والجامع الأزهر (359 - 361 هـ) / (970 - 972 م) من أهم المساجد في مصر، وأقدم أثر فاطمي فيها، ومن أشهر المساجد في العالم الإسلامي، وبناه القائد الفاطمي جوهر الصقلي، عندما تم فتح القاهرة 970 م، بأمر من المعز لدين الله، أول الخلفاء الفاطميين بمصر.
وتبلغ مساحة الجامع الأزهر نحو 12 ألف متر مربع، وله ثمانية أبواب، وكان للجامع عشرة محاريب تبقّى منها ستة ومنبر واحد، وبالمسجد أكثر من 380 عمودا من الرخام، وتم ترميمه في 2015.
وعلى مدار العقود الأخيرة، حاول الحكام الهيمنة على الأزهر، وتجريده من صلاحياته الواسعة، وحرمانه من استقلاله المالي والإداري؛ من أجل أهدافهم السياسية.
وفي هذا الصدد، تم إصدار عشرات القرارات (الرئاسية) منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؛ للنيل من هذا الصرح الإسلامي الكبير؛ بدعوى التجديد والتطوير، وفق شيوخ ودعاة.
"الأزهر غير الأزهر"
يقول الداعية الشيخ شعبان عبد المجيد إن "الأزهر تاريخيا كان قلعة من قلاع الشيعة، حتى قامت الدولة الأيوبية، وصار الأزهر سنيا، ومن يومها يؤدى رسالته على النحو الذى يشرف كل مسلم".
ويضيف لـ"عربي21": "أوقف المسلمون للأزهر أوقافا ينفقون منها على شيوخه وطلابه، ولذا كان الأزهر وشيوخه في استقلالية تامة، يؤدون دورهم دون رغب أو رهب، حتى قام انقلاب 1952، وتمت مصادرة الأوقاف وتعيين وزير لها".
وأردف: "تم تعيين شيوخ الأزهر كموظفين في الدولة يتقاضون رواتب معينة، ودخل نظام التعليم الحديث على الجامعة، وتدخلت الإرادة السياسية للنظام العسكري منذ أيام عبد الناصر حتى الآن، ومنذ ذلك الحين ضعف دور الأزهر".
ورأى عبد المجيد أن "الأزهر لم يعد الأزهر الذي يقود الجماهير في مقاومة المستعمر، ومواجهة ظلم الحكام الجائرين، ولم يعد الآن مؤسسة مستقلة؛ لأنه تابع للسلطة التنفيذية، واستطاعت الدولة أن توجد لها عناصر تؤيدها داخل المؤسسة الأزهرية جامعا وجامعة، وهؤلاء الذين شوهوا دور الأزهر وأضعفوه، وبالتالي ضعفت ثقة رجل الشارع بعلماء الأزهر".
الأزهر من عبدالناصر للسيسي
وأوضح الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الدينية، محمد عبد الشكور، "أن الفاطميين بنوا الأزهر لنشر مذهب التشيع في مصر، ولكن بعد مجيء صلاح الدين بفترة تحول الأزهر لنشر المذهب السني، وتولى مشيخة الأزهر رجال أقوياء كانت السلاطين والملوك تعمل لهم ولمؤسسة الأزهر ألف حساب".
وأشار لـ"عربي21" إلى أن "هناك مواقف وقصصا حدثت من أئمة الأزهر وعلمائه تثبت هذا، بداية من موقف الشيخ الإمام العز بن عبد السلام، ووقوفه ضد المماليك، وفتواه بأنه لا يجوز جمع الأموال من الناس للجهاد ضد التتار إلا بعد أخذ أموال الأمراء من المماليك والتجار، مرورا بمواقف الشيخ المراغي، والشيخ جاد الحق، والشيخ الإمام حسونة النواووي، والشيخ تونسي الأصل الخضر حسين الذى وقف ضد الملك في أكثر من موقف".
ويرى عبد الشكور أن أكبر انتكاسة تعرض لها الأزهر كانت بعد ثورة 1952، قائلا: "منذ أن تولى جمال عبد الناصر الحكم جعل الأزهر تحت وصاية الدولة، وقام بعمل قانون الأزهر، ورغم ما في القانون من مميزات تراها من الخارج، إلا أنه حمل في طياته الكثير من العيوب؛ أهمها تعيين شيخ الأزهر، وضم أوقاف الأزهر إلى وزارة الأوقاف، وأفرغ الأزهر من مضمونه ورسالته العالمية".
وتابع عبدالشكور: "جاء السادات ومبارك والسيسي، فكبلوا الأزهر ومشايخه وعلماءه، ووضعوا أيديهم على المؤسسة، وما حققه الأزهر من مكاسب في دستور 2012 تم محو معظمه في دستور 2014 بعد 30 يونيو 2013 وما تلاها، حيث أصبح الأزهر مؤسسة تابعة وخاضعة للدولة لا استقلال له ولا لعلمائه ولا لأئمته".
واختتم حديثه بالقول: "بات الأزهر قاب قوسين أو أدنى من دخول كامل حظيرة النظام، ونرى ذلك ونتابعه في المعارك التي تتم بصورة ممنهجة كل فترة، وأخرى على شيخ الأزهر ومؤسسته من قبل إعلام النظام وبطانته، حيث يهاجمون الأزهر وعلماءه كل فترة، وينسبون للأزهر زورا وبهتانا ما ليس فيه" .
تسييس الأزهر
واستهجن عضو لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، الشيخ هاشم إسلام، دور النظام "في تسييس الأزهر الشريف، واستخدامه لأهدافه السياسية تحت دعاوى زائفة".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21" أن "الأزهر كان منارة العالم الإسلامي، ومستقلا، ولا سلطة عليه"، مبينا أن "هناك فرقا بين علماء السلطة وعلماء الدين، ولا يخلو الأزهر من الرجال الربانيين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق