انسحاب لواء غولاني.. اقتربت ساعة إعلان النصر
لن يكون انسحاب اللواء الأكبر في الجيش الصهيوني مجرد انسحاب تكتيكي كما ادعت قيادة الجيش الصهيوني أو مجلس الحرب في دولة الكيان، فلا يمكن لقوة عسكرية بحجم هذا اللواء أن تنسحب من ميدان الحرب، ومن مواقع ظلت تقتل من أجلها لمجرد تغيير في خطط الحرب أو تبديل في مواقع احتلها الجيش الصهيوني لمجرد إعادة الانتشار، وتموضع القوات خاصة بعد العدد الكبير من القتلى في صفوف هذا اللواء الذي يعد القوة الضحمة في جيش الاحتلال.
لواء غولاني يعد العمود الفقري لجيش الإحتلال ويضم بعض النخب والقوات الخاصة وثلاثة كتائب من دبابات ميركافا-4 وكتيبة مهندسين وكتيبتين من المدفعية وكتيبة مظليين وسرية حرب إلكترونية وسرية خدمات طبية.
خسارة وانهيار جنود الكيان
خسرت هذه القوة خلال المعارك مع المقاومة الفلسطينية الباسلة وخاصة في أحياء وسط غزة الكثير من قواتها المتفردة والضخمة، فقد تدوالت الصحافة الاسرائيلية الأسبوع الماضي أخبارا عن فقدان هذا اللواء الذي هو فخر الجيش الصهيوني، إنه كتيبة كاملة من لواء جولاني خرجت عن الخدمة بالإضافة لإعلان الجيش مقتل ثلاثة من قيادات الكتائب بهذا اللواء.
لعل الصورة البارزة بفرحة جنود هذا اللواء بعودتهم إلى الأراضي الفلسطينية تحت الاحتلال والتي نشرت في الصحف والمواقع أبرز الدلائل على ما عاناه اللواء على يد المقاومة الفلسطينية وأبطال الكتائب الفلسطينية المقاتلة، فقد شهد العالم كله هذا الاحتفال بالعودة لهؤلاء الجنود، وما يحكى على لسان الجنود العائدة من داخل غزة وأحيائها المقاومة يشعرك بالفخر بهولاء الأبطال الذين يسطرون تاريخا جديدا لفلسطين والأمة العربية والإسلامية.
حكى جندي في جيش الدفاع الذي لا يقهر عما يعانيه من كوابيس أثناء نومه وحياته الآن مما جعله يدمن الكحول، وأصبح مدينا بمبلغ ضخم، بل إنه يتخيل القتلى الذي قتلوا على يد المقاومة البطلة لدرجة تجعله يبول على نفسه بدون إرادته، ويعجز عن العودة لحياته السابقة، بينما يحكي آخر كان سائقا لإحدى عربات نقل الجنود عن مقتل 11 من جنود جيش الاحتلال وعجزه عن نجدة أي منهم، وأن عودته من قلب هذه النار في أحياء غزة كانت نجاة بحياته، فقد نجا ولم يستطع أن ينقذ القتلى أو الجرحي.
حكايات كثيرة سوف تنشر عن بطولات وخسائر الجيش الذي قهر في غزة على يد أبطال المقاومة وخاصة بعد هذا الانسحاب للقوة الضاربة في هذا الجيش وهو لواء غولاني الذي كان يتباهى به الاحتلال الصهيوني.
الواقع أن الجيش الصهيوني قد كشف في هذه المعركة التي تديرها باقتدار قيادات المقاومة الفلسطينية، هذا الجيش الذي كان يعد قبل طوفان الأقصى أحد أقوى جيوش العالم قد كشفته بطولات أبناء فلسطين، وصار كل نداءات قادته وجنوده إمدادهم بمساعدات عسكرية من كل دول العالم الغربي التي لم تتوان في دعمه بكل الأسلحة والجنود من كل الدول الغربية بقيادة الجيش والقيادات السياسية الأمريكية.
مؤشرات إعلان النصر
انسحاب لواء غولاني هو بدايات لمؤشرات النصر الفلسطيني أو إعلانه للعالم كله، والحد من التهوين الذي يتخيله البعض فيما أنجزته المقاومة الفلسطينية بقيادة يحيى السنوار ومحمد الضيف، وأبو عبيدة وكل قادة الفصائل الفلسطينية المقاومة، فقد أنجز هؤلاء ما عجزت عنه كل القيادات العسكرية العربية على مدار 75 عاما هي عمر الاحتلال الصهيوني لفلسطين، عجزت عنه قيادات حروب العرب مع الكيان طوال هذه السنوات.
قيادات أنجزت شعبا مقاوما لا يعرف إلا المقاومة والنضال ولا يستسلم أبدا كما أشار لهذا كثير من قيادات العدو، فكل فلسطين لا تعرف سوى النصر أو الاستشهاد، تلك القضية التي عجز عنها كل قيادات العالم العربي سابقا، ونجح فيها قادة المقاومة الفلسطينية بإيمان لا نظير له بين أبناء الشعب في فلسطين.
أن التفسخ الذي أصاب جيش الكيان الصهيوني على يد أبطال غزة والضفة الغربية، وما يعانيه الاحتلال في شمال فلسطين على يد المقاومة اللبنانية، وما يعانيه الاقتصاد داخل الكيان جراء بطولات أهلنا في اليمن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، كل هذه البطولات والإنجازات للمقاومة ستتجلى نتائجها قريبا، ولن يكون في استطاعة قادة الاحتلال وجيشه سوى الانسحاب والعودة خاسرا إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة مختبئا خلف ترسانة طيرانه وطيران أمريكا ورفاقها من القوى الغربية المساعدة لكيان الاحتلال.
خسارة قادة الغرب
سوف يخسر قادة هذه الدول الكثير من شعبيتهم وربما يشهد العالم الغربي تغيرات سياسية كبيرة نتيجة لدعم هؤلاء القادة للمجازر الإنسانية، وجرائم الحرب التي يساعد فيها قادة هذه الدول، وقد انتشرت بين شعوب هذه الدول انتقادات لقادتها ووصفهم بأنهم مجرمو حرب، ويسهمون في حرب إبادة الحياة في غزة والضفة الغربية، ووصم الكثير منهم بقتلة الأطفال والشيوخ والنساء خاصة بعد المجازر التي يقوم بها جيش الاحتلال مع المدنيين الذين يسحبهم من منازلهم ويقوم بقتلهم جماعيا.
تلك الجرائم التي يشارك فيها قادة العالم الغربي المتصهينين بالدعم والسلاح والجنود، ويشارك فيها الساسة والقادة العرب والمسلمون بالصمت والعجز وخزي كل الشعوب العربية والإسلامية.
لكن يبقى صمود الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الشجاعة يظل السبيل إلى الإعلان الرسمي لنصر المقاومة وفلسطين وقد اقتربت تلك الساعة التي يعلن فيها نصر المقاومة لتكون البداية لتحرير كل الأرض الفلسطينية، وقيام دولة فلسطين على سائر أراضيها من النهر إلى البحر، وإنه لصبر ساعة، وقد حانت، ألا إن نصر الله قريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق