ميزان الأخلاق... بين ياسين أقطاي و"عكاظ"
بقلم: حمزة تكينخطاب انتشر بسرعة البرق في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية العربية، لما فيه من رسالة مفعمة بمعاني الغيرة على الأمة عامة وعلى دولة إسلامية كبيرة ومهمة كالسعودية خاصة.
كعادته، كان أقطاي حريصا على استخدام كل تعابير الأدب والاحترام والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، خلال مخاطبته إياه حول الأنباء المنتشرة عن إمكانية إعدام 3 من كبار علماء الأمة الإسلامية في السعودية.
ولولا أن الكتاب كان ذا تأثير وضجة وأهمية وصدق لما كان تعرض هو وكاتبه لهجوم غير أخلاقي من "الذباب الإلكتروني" وعدد من "الصحفيين" و"الإعلاميين" و"المؤسسات الإعلامية"، ليس آخرها صحيفة "عكاظ" من خلال نشرها، اليوم الأربعاء، مقال لـ"صحفي" لم يترك أسلوبا غير محترم إلا واستخدمه ضد أقطاي، ونحن نجل مقالنا هنا عن ذكر اسم هذا "الصحفي".
قامت القيامة، فقط لأن أقطاي تكلم بلسان الغيور على المملكة وأهلها وعلى الأمة وعلمائها... لم يتكلم إلا بلسان المسلم المؤدب الخلوق الساعي لإيصال كلمة حق لأحد المسؤولين في هذه الأمة.
مما استخدمه أقطاي في كتابه جمل "أيها الملك المبجل" و"أيها الملك الموقر"، ولم يقدم على فعلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أن خاطب الملك سلمان بأسلوب كلنا شاهده، ولم يقل أقطاي "آي كينغ" ولم يقل "يو ويل بيي".
لم يقدِم أقطاي على إهانة الملك سلمان بل خاطبه أيضا بـ"خادم الحرمين الشريفين"، خاطبه بلغة المحب الحريص... ولكن كيف أتى الرد؟!
لم يأت الرد على ترامب وإهاناته وقذارته وقلة أدبه، بل أتى الرد على مسلم يبدي خوفا على دولة إسلامية وعلى علماء مسلمين مهددين بالإعدام، فانبرت "عكاظ" بقلم ذاك "الصحفي" على مهاجمة أقطاي وبأسلوب فظ بعيد كل البعد عن مفاهيم الإعلام والكتابة.
لم تر "عكاظ" قلة أدب ترامب تجاه الملك سلمان فسكتت، بل رأت قمة احترام أقطاي للملك سلمان فهاجمته.
ولم تر "عكاظ" سفاهة ترامب تجاه السعودية فسكتت، بل رأت محبة وغيرة أقطاي على السعودية فهاجمته.
بل وصل الانحطاط الإعلامي عند هذه "الصحيفة" لمهاجمة تركيا وأردوغان وإيران وقطر وجماعة الإخوان المسلمين، في سياق قضية لا علاقة لهم بها !!!!!
ما علاقة أردوغان وتركيا وقطر وإيران وجماعة الإخوان المسلمين بكتاب الدكتور أقطاي، ما هذه الدرجة من الحقد على هذه الأطراف التي أصبحت تزج بكل صغيرة وكبيرة... وهذا يدل على سواد داكن يملأ قلوب أولئك "الصحفيين" العاملين في مثل هذه "المؤسسات" التي ما تركت فتنة بين المسلمين إلا ونكشتها.
بدل شتم تركيا... إلحقوا تركيا إلى حيث وصلت من القوة العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية والديمقراطية والسمعة الحسنة.
بدل شتم أردوغان... كونوا كأردوغان الذي يحتل اليوم قلوب ملايين وملايين المسلمين حول العالم.
بدل شتم إيران... تذكروا أن إيران صاحبة قوة في الشرق الأوسط ـ سواء اتفقتَ مع سياستها أم لم تتفق ـ وصاحبة مشاريع صناعية ونووية وفضائية.
بدل شتم قطر... تعلموا من قطر كيفية النهوض من تحت ركام حاول الأقربون أن يدفنوها تحته.
بدل شتم جماعة الإخوان المسلمين... تذكروا التعاليم الدينية في القرآن والسنة واعملوا بما جاءت به لا بالعكس.
بدل شتم أقطاي... أوصلوا صوته لخادم الحرمين الشريفين عل صوته يكون أكثر حرصا على الملك سلمان والسعودية أكثر منكم أنتم.
بدل الشتم... تعلموا أخلاق الإسلام.
والسؤال هنا، هل من الممنوع على المسلمين مخاطبة مسؤوليهم وخاصة إن كانت الخطابات بطريقة محترمة مؤدبة؟!
هل هذا الأمر ممنوع وخاصة تجاه أولئك المسؤولين الذين يرفعون شعارات إسلامية، شعارات منها دعوة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه للمسلمين أن يقوموه إن أخطأ، أم أن من هم اليوم على الكراسي أهم وأجل من سيدنا عمر؟!
لماذا ترفعون شعار الإسلام ثم تنشرون الكراهية بين البشر.
لماذا ترفعون شعار الإسلام ثم تكفرون المسلمين وتنكشون قبور قادتهم التاريخيين.
لماذا ترفعون شعار الإسلام ثم تعادون العالم الإسلامي ودوله.
لماذا ترفعون شعار الإسلام ثم تكذبون ليل نهار تجاه هذه الدولة أو تلك الدولة، وتجاه هذا الرئيس أو ذاك الرئيس.
لماذا ترفعون شعار الإسلام ولا نرى منكم إلا الشتائم والسباب والقذارة اللفظية وقلة الأدب والأخلاق.
فإما أن يكون الخلل في الإسلام عامة، أو في بعض الأفكار الإسلامية التي اختلقها البعض، أو يكون الخلل فيكم أنتم... وبكل تأكيد وبما لا يدعو للشك فإن الخيار الأول مستبعد كليا.
كفاكم حقدا على المسلمين، كفاكم تخوينا للمسلمين، كفاكم تكفيرا للمسلمين، كفاكم ازدواجية في المعايير فضحت قصوركم الصحفي حتى أمام الأطفال... لقد وصلتم بهذا "الإعلام" لمرحلة تجعل عمالقة الإعلام حول العالم يتقيؤون كلما قرأوا شيئا من انحطاطكم الإعلامي.
لماذا تتعاملون مع بقية العالم الإسلامي بهذه العنجهية وهذا الكبر وهذه الأخلاق المتدنية؟! هل الإسلام محصور بين صفحات "صحفكم" وبقية العالم الإسلامي نكرة لا قيمة له.
لقد وصلتم بهذا الإنحطاط الإعلامي إلى قعر المستنقع المتسخ، فاخرجوا منه، فاخرجوا منه، فاخرجوا منه، قبل أن يتحقق كل ما ذكره أقطاي في كتابه الموجه لخادم الحرمين الشريفين... فسنّة الله في هذا الكون معروفة لكل أهل الكون، ومن لا يعرفها فإن الله تعالى سيُعرّفه إياها بكل تأكيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق