قراءة في كتاب "حيونة الإنسان"؟
في "التقديم" أشار إلى:
دفاعاً عن الجنون، لممدوح عدوان. تأصيلاً لكيان، لمحمود المسعدي. التعذيب عبر العصور، لبرنهاردت ج. هروود. أعدائي، رواية لممدوح عدوان. رواية وراء القضبان، لكارل تشيسمان. (أحياء)، لم يذكر اسم مؤلفه.
في "التوصيف" أشار إلى:
العسكري الأسود، قصة ليوسف إدريس. ديالكتيك التحرر، لدافيد كوبر.
في "ورطة الإنسان الأعزل" أشار إلى:
العسف، لبشير الحاج علي. معذبو الأرض، لفرانز فانون. الصراع العربي الإسرائيلي في مرآة الأدب العربي، لشموئيلي موريه. شخصية العربي في المسرح الإسرائيلي، دان أرويان. السعي نحو العزلة، فيليب سلاتر. الغريب- ألبير كامي. الجذور- كتاب مؤلفه ألكس هالي، وتحول هذا الكتاب فيما بعد إلى مسلسل تلفزيوني شهير يحمل نفس العنوان.
في "هل نحن جلادون؟" أشار إلى:
العدوان البشري، لأنتوني ستور. العنف والقداسة، لرينيه جيرار. الاستشراق جنسياً – (إرفن جميل شك). العنف، لكونداو لورانزو.
"صناعة الوحش.. صناعة الإنسان"
سرير العرس، لجوزيف برادوك. التاريخ الطبيعي للاغتصاب، لروندي ثورنهيل وكريغ ت. بالمير. ملحمة جلجامش. تقرير إلى كريكو، لكازانتزاكيس. رواية الورثة ورواية ملك الذباب، لووليام غولدينغ. جولييت بليلة الفضيلة – جولييت نعمة الرذيلة- للمركيز دو ساد. تاريخ الشيطان- لووليام وودز- ترجمة ممدوح عدوان.
في "ولادة الوحش.. بين الجلاد والضحية"
ديوان قصائد تحت الكمامة، للشاعر عبد اللطيف اللعبي. مسحوق الهمس، ليوسف إدريس. قصة الرجل والنملة، يوسف إدريس. مطول علم النفس (القديم)، مؤلفه: جورج دوما. جسر على الدرينا، لإيفو أندريتش. الوجه المفقود، لجاك لندن.
في "القامع والمقموع"
رواية امتلاك سر المتعة، لأليس ووكر. التهذيب والطاعة، لميشيل فوكو. ذئب السهول، لهيرمان هيسّه. النمور في اليوم العاشر، لزكريا تامر. رواية الناس والسراطين، لجوزيه دو كاسترو. جغرافية الجوع، لجوزيه دوكاسترو. طاعة السلطة- نظرة تجريبية، لستانلي ملغرام. رواية كانديد، لفولتير. مذكرات محمد الرايس- تذكرة ذهاب وإياب إلى الجحيم، مؤلفه محمد الرايس. رجال عاديون- كتيبة الاحتياط 101 والحل النهائي لبولونيا، لكريستوفر براوننغ.
"مسؤولية الضحايا"
لم يذكر المؤلف في هذا الفصل مراجع جديدة.
"الجلاد الذي ينتقم من ماضيه"
مجموعة سنتان وتحترق الغابة/ قصة المهجع الرابع (ضمن المجموعة)، لسعيد حورانية. رواية ثورة المشنوقين- ب. ترافن. التخلف الاجتماعي- دراسة في سيكيولوجية الإنسان المقهور، لمصطفى حجازي. رواية التطليق، لرشيد بوجدرة.
"السلبطة"
رجال عنيفون، لهانس توك. رواية دميان، لهيرمان هيسّه. رؤية البولي من الداخل، لتيم فيلد. المتنمر تحت النظر، لتيم فيلد. (وأظنهما كتاباً واحداً). مثيرو المشكلات، لفيفل (لم أعثر على هذا الكتاب). طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، لعبد الرحمن الكواكبي.
"السلبطة السلطوية"
وليمة لأعشاب البحر، لحيدر حيدر. لسان العرب- ابن منظور.
"الأخلاق المقموعة"
الخوف من الحرية، لإيريك فروم. اليمين واليسار في الإسلام، لأحمد عباس صالح. المقاومة بالحيلة- كيف يهمس المحكوم من وراء ظهر الحاكم، لجيمس سكوت. القرد العاري، لديسموند موريس. حديقة الحيوان البشرية، لديسموند موريس.
"مجتمع المقموعين"
لم يذكر المؤلف في هذا الفصل مراجع جديدة.
"أصل العنف"
أصل العنف والدولة، لمارسيل غوشيه وبيار كلاستر- ترجمة وتقديم وتقديم علي حرب.
"الدولة القمعية"
رواية 1984- جورج أورويل. أسس التوتاليتارية، لحنا أرندت. اغتصاب الجماهير بالدعاية السياسية، لسيرج تشاخوتين. كتاب مجموعة الشر (لم أعثر على الكتاب). تاريخ الخلفاء- السيوطي. الطاغية- إمام عبد الفتاح إمام. خطاب حول العبودية الطوعية- إيتيان دي لا بوسي. الحكم المدني- جون لوك.
"الدين والحكم"
اكتساف الحرية- صراع الإنسان ضد السلطة، لروز وايلدر. المحاكمة والإرهاب، تركي علي الربيعو. الفكر البري، كلود ليفي ستروس.
"الأنتي يوتوبيا"
ثلاث مقالات في الدولة التوتاليتارية، لريتشارد لوينثال- ترجمة صخر الحاج حسين. رواية مزرعة الحيوانات، لجورج أورويل. رواية نحن، ليفغيني زامياتين. رواية العقب الحديدية، لجاك لندن. سيرة أورويل، لم يذكر اسم مؤلفه.
"الحاشية"
رواية رسائل فارسية، مونتسكيو. ظاهرة ستالين، جان إيلينشتاين. الحرب الباردة الثقافية، فرانسيس سوندرز. رواية مقتل الرجل الكبير، لإبراهيم عيسى. وذكر (جدانوف- حول الأدب والموسيقى والفلسفة).
"قلت للطاغية"
الملك عارياً، لألبرتو مورافيا. صاحب الفخامة الديناصور، خوزيه كاردوسو بيريس. ديوان شعر- قابور- قوس قزح – المنصف المزغني. خريف البطريريك، لماركيز.
"الديكتاتور"
العزلة، لإيثيل مانين. رواية الطريق إلى بئر السبع ورواية الليل والعودة، لإيثيل مانين. ألف ليلة وليلة. داخل الرايخ الثالث لألبرت شبير. سيرة ستالين- ليون تروتسكي. تاريخ الطبري. خطب الديكتاتور الموزونة، لمحمود درويش.
الإنسان الذي وصل إلى القمر رافق تطور رحلة إنجازاته على الأرض جانب أسود لا يقل دهشة عن واقع إنجازاته، فهو لم يكتفِ بتطوير الآلات والوسائل التي تحمي الإنسان من المرض، أو توفر له مصادر متنوعة للغذاء، بل شابت مسيرته ثغرات تكاد تقضي على الإنسانية منها المفاعلات النووية ومنها وسائل التعذيب التي لم تتوقف ولا للحظة عن التطور وكأنها جزء لا يتجزأ من حضارة الإنسان!
الإنسان الغربي الذي أباد مئات الآلاف من الهنود الحمر، الحربين العالمية الأولى والثانية، القنبلة النووية، حرب أفغانستان والعراق وحاليًا سوريا والاقتتال الذي فيها، كل هذه الحروب تأتي لتذكرنا بالوجه الخفي للحضارة الإنسانية التي نعيشها حاليًا، الوجه المخيف الذي يفضح مدى توحش بعض الناس في حال تمكنوا من خصومهم.
وجه مخيف يخبرنا أن لا حدود للتوحش الذي يسكن النفس البشرية، التوحش الذي يكاد يفوق توحش الحيوانات بمراحل، فالحيونات المفترسة ذات الأنياب الحادة لا تفتك بفريستها إلا في أوقات محددة، ولهدف محدد كالجوع مثلاً، بينما لا يكتفي الإنسان بالقتل من أجل لا شيء، بل يبالغ في تطوير وسائل الموت وآلات التعذيب ليصل إلى ذروة لذة العنف التي لا توجد إلا في الجنس البشري.
نظرة عامة
في كتاب «حيونة الإنسان» يبحر بنا الكاتب السوري ممدوح عدوان في أتون هذه النفس البشرية، يحللها ويقلبها، ويستجلي أطوارها ليجيب عن سؤال لطالما أرّقه وأرقنا وهو: ما السبب في توحش الإنسان؟
وحتى يجيب على هذا التساؤل ينطلق باحثًا عن أهداف المجرم والضحية ليستجلي الإجابة، فالمجرم الذي يتوحش بطريقة لا تفهم له أهدافه الخاصة، كذلك الضحية التي تستسلم تمامًا للعنف لها موقفها، يحاول الكتاب أن يستجلي هذين الموقفين، يعري الأهداف الخفية التي تحول الإنسان الذي بنى حضارة إلى مجرد وحش، وتلك الأهداف التي تسلخ من الإنسان هويته لتجعله أشبه بفرد في قطيع لا يملك إلا أن يطأطئ عنقه لقدم الجلاد.
يحتوي الكتاب على ثمانية عشر موضوعًا، يحاول الكاتب من خلالها أن يناقش مختلف القضايا التي تتعلق بهذه القضية، فهو لا يكتفي بسرد وجهة نظر الجلاد وتجبره، بل يطرح كل المقاربات الممكنة التي تبرر أو توضح موقف الضحية. يتميز الكتاب بتنوع المصادر التي اعتمد عليها الكاتب وعلى رأسها أدب السجون، تليه الروايات التي عالجت هذه القضية.
كما أنه استخدم أبحاثًا نفسية تعلل السلوك المرضي لدى الجلاد والضحية، ومن خلال تنوع أساليب الطرح والاقتباسات البناءة نستطيع أن نشعر بالإنسان المسحوق بإرادته أو بغير إرادته، كما أننا نستطيع أن نرى الجانب المظلم والمشوه من شخصية الجلاد والذي قد يكون مجرد حارس زنزانة أو حاكم ديكتاتوري أو متسلط ينتمي لفئة أقوى من الفئة التي يضطهدها.
واقع القامع والمقموع
في واقعنا العربي نكاد نرى كل النماذج المتوحشة متمثلة في واقع حي. ولئن كان التوحش الإنساني يأخذ أشكالًا غير مباشرة في المجتمعات الغربية كونها أنظمة تحترم شعوبها فقط دون الشعوب الأخرى، إلا أن ذلك التوحش يأخذ شكله المخيف في الدول التي أصبح فيها الدكتاتور هو رمز الديمقراطية وحاميها!.
يرى المؤلف أن تلك السلطة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمارس بطشها منفردة، بل تعتمد بشكل أساسي على فئة من المجتمع (العسكر) مثلاً، ومن خلال تلك الفئة تضطهد بقية فئات المجتمع.
تعمد تلك السلطة إلى تقسيم الشعور بالمسؤولية بحيث لا يشعر السجان أو الجلاد بالمسؤولية تجاه الانتهاكات التي يمارسها بل قد يصل إلى حدود لا معقولة من العنف؛ لأن دور الفرد بالنسبة له ملغي.
ويأتي شعور السلطة، السلطة التي هي فوق القانون وفوق المساءلة، كما تميل بعض السلطات إلى إعادة تعريف الإنسان المضطهد بحيث يتم إلغاء الصفة الإنسانية منه، أو على الأقل اعتباره صنفًا آخر من المجتمع، وهذا ما يبرر المجازر الوحشية التي ارتكبها البرتغاليون ضد الهنود الحمر، أو تلك المجازر التي نفذها البريطانيون والفرنسيون تجاه المجتمعات التي استعمرت في القرن السابق.
يميل الإنسان إلى العنف، وحتى يبرر عنفه يلجأ إلى استخدام وسائل عدة منها التبريرات الدينية كالدفاع عن حق الإله، وكما تشير بعض الدراسات النفسية إلى أن الإنسان يسعى إلى إشباع غرائزه التي تميل إلى العنف، وترى تلك الدراسات أن الوحشية صفة لصيقة بالإنسان لا الحيوان، فالحيوانات المتوحشة لا تعذب أبناء جنسها.
ويرى الدكتور ملغرام صاحب كتاب (طاعة السلطة نظرية تجريبية) إلى أن الطاعة العمياء هي المسؤولة عن الإجرام الذي يرتكبه الإنسان، ويؤكد ما توصلت إليه الأبحاث السابقة في أن التخلص من الشعور بالمسؤولية هو ما يغذي السلوك الإجرامي لدى الناس.
بالنسبة للضحية واستسلامها فيرى الكاتب أن السبب الرئيسي الذي يدفع الضحية للاستسلام تمامًا هو الشعور باليأس، بينما ما يدفع الجلاد للانتقام بتلك الطريقة المتوحشة وما يدفع الديكتاتور للتعامل بتلك الطريقة اللاإنسانية مع شعبه هو الانتقام من الماضي.
الماضي المرتبط بالمجتمعات المقهورة التي جاؤوا منها، والتي صنعت منهم أناسًا ممتلئين بالخوف، بمرور الوقت يسعون لأن يستنسخوا تلك المجتمعات المقهورة في واقعهم ويعملون على تغذية الخوف في الشعوب حتى يسيطروا عليهم، ولا يمكن أن تنشأ مجتمعات مقهورة إلا بعد أن تستشري فيهم الأخلاق المقموعة التي تتغذى على الخوف والقهر وتصنع من الفرد شخصًا ذليلًا مستسلمًا للمواعظ الدينية التي تبرر سحقه، ومنصاعًا للاستبداد الذي يتعامل معه بمستوى دون الحيوان.
يبحث الكتاب أيضًا في أصل العنف الذي يصنع التوحش بأنواعه لدى الإنسان، ويرى «جون غالتنغ» أن العنف مرتبط بالتغيرات الحضارية التي مرت بها البشرية منذ عصرها البدائي وحتى عصورها التقليدية ثم الحديثة وما بعد الحديثة، ويصنف غالتنغ العنف إلى عدة أصناف:
1. عنف وإرهاب ضد الطبيعة.
2.عنف وإرهاب ضد الذات كالانتحار.
3. عنف وإرهاب ضد الأسرة مثل الإساءة للمرأة وللطفل.
4. عنف وإرهاب ضد الأفراد مثل السلب والنهب والقتل والتعذيب.
5. عنف وإرهاب ضد المؤسسات مثل النهب والفساد.
6. عنف وإرهاب ضد المجتمع مثل العنف الطائفي والحروب الأهلية.
7. عنف وإرهاب خارجي حرب الدول بينها البين.
8. عنف ضد الكواكب، وكل أنواع العنف هذه صاحبت التطور الصناعي الذي ابتكره الإنسان واهتم به لكنه لم يهتم بالبعد الإنساني الذي يجفف منابع ذلك العنف.
يتحدث الكتاب أيضًا عن الدولة القمعية التي تستخدم القانون لتبرر قمعها، بل تكاد تستخدم كل الوسائل المتاحة لتسيطر على الناس، إذ أنها تركن إلى الاغتصاب الفكري والقمع الممنهج لتوهم الناس بأنهم يحبونها، كما أنها تعهد بشكل كبير بتلك المهمة إلى المؤسسات الدينية التي تعمل على تخدير الجماهير المظلومة فتخلق لهم تعويضات غيبية في الآخرة، وتصرفهم تمامًا عن التفكير بمقاومة الحاكم الظالم باعتباره قدرًا يجب الصبر عليه.
التنمية السياسية في ظل ثقافة الخوف
لا يمكن تحت ظلال ثقافة الخوف أن يتقدم أي مجتمع ولو قيد أنملة؛ ذلك أن الخوف يسلخ الناس من هوياتهم، ويسمح لهم بأن يتحملوا الضغوطات التي تسرق منهم كرامتهم وإنسانيتهم، ليجدوا أنفسهم في لحظة من اللحظات غير قادرين على أن ينظروا لأنفسهم إلا وفق المساحة التي يقبل بها الحاكم الديكتاتور والعسكر.
النظرة التي تجعلهم في مرتبة الحيوان، فيقبلون على أنفسهم الظلم والجور دون أن يقاوموا. ومن أكبر الوسائل التي استخدمت في خلق الخوف والاستسلام لدى الجماهير هو سلاح التجويع. التجويع الذي يجعل من الإنسان شيئًا لا يفكر إلا بقوته وحسب.
وحتى يتم حل الإشكاليات المتعلقة بثقافة الخوف وغياب الهوية الإنسانية في مجتمعاتنا المقموعة، يتوجب أن نسعى لحل كل تلك الإشكاليات بتجفيف منابعها، ولا يكون ذلك إلا بمحاربة الاستبداد كما يقول عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد.
وأفضل وسيلة لحل تلك الإشكاليات واستبدالها بحلول ناجحة تعمل على خلق أسباب الاستقرار والتقدم والنمو في المجتمع هو تطبيق مبادئ التنمية السياسية، والتي تقوم في مجملها على احترام الفرد كإنسان، وعلى قيمة الحرية المكفولة للبشر جميعًا، وعلى قيم التنمية التي تصنع أسس الحضارات التي تنطلق منها المجتمعات.
المستقبل بين الإنسان والوحش
في عصر التقدم الذي نعايشه تواجهنا مجموعة من الأسئلة حول مصير الإنسان ومستقبله في القرون القادمة، فالتوحش الذي يصبغ الحضارة الحالية ينبئ عن احتمالية فناء جنس البشر، ليس بسبب الانتهاكات التي تطال بني البشر بسبب الحروب الدولية، ولكن أيضًا بسبب الانتهاكات التي تطال الطبيعة نفسها جراء الهوس الصناعي والتقدم الاستهلاكي الذي يتحرك وفق المصلحة الفردية بعيدًا عن مصلحة المجتمعات الأخرى ومصلحة الكوكب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق