الأربعاء، 26 فبراير 2025

امرأة السوء وسيد القمني!

 امرأة السوء وسيد القمني!

بقلم الدكتور محمد عباس


كان ذلك في بداية الثمانينيات.. وكنتُ واحدًا من أوائل الأطباء الاستشاريين الذين مارسوا العمل على أجهزة الموجات الصوتية الحديثة آنذاك.. حيث يتسم وضوح صور هذا الفحص وكفاءتها باعتماد الفحص على خبرة الفاحص أكثر من اعتماده على كفاءة الجهاز.
وذات يوم جاءتني مريضة لفحصها.. وهنأتها.. فقد كانت حاملًا في الشهر الرابع.. وفوجئت.. بل وذهلت بدفعة من الشتائم البذيئة السوقية التي تتهمني بالجهل وبالتخلف وبالقذف في أعراض الشريفات.
لم تكن المرأة متزوجة.. وفي عنفوان هياجها وقعت عيناها على شاشة الجهاز.. كان الجنين ماثلًا أمامها وكأنه يوجد في الواقع وليس على شاشة الجهاز.. بل بدا بوضوح وهو يمص بشفتيه الصغيرتين إبهام يده.. انقطعت كهرباء الهياج عن المرأة فجأة.
أصابها الخرس.. انعقد لسانها وتجمد بصرها على الشاشة.. كان الدليل واضحًا بأكثر مما تتصور.. مفحمًا بأكثر من قدرتها على المكابرة.
لمحت في النظرة المتجمدة لمحة عار.. وومضة نار.. ولمعة خزي.. ورجفة هم عميق يكاد ينطق بالتساؤل كيف ستواجه الأيام العصيبة التالية.. لم أنطق بكلمة.. ولم تنطق هي أيضًا.. وخيم الصمت الثقيل.. الصمت المدوي.. الصمت الناطق.. الصمت الذي يعلو صوته عن كل صوت.. صمت يحول الهواء إلى شيء لزج ثقيل.. ويحول الواقع إلى كابوس يود الصامت لو استيقظ ليكتشف أنه كابوس.
علقت الحادثة بوجداني.. ليس لندرتها - فهي للأسف غير نادرة - ولكن تجمع الملابسات من وقاحة المرأة إلى قوة الدليل إلى سرعة الخرس تضافرت لتعطي الواقعة طعمها الخاص الذي يجاوز الواقعة ويصبح كالرمز الذي تستدعيه مشاعري في مواقف تبدو في الظاهر منقطعة الصلة به.. لكنها في الأعماق.. في أعمق الأعماق.. تحمل ذات سماته النفسية حتى إنني أستعيد الواقعة مع نشرة أخبار.. أو ندوة.. وأستعيد ملامح المرأة مع رئيس أو ملك.. وبذاءتها مع يساري علماني.

كنتُ أستعيد هذه الملامح مع ملامح سيد القمني والمحاربين للإسلام.. لكن تلك المرأة خجلت وهم لم يخجلوا.. أحست بالخزي ولم يحسوا.. توقفت عن البذاءة ولم يتوقفوا..
لم تكن امرأة السوء في الإسكندرية فقط.
كانت في القاهرة أيضًا..
وكانت تكرم سيد القمني..
يا إلهي !!
لقد كتبت عنه قبل ذلك كثيرًا..
إن وصفه بالسوء إهانة للسوء..
هذا رجل جاهل كذاب مزور كتب له المستشرقون الذين يعملون في دوائر المخابرات كتباً يهاجم بها الإسلام والقرآن والنبوة ليتحول الإسلام كله إلى عملية نصب واحتيال ومحاولة لتقليد يهود.

سيد القمني هو مدرس يشوب سلوكه مصائب لا أول لها ولا آخر (حتى إنه رفض حماية الأمن وقتًا ما لسببين: أولهما إدراكه أنه غير مهدد وأنه هو الذي يطلق الشائعات حول تهديد أمنه.. وثانيهما أنه لم يرد أن يرصد الأمن تفاصيل شذوذ سلوكه)..
ولقد ادعى القمني حصوله على درجة الدكتوراه.. وتحديته.. فهرب.. وتحداه محمود القاعود فلم يبح أبدًا بجامعة السوء التي منحته شهادة العار.
كنتُ واحدًا من الذين تصدوا لأكاذيبه.. كما يثبت الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض تورط القمني في أحط وأخس ما يمكن أن يقع فيه كاتب.
لأنه يذكر الواقعة واسم المرجع فإذا رجعت إلى المرجع وجدته قد اختلق الواقعة أو غيرها..
كما أنه بخسة فكرية لا تبارى يذكر من الروايات ما يؤيد سماديره وقاذوراته ويهمل ما يهدم تخريفه من ذلك ادعاؤه أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج "الأرملة الثرية" خديجة بنت خويلد بعد خداع والدها وتغييبه عن الوعي (بالخمر) لانتزاع موافقته التي تنكر لها بمجرد استيقاظه.
ووصل الأمر بالأب إلى حد التظاهر ضد هذا الزواج في شوارع مكة.
وينسب الكذاب الواقعة للبداية والنهاية لابن كثير.. فإذا رجعت إليه اكتشفت وفاة والد السيدة خديجة رضي الله عنها قبل زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم بأعوام خمسة..
والعينة بينة..
هذا المجرم أفتى الأزهر بكفره وأفتت جبهة علماء الأزهر بردته..
ليس مهما الاستفاضة في إثبات إجرام القمني.. لأنه توءم حيدر حيدر.. مخضتهما نفس البطن المنحرفة.. فإذا ثبت أن أحد التوءمين حمل سفاح فإن محاولة إثبات أن الآخر أيضًا حمل سفاح هو عبث لا طائل خلفه.
رحم الله الشيخ محمد الغزالي الذي شبه بعض الكتاب بالخنازير التي لا تبحث إلا عن الفضلات والقمامة والدنس لأنها لا تستطيع التعامل مع الأشياء النظيفة..
وإن عجبنا للخنازير فإن عجبنا الأشد ممن يدافع عنها..
إن بعض العلمانيين والشيوعيين يتقدمون للدفاع عن الكفر فيلوون عنق الحقائق ويمجدون الأكاذيب كي يبرئوا الكافر..
ومثل هؤلاء يذكرونني بجريمة خسيسة جدًا نقرأ عنها في عصابات الرقيق الأبيض.. عندما يتقدم بعض أشباه الرجال لعقد قرانهم على الداعرات كي يمارسن البغاء خلف ستار شرعي.. نعم.. هؤلاء الكتاب مثل أشباه الرجال أولئك.
نعم..
فالكاتب الذي يظهر مع كاتب آخر ليستر عاره وليخفي كفره هو من ناحية كافر مثله ومن الناحية الأخرى هو كالقواد الذي يزعم أنه زوج كي ييسر لزوجته المدعاة البغاء وكي يحميها من المسئولية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق