الوهم والحقيقة في الضربة الإيرانية
في ظل الإحباطات الأخيرة المتوالية وسيطرة العاطفة وتفويج المشاعر لمنع أصول التفكر القرآني ورؤية المقاصد الشرعية في التدافع بالسنن أسجل هذه النقاط
1/ ما يجري من أحداث صراع ومنافسة سياسية وتدافع عسكري محدود بين إيران ومركزية المشروع الغربي واداته الوظيفية في تل أبيب، ليس مسرحية
ولكنه صراع نسبي يخضع لكليات كبرى.
2/ ولو تدبرت الأمر لوجدت أن مصالح الطرفين في احتلال العراق وإسقاطه وفي تثبيت الأسد وسحق ثورة سوريا
أكبر بكثير وأكثر مركزياً، بل حتى ايدلوجيا وكلونياليا من رقعة الصراع النسبي وتحريك الأذرع الإيرانية، والمربعات الأمريكية مقابلها.
3/ وكان هناك حرص شرس ومركزي من النظام الرسمي العربي على إدراج حماس في هذه الأذرع ونزعها كممثل مستقل لضمير الأمة ولشعب فلسطين قابله حرص طهران الشديد والمهم والمستحق التمويل من طهران، لضم هذه البطاقة في فلسطين والتلاعب بها على مسارين.
4/ الأول هو أن المشروع الطائفي الإيراني هو بذاته يحمل كولونيالية شرقية فارسية ذات عقيدة طائفية.
لم تتوقف يوما عن تحويل بساطها السياسي إلى بنية مذهبية متطرفة، وإلا فما علاقة الوحدة الإسلامية بتحويل عشرات الملايين عبر مشاريع السفارات الإيرانية والمؤسسات الاستراتيجية في إندونيسيا ونيجيريا.
وغيرهما ما علاقة نزع تلك الأمم من مذاهبها السنية المالكية والشافعية وتحويلهم إلى شيعة متطرفين يؤمنون بالمفاصلة الكاملة مع الصحابة ومع عقائد أخرى.
والأمثلة كثيرة لا يسعني طرحها هنا.
5/ في المقابل فإن الاستثمار في التمدد الطائفي يقوم على تحويل مناطق النفوذ أو الاحتلال إلى مصادر تمويل وتمكين لاستراتيجية طهران وعمقها المركزي، ولا يقبل ابدا أن المساحة الشيعية لأبناء مناطق النفوذ تتحد وطنياً وإنسانياً
في سبيل علاقاتها المجتمعية ووطنها الحقوقي.
بل هي خصم لأي كيان حقوقي مدني وترفض مفهوم المشاركة الشعبية المستقلة المؤدية لاستقلال هذا القطر المسلم او ذاك.
6/ ولذلك تدفع لصالح الفساد فتجد الفساد ونفوذ الميلشيات صنوان مقترنان في نفوذ طهران يعلوه صخب ضخم باسم مواجهة أمريكا وإسرائيل
في حين الاستنزاف في الأرض العربية بل والمسلمة.
وحددنا سابقا موقف النظام الرسمي العربي الشريك كونه في المربعات الأمريكية خاضع لمركزيتها وصهيونيتها الجديدة، فكيف ينتظر منه الحل أو يرتجى أن يسمع اللوم!
7/ حصاد طهران والمركزية الغربية يقاس بواقع الأمة وبمركزية حماس في ضميرها بناء على 6 أكتوبر وما قبله
أين هي من مصالح قضيتها وأين هي من فواتير السداد سواء في الأبادة الجماعية أو في تحقيق نقلة نوعية لصالح الكفاح، الذي في الأصل حقق فيه مشروع الشيخ ياسين اختراقاً نوعياً على الأرض
شكل هزيمة متدحرجة ضد الكيان، ليس لإعلان إزالته في موعد زمني كما يظن البعض.
ولكن كما قال الشيخ نفسه، ضمان بقاء جذوة الجهاد حتى مراحل تدحرج فيه روح المقاومة، ينخفض حضورها أو يصعد بحسب دورات الزمن وتحديات المعركة.
ولا نقول ان ملحمة غزة في الضمير المسلم والعالمي ليس لها أثر فهذه الملحمة قد يجعلها لها الله روحا وسبيلا يتجاوز الزمن لكننا نتحدث عن مفهوم خلط المعركة
8/ هذا بالضبط ما نجحت طهران وتل أبيب والمركزبة الغربية والمنظومة الصهيونية العربية وبالذات في اسقاطه.
9/ ومع ذلك كله وخاصة اسقاط فاتورة الإبادة الضخمة وتقديمها بأنها ذات فعالية مستحقة أكبر من مشروع الشيخ ياسين بعيد ومتوسط المدى.
هناك حركة استثمار ضخمة حققتها طهران فضمت جزء من الحركة الإسلامية السنية لأذرعها الإعلامية وللايدلوجية
ليس من خلال الحديث عن توازنات الضرورة …
كلا..
ولكن من خلال الترويج لسيادة المشروع والخضوع له في اليمن والشام الكبرى وغيرهم، باسم أنها الراعي لجهاد فلسطين.. فهل هي الراعي؟
وهل حسابات معاركها تأتي وفقا لذلك ام أنها تنتهي لتحويلها للبطاقات تفاوض ونفوذ؟
والمشروع يزحف على الأرض وخاصة بعد أن مهدت له الأنظمة العربية القمعية في الحديقة الخلفية لأمريكا.
10/ لكن نقطة التحول الكبرى هي تفويج الخطاب الإعلامي والاجتماعي والسياسي في الأوساط السنية لصالح طهران والذي كان يبشر سابقا بالعثمانية الجديدة قبل انكشافها اليوم باسم طهران بل وأذرعها الطائفية.
حتى أنك تعجب في الفنتازيا في الترويج والولاء
فالميليشات التي اصطف تأسيسها الأول لسحق المقاومة العراقية بعد تقدمها في 2005
واشعال هذه الميلشيات مع المخابرات العربية الحرب الأهلية الطائفية، أصبحت مقاومة إسلامية في العراق!
11/ المشروع هنا أكبر من مصطلحات وله ما بعده.
كذلك الأمر في إعلان مشروع الحوثي الطائفي نظاما إسلاميا ملهما، يعتمد كوكيل لطهران وتخضع له جماهير عربية.
هذه ليست مواقف عاطفية
كلا..
هذه استراتيجيات تعمل في تحويل الذات العربية وعقلها الباطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق