[ماذا يعني {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ…} {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى}]
أَخِي الحَزينُ،
اطمَئنَّ! فهُناك أَمرٌ غائيٌّ لله في الكَوْن؛ وهذا الأمرُ تَجرِي به سُنَنُ الكَون والشّرع؛ وكُلّ وسيلة يَسْلُكها النّاس كُلّ النّاس مؤمنُهم وكافرُهم كانت مَحمودةً موافقةً لأمر الله الشّرعيّ والكونيّ أو مُخالفة له، إنّما يسلُكونها لتحصِيل أغراضِهم وحُظوظِهم في هذه الدّنيا والتي تتعدّد فيها الحُظوظ والشّهوات ومَيادين الصِّراع.
وكذا كُلّ وسيلة موافقة لأمر الله الكونيّ أو مخالفة له تُفضِي بعد أنْ تُثمِر ثمرتها خيرًا أوشرًّا إلى أنْ يكون أمر الله الغائيّ في الكون نافذًا لا محالة؛ وبعدما تنتهي حيلُ الخلائق في إنفاذ أغراضها في كُلّ غايةٍ وحظٍّ لهم على الوجه الذى قصدوه سيَجِدون أنفسهم في مُنتهي الطّريق أنّهم كانوا في خدمة الأمر الغائيّ الكونيّ وغلبته على كُلّ شيء، فلا تبتئس؛ فكما يقول البَعضُ: كُلّ الطُّرق تُفضي إلى روما، فكذلك كُلّ الطُّرق والسُّبل المُحمودة الممدوحة والمذمومة تُفضي لغلبة أمر الله على الكون، وإنفاذ إرادته ومشيئته؛ ووَفقًا لذلك تُكتَب أعمالُ النّاس الحسنُ منها والقبيحُ، فيُجَازَى مَن أحسن بالحُسنى، ومَن أساء بالسُّوء.
أمّا مُنتهى ما يفعله هؤلاء، فهو تَسلُّطهم علينا، ليستخرجوا مِنّا ما يُرضي ربنا، ويُوافِق مشيئته بالتّدافع بين النّاس، وليتبصّر نحن وهُم في مُنتهى الطّريق “أنّ أمر الله غالب، والله غالب على أمره”، وليصدّق مَن شاء الله له الصِّدق، ويتحسّر مّن كتب الله عليهم الحَسرة والخُسران المُبِين.
والخُلاصة ليس النّصر «متى ولا كيف»؛ فليكُن غالبية أمر الله على الكون هو ما تتمحور عليه حياتك بقدر ما يكون هَمّك موافقتك لشرع الله، وأنْ تسلك إليه السّبيل المحمود؛ وأما المآلات فهي محكومة ومقبوض عليها لعزيز قاهر لا يخرج شيء في الكون عن مشيئته حتى لو كان مُنتهى الشّرِّ -في نظرك-، فلن يُفضي إلّا إلى إنفاذ إرادة الله وهنالك يخسر المبطلون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق