ماذا وراء تنصيب الحوثي بطلا ..؟ (٢)
د.عبدالعزيز كامل
أعرف أن الكلام عن الحوثية الآن يمكن أن يثير كثيرا من اللغط، المؤدي لسوء فهم أو غلط..
ولكنه واجب البيان، والله المستعان.
وابتداء.. وبدون مزايدة؛ ليس مقبولا أي اتهام بأن الكلام هنا لحساب السعودية أو أي جهة عربية ..فمن يعرفني يعلم عني غير ذلك، بل يعرف أني أعتبر أن تمكين شيعة العرب : (الحوثية في اليمن) و( حزب الله في لبنان) و( الحشد الشعبي في العراق)؛ هو أحد سيئات وسوءات السياسات الحمقاء لبعض حكام الدول الخليجية المحسوبين زورا على أهل السنة والجماعة.
** كما أن الكلام هنا ليس عن مدى تأثير عمليات الحوثين أو على مسار حرب الطوفان الحالية، سلبا أو إيجابا، ولكن عن حقيقة الأجندة التي يشاركون بها، وحساباتهم التي يعملون لأجلها إقداما أو إحجاما..
** وكذلك فليس الغرض هنا إدانة المشاركين في نصرة بعض قضايا المسلمين، ولكن إظهار التفريق بين خلفيات الأمانة أو الخيانة في التعامل مع مجمل قضايا المستضعفين..
** وجوابا عن السؤال المطروح في عنوان المقال؛ أقول :
●.. إن الحوثيين قبل أي تفاصيل؛ هم أعتى فصيل يعد لأخطر الأدوار في المشروع الإيراني الشيعي الرافضي المعادي للسنة وأهلها، وهو مشروع يهدف أصحابه في النهاية إلى الاستيلاء على جزيرة العرب بعرضها وطولها، وعلى أرض الحرمين الشريفين في قلبها، ولهذا طوق الإيرانيون الجزيرة العربية من غالب أطرافها البرية بالاحتلال ، ليتولوا بعد استباحتها والاستيلاء عليها زعامة عالم الإسلام، من قلب القبلة في المسجد الحرام..
●..والفصيل الحوثي الذي كان منتميا مذهبيا إلى (الفرقة الجارودية) القديمة باليمن، والتي تعد أسوأ أقسام الطائفة الزيدية الشيعية المخالفة عقائديا لأهل السنة؛ تحول إلى المذهب الشيعي الإثني عشري الرافضي، بعد تحول إمام الفرقة (بدر الدين الحوثي) والد (عبد الملك الحوثي) إلى ذلك المذهب بعد مقامه الطويل في مدينة ( قم) الإيرانية، معقل تصدير الثورة الصفوية الرافضية، ثم تحول أتباعه تباعا، فأصبحوا جزءا من المشروع الإيراني العدواني..
●.. لذلك فأصحاب المشروع الإيراني الذي يستهدف الحرمين، لا يقلون خطرا عن أصحاب المشروع الصهيوني الذي يريد ثالث المسجدين، ودولة اليهود التي سيطرت على عاصمة عربية واحدة خلال سبعة عقود؛ لم تقتل من العرب المسلمين عشر معشار من قتلهم الفرس الإيرانيين الذين احتلوا في نحو عقدين أربع عواصم عربية، منها صنعاء التي استباحها الحوثيون بخطة وأسلحة إيرانية تحت شعارات الثأر الشيعية..
●.. إن الحرس "الثوري" الإيراني المسؤول عن قتل وتشريد الملايين من المسلمين السنة في العراق وسوريا واليمن ولبنان؛ هو من يدبر ويدير تحركات أذرع المشروع الشيعي _ بما فيها الحركة الحوثية _ التي استخدمها ذاك الحرس بكل مكر وإحكام في غياب أو غيبوبة المنسوبين للسنة من الحكام..
●.. وتبني إيران وأذرعها للقضية الفلسطينية؛ لم يكن أكثر من سياسة جلب وكسب للمشروعية بين جماهير الأمة الإسلامية، وللتدخل في صلب شؤون البلاد العربية، التي كان خلط سفهائها العلمانيين بين الخيبة والخيانة؛ أهم عوامل تمكين إيران من الظهور بصورة الظهير والمناصر الوحيد لقضية بيت المقدس المركزية..
●.. بعد الانتصارات التي بدت بشائرها مع (طوفان الأقصى) فبددت نظرية ( أمن إسرائيل)..لم يجد الإيرانيون من يهدي لهم ثمار هذا الانتصار كما حدث في مرات سابقة؛ فتكفل شيعتهم في اليمن بذلك أو هم كلفوهم بذلك، لكن الأيام ستكشف بإذن الله أن حقيقة الانتصار غير ذلك..
● .. إن قال البعض عن جهالة أو عمالة : مالكم تخلطون بين عقائد الكيانات الدينية وسياساتها العملية الظاهرة الصلاحية ؟ فنقول لهم .. إن الجاهل بالعقائد سيجهل حتما ما وراءها من سياسات وعلاقات ومخططات ؛ و لهذا يتخبط في فهم المهم من القضايا والتعامل معها، كما هو شأن جهلة المثقفين، من وطنيين وقوميين ..
ولذلك فلا تغني معرفة سبل الحق وحده؛ دون إدراك مسالك الباطل بعده.. والله تعالى يقول :
{ وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} ( الأنعام/٥٥)
وللحديث بقية بإذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق