السبت، 13 أبريل 2013

النانومترية.. وقرص الطعمية


طيب!!!

النانومترية.. وقرص الطعمية
حسام فتحي

.. لم أندهش عندما قرأت خبر ترشيح اليابان للعالم المصري الدكتور شريف الصفتي لجائزة «نوبل» في الكيمياء، لكنني سعدت لأن توقيت الترشيح جاء رداً مدوياً على الصحافي الذي سأل «ماذا فعل المصريون غير اختراع قرص الطعمية؟!.. ذاك السؤال المستفز.. الوقح.. قليل الأدب.. عديم الذوق.. ناقص الاحترام.. أقصد «السؤال» طبعاً أما سائله فقد استحق ما ناله من ردود مفحمة من الكثيرين من الأخوة الخليجيين الذين يعرفون قدر مصر وقدرتها، و«يفهمون» ما تمر به من ظروف استثنائية.. لا يمكن أن تدوم وإن طالت.
سؤال «قرص الطعمية» لا يستحق الرد عليه، ويظل عند سفح الاستفزاز، ولا يرقى لمستوى الاهتمام، أما من يستحق الاهتمام والإشادة، بل والاعتزار والفخر، فهو العالم الكبير د. شريف الصفتي، الكيميائي الذي «علم» اليابانيين رواد التكنولوجيا والعلوم في العصر الحديث، كيف يستخدمون العلم لحماية الإنسان، فاحترموه وأجلّوه، ورشحوه لأعلى جائزة في العالم نوبل، لينضم - بإذن الله - إلى «المصريين» الذين سبقوه إلى هذا الشرف، ويثبت تصدرهم للحاصلين على «نوبل» بين كل الدول العربية، ودول العالم الثالث.
.. ولكن لماذا كلفت «اليابان» مندوبها الرسمي الدائم في الأمم المتحدة بتقديم طلبها ترشيح العالم المصري للجائزة الدولية؟
.. وماذا فعل د. شريف الصفتي لليابان حتى تفضله وتقدمه على جميع علمائها في لفته تشكل «دروساً» في الإيثار والوفاء والاعتراف بالجميل والتواضع والبعد عن العنصرية؟
.. ومن هو الصفتي وكيف وصل إلى هذه المكانة العلمية البارزة التي تضعه على خطى د. أحمد زويل الذي سبقه إلى الفوز بالجائزة الأكثر قيمة واحتراماً في العالم؟
.. وماذا يستفيد شبابنا من كل ذلك؟
.. العالم «المصري» الكبير د. شريف الصفتي نموذج للباحث الدؤوب، مواليد محافظة الغربية، وتخرج في كلية العلوم بجامعة طنطا، وعمل معيداً واستاذاً بنفس الجامعة، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة ساوثها مبتون البريطانية، ثم انتقل للعمل في اليابان أستاذاً بجامعة «واسيدا» اليابانية، وترأس المجموعة البحثية لعلوم المواد النانومترية بالمركز القومي لبحوث المواد التابع للحكومة.
وعندما وقعت حادثة التسرب الإشعاعي من المفاعل النووي عقب الزلزال الذي ضرب اليابان، وكادت «الكارثة» تحل على مدينة «فوكوشيما» وما حولها اكتشف د.شريف الصفتي ونفذ طريقة خاصة به، استخدم خلالها تكنولوجيا «النانومترية» في تنقية المياه من آثار الإشعاع النووي المتسرب، لينقذ مئات الآلاف من الأرواح، ويعيد الحياة إلى المدينة وما حولها.
وخلال 5 شهور فقط من العمل المضني والمتواصل بدأت في ابريل الماضي بعد الكارثة واستمرت حتى أغسطس فاستحق الرجل أن يرسل له أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون خطاب شكر، ضمه إلى الشهادات التي حصل عليها وتتضمن 20 براءة اختراع دولية، و15 جائزة عالمية، وأكثر من 150 بحثاً محكماً تم نشرها في دوريات علمية.
أرجو أن يجد شباب مصر والعرب في أشخاص مثل د.شريف الصفتي، ود.أحمد زويل ود.فاروق الباز ود.عصام حجي، ود.مصطفى السيد ود.مجدي يعقوب ود.محمد عبده، ود.مجدي بيومي والمهندس هاني عازر والمهندس كريم رشيد وغيرهم من العلماء في مواقعهم «قدوة» يقتدون بها، ورمزاً يسعون للوصول لمستواه.. في زمن عز فيه الرمز والقدوة.
.. وأخيراً أرجو أن أكون قد اجبت – باختصار شديد جداً على السؤال «الوقح» ماذا فعل المصريون غير اختراع قرص الطعمية!!
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق