أخبار المستضعفين من بني الإسلام
استباحة ودمدني جريمة جديدة تضاف إلى سجل مخازي قوات الدعم السريع
واصلت مليشيا الدعم السريع جرائمها وأعمالها الوحشية بحق سكان مدينة “ودمدني” عاصمة ولاية الجزيرة بالسودان، لتضيف بذلك جريمة جديدة إلى سجل مخازيها بعد استباحتها ولاية الخرطوم وغرب السودان.
وكانت مليشيا الدعم السريع قد تمكنت من التسلل الى ولاية الجزيرة بداية بمنطقة “أبقوتة” مساء الأربعاء الماضي، وقامت بإغلاق مداخلها ومخارجها، ونهبت السوق والبنك الزراعي، ودخلت إلى المستشفى وانتشرت حولها.
وفي صباح الجمعة استيقظ سكان منطقة “حنتوب” على أصوات المدافع الثقيلة مع تحليق للطيران الحربي وأصوات المضادات الأرضية، كما تم إغلاق كبري “حنتوب” أمام حركة السيارات والسماح فقط بمرور المشاة.
ونتيجة لتجدد الاشتباكات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، شهدت منطقة “حنتوب” حالة نزوح كبيرة لسكانها منذ الساعات الأولى لصباح يوم السبت التالي.
وعلى إثر الأحداث تم اغلاق سوق مدينة ودمدني وجميع المحال التجارية، فيما استمر الناس في سماع صوت تحليق الطيران الحربي من وقت لآخر.
وفي مساء اليوم نفسه سيطرت مليشيا الدعم السريع على منطقة “تمبول”، ولم تسلم المحال التجاريه والبنوك والسكان من حالات النهب والسرقه والخراب كما هو معتاد.
في صباح اليوم الثالث على التوالي تجددت الاشتباكات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع مع تحليق للطيران الحربي لكنها لم تستغرق وقتاً طويلاً.
وتجددت الاشتباكات صباح أمس الثلاثاء، ولكن هذه المرة بصورة أعنف وأقسى من سابقاتها في منطقة “أبو حراز” شرق مدينة ودمدني.
كما لم تكتفي المليشيا بمهاجمة “أبو حراز”، وهاجمت منطقة “رفاعه” أيضاً، وقامت باقتحام مستشفى “رفاعه” واستباحت منطقة “الجنيد”.
ومارست عمليات النهب وسرقة السيارات، وقامت بسرقة مصنع سكر “الجنيد” الذي يعد من أكبر مصانع السكر في السودان.
وتفاجأ بعد ذلك جميع سكان مدينة “ودمدني” بدخول مليشيا الدعم السريع إلى داخل المدينة، وممارستها أبشع الجرائم بحق السكان، ولم تشهد المدينة حدوث أي اشتباكات أو مقاومة.
ختامًا، ليس هذا إلا غيض من فيض مما يحدث في ولاية الجزيرة، ناهيكم عما يجري في سائر المدن السودانية.
الخوف والجوع يخيمان على السودان
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” إن 17.7 مليون سوداني وصلوا إلى الدرجة الثالثة من انعدام الأمن الغذائي، وهم موجودون في كل من أم درمان وبحري بالعاصمة السودانية، وفي إقليم كردفان، ودرافور.
وجاء في تقرير ل”فاو” أن “قلة الغذاء لم تنتج عن التدهور الأمني فحسب، لكن إنتاج الحبوب هذا العام هو الأقل خلال السنوات الخمس الأخيرة”.
وقال مفوض الخدمة المجتمعية بمنظمة “مشابك” للتنمية المجتمعية، يونس إبراهيم، أن “عدداً من مناطق العاصمة أصبح غير مناسب للحياة في ظل انعدام الطعام ومياه الشرب النظيفة، ما يهدد حياة الناس”.
تعاني العاصمة السودانية، الخرطوم، من شح شديد في المواد الغذائية الضرورية، خاصة الدقيق نتيجة لصعوبة نقلها في ظل الانفلات الأمني وتعرض عدد من المطاحن الرئيسية في الخرطوم مثل سيقا، وويتا، وسين إلى الحرق والنهب.
وقالت هدى مبارك، المقيمة بالعاصمة الخرطوم في منطقة الفتيحاب رفقة أسرتها المكونة من أبنائها ووالدتها المسنة، إن “المواد الغذائية نفدت من المنزل، وغير متوفرة بالأسواق بسبب الحصار المضروب من قبل قوات الدعم السريع على المنطقة الواقعة بالقرب من سلاح المهندسين التابع للجيش السوداني منذ الأسبوع الثالث للحرب التي اندلعت في رمضان 1444هـ (إبريل 2023). الأطفال فقدوا وزنهم، وأصبحوا عرضة للأمراض بسبب قلة التغذية، وتلوث مياه الشرب”.
كما يعيش سكان عدد من أحياء أم درمان القديمة كحي العرب، والقمائر، والملازمين، وأب روف، والعباسية، وبيت المال ظروفاً صعبة نتيجة نقص الدقيق والزيت والسكر -بالإضافة إلى الارتفاع الكبير في أسعار تلك المواد- وانقطاع إمداد مياه الشرب.
إبراهيم جبريل، وهو من سكان حي بيت المال بأم درمان، قال أن “عشرات الأسر اضطرت إلى المغادرة تحت القصف العشوائي، ويقيم كثيرون حالياً في مراكز إيواء مؤقتة تفتقر إلى أدنى الخدمات، فعشرات الأسر تشترك في استخدام دورة مياه واحدة بأحد المدارس، وأغلبهم يعانون من الجوع، ولا يحصلون سوى على وجبة واحدة يومياً”.
وفي مدينة “ود عشانا” اضطر معظم السكان إلى النزوح إلى قرى قريبة -حيث يبيتون في العراء- أو الاختباء في الغابات بعدما اجتاحت قوات الدعم السريع المدينة.
على الرغم من معاناة السودانيون المالية قبل الحرب-حسب تقرير صادر عن وزارة المالية الاتحادية في 1442- 1443هـ (2021)، كان 65 في المائة من السكان يعيشون تحت خط الفقر- إلا أن العام الأخير كان الأصعب عليهم، خاصة مع مرور فوق العشرة أشهر على تسلم موظفو القطاع الحكومي لرواتبهم.وأفادت لجنة المعلمين السودانيين، في بيان لها، إن “عدم صرف الرواتب أضر بجميع الموظفين الذين هم في أمس الحاجة إلى الطعام والشراب الذي تضاعفت كلفته بسبب الحرب”.
وأوضحت منظمة “مشابك” إن “نحو مليوني عامل وعاملة في القطاع غير المنظم، مثل بيع الأطعمة والمشروبات والأعمال اليدوية، إما سُرقت أدوات عملهم، أو نزحوا إلى مناطق لا يستطيعوا ممارسة نشاطهم فيها، ما أفقدهم القدرة على توفير احتياجاتهم من الطعام والشراب”.
كما حذرت من أن “الأزمة الحقيقية سوف تظهر بصورة أكبر خلال الفترة من رجب 1445هـ إلى ربيع أول 1446هـ (فبراير إلى أكتوبر) من العام القادم”، محذرة من “ظهور موجة جوع كارثي في شهر 22 شوال 1445هـ (مايو 2024)، إذا لم تكن هناك زيادة كبيرة في المساعدات الغذائية المُرسلة إلى السودان”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق