بيان الموقف الشرعي من إقامة الممر التجاري بين بعض دول الخليج والكيان الصهيوني
الحمد لله القائل (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّيسِينَ وَرُهۡبَانٗا وَأَنَّهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ) [المائدة: 82] والصلاة والسلام على نبينا القائل: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)،
وبعد: فإنَّ منتدى العلماء يتابع على مدى ثلاثةٍ وسبعين يوماً ما يتعرض له المسلمون في فلسطين عامةً، وفي قطاعِ غزة خاصة من مجازر وحشيةٍ راحَ ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، في حرب همجيةٍ لا مثيل لها في العصر الحديث، وفي الوقت الذي ينتظر فيه المسلمون موقفاً مشرفاً من الحكومات الإسلامية ينتصرون من خلاله لإخوانهم المسلمين؛ امتثالاً لقوله تعالى: (وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ) إذا بنا نفاجأ بحكومة المملكة العربية السعودية، ودول أخرى كالإمارت والأردن تفتح أبوابها لممرٍ تنقل عبره البضائع من دول الخليج إلى الكيان الصهيوني المحتل، وقد كان الأحرى بهذه الدول أن تسير جيوشها إلى هذا الكيان نصرة للمسجد الأقصى وحراسه من المجاهدين الفلسطينيين، وإننا في منتدى العلماء إذ نقف على هذا الموقف المخزي من حكومة المملكة العربية السعودية وبقية الدول ، نؤكد على ما يلي:
أولاً: أن التعامل مع الكيان الصهيوني تحت أي مسمى، وبأي وجه
من الوجوه يعد خيانة لله ورسوله والمؤمنين، وانتهاكا لحرمة المسجد
الأقصى المبارك، وعليه فإنه لا يجوز شرعاً السماح بتمرير
البضائع لهذا الكيان الغاصب، وإن هذا الفعل القبيح يعد طعنة غادرةً
في خاصرة المسلمين في غزة.
ثانياً: أن الواجب على هيئة كبار العلماء وعلماء المسلمين كافة بيان
حرمة هذا الفعل القبيح، وأن سكوتهم على هذا المنكر يعد كتماناً لما
أوجبه الله عليهم من النصح والبيان لأئمة المسلمين وعامتهم.
ثالثاً: أن الواجب على الشعوب المسلمة أن تتصدى لمثل هذه
التصرفات انتصاراً لصيحات الثكالى والمظلومين، واقتداء بنبينا
صلى الله عليه وسلم الذي خرج في جيش مدجَّجٍ بالسلاح انتصاراً
لامرأةٍ كُشِفت عورتها في سوق بني قينقاع.
رابعاً: أن الاختلاف مع أي فئةٍ من المسلمين في أي مجالٍ من
المجالات العقديةِ أو الفقهيةِ أو غيرها لا يبرر الوقوف في صف
عدوهم ومؤازرته عليهم؛ لأن في ذلك مخالفةٌ صريحة لنصوص
القرآن والسنة التي أوجبت علينا الاعتصام، والوحدة، والتكاتف،
والتلاحم، والوقوف صفاً واحدا في وجه أعداء الملة والدين.
خامساً: ندعو المسلمين كافة، حكومات وشعوباً إلى نصرة إخوانهم
المسلمين في فلسطين، ومد يد العون لهم، والوقوف معهم صفاً
واحداً في وجه أعدائهم من الصهاينة والأمريكان الذين (لَا يَرۡقُبُونَ
فِي مُؤۡمِنٍ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُعۡتَدُونَ )
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل,,,
صادرٌ عن منتدى العلماء
6 جمادى الآخر 1445 هجرية
19 /12/ 2023 ميلادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق