رضا حموده يكتب: معارضة بالملابس الداخلية
رضا حمودة
لا شك أن أسوأ ما في الثورة أنها أخرجت أسوأ ما فينا من أخلاق وسلوكيات مشينة، ذلك أن البعض اعتقد أن الثورة تعني الخروج على الآداب العامة وتجاوز كل الخطوط الحمراء، وأنه لا حصانة ولا احترام ولا توقير لرمز أو مؤسسة أو كيان قائم بذاته، وكأنها فوضى أريد لها أن تعم البلاد ولكن في ثوب الثورة، وممهورة بخاتم المناضلين المجاهدين ثوار الحرية والعدالة الاجتماعية، حتى يكره الناس مجرد اسم الثورة التي لطالما حلموا بها مخلّصاً ومنقذاً من واقعهم الأليم ومستقبلهم الغامض.
تثبت المعارضة المصرية إلاّ من رحم ربك يوماً بعد يوم أن هدفها الرئيسى هو "الكرسي" ولا شىء غير ذلك، رغم النفي القاطع لكن الممارسة الفعلية على الأرض تثبت خبث النوايا التي لا نفتش فيها، ذلك أننا مأمورون حسب شريعة الله أن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم.
ورغم أن الطمع في الكرسى من الناحية الديمقراطية أمر مشروع ومباح، لكن عبر الآليات الديمقراطية أيضاً وليس بالمولوتوف والخرطوش والأسلحة البيضاء وتقديم غطاءً شرعياً للعنف باسم الثورة وتحالفات مع أعداء الثورة والثورة المضادة، وكل هذا لمجرد وجود شخص منتمي للفكرة الإسلامية التي يُعاير بها الآن وكأنها عار لابد أن يغتسل منه، يعرقلونه بشتى الطرق والوسائل ثم يعيرونه تعجيزياً بأنه لا يمت بصله للإسلام والمسلمين (لاحظ هنا نبرة التكفير رغم تشدقهم الدائم برفض التكفير كمنهج للمعارضة).
عندما أعلنت حركة 6 إبريل الجمعة 29 مارس الماضي اعتصامهم أمام منزل وزير الداخلية رافعين ملابس داخلية نسائية ولافتة مكتوب عليها "الداخلية عاهرة على سرير أي نظام" بمنتهى الصفاقة وإساءة الأدب وبتغطية إعلام مسيلمة الكذاب بدعوى حرية الرأي والتعبير باتجاه واحد فقط -يصبح فيه العارى العاهر بطلاً قومياً ويتهم غيره بالعهر (على طريقة رمتنى بداءها وانسلت) لمجرد الإفراج عن زملائهم الأطهار الأخيار المجاهدين المقبوض عليهم على خلفية جمعة "احنا مابنتهدتش"، تؤكّد أن المعارضة المصرية تعيش بالفعل بالملابس الداخلية كرمز للعري الأخلاقي، وانحطاط القيم، وتجسيداً حياً للبيئة التي تعيش فيها هذه المعارضة إلاّ من بعض الشرفاء بطبيعة الحال والأمر لا يخلو من الاستثناء الذي لا ينفي القاعدة، من عهر فكري وخلاعة سلوكية، فالصورة معبرة تماماً ولاتريد مزيد من شرح أوتفصيل. وللسخرية يتم اتهام الوزير بأنه صورة من حبيب العادلى في جبروته وقسوته! وهل كان أحداً يجرؤ أن يمر مجرد المرور أمام منزل الوزير المخلوع؟!
المعارضة المصرية تواصل السقوط اليومي بمزيد من الانحطاط الأخلاقي والقيمي وتكشف عن عوراتها وقبحها وخبث مساعيها الحثيثة الرامية إلى إسقاط الرئيس مرسي حتى لو كان على حساب هدم المعبد على من فيه، ولتسقط مصر، وليذهب الشعب إلى الجحيم، وتباً للديمقراطية الملعونة مادام الهدف هو الإطاحة بالرئيس وجماعة الإخوان المسلمين من على الوجود.
يبدو أن المعارضة المصرية ستظل عارية بالملابس الداخلية ونحن مقبلون على فصل الصيف الحار الذي يخرج الناس فيه من ملابسهم، فهذه هي أخلاق المعارضة وتلك بضاعتهم وتلك أمانيهم، ولكن هيهات هيهات لما يوعدون.
رضا حمودة
لا شك أن أسوأ ما في الثورة أنها أخرجت أسوأ ما فينا من أخلاق وسلوكيات مشينة، ذلك أن البعض اعتقد أن الثورة تعني الخروج على الآداب العامة وتجاوز كل الخطوط الحمراء، وأنه لا حصانة ولا احترام ولا توقير لرمز أو مؤسسة أو كيان قائم بذاته، وكأنها فوضى أريد لها أن تعم البلاد ولكن في ثوب الثورة، وممهورة بخاتم المناضلين المجاهدين ثوار الحرية والعدالة الاجتماعية، حتى يكره الناس مجرد اسم الثورة التي لطالما حلموا بها مخلّصاً ومنقذاً من واقعهم الأليم ومستقبلهم الغامض.
تثبت المعارضة المصرية إلاّ من رحم ربك يوماً بعد يوم أن هدفها الرئيسى هو "الكرسي" ولا شىء غير ذلك، رغم النفي القاطع لكن الممارسة الفعلية على الأرض تثبت خبث النوايا التي لا نفتش فيها، ذلك أننا مأمورون حسب شريعة الله أن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم.
ورغم أن الطمع في الكرسى من الناحية الديمقراطية أمر مشروع ومباح، لكن عبر الآليات الديمقراطية أيضاً وليس بالمولوتوف والخرطوش والأسلحة البيضاء وتقديم غطاءً شرعياً للعنف باسم الثورة وتحالفات مع أعداء الثورة والثورة المضادة، وكل هذا لمجرد وجود شخص منتمي للفكرة الإسلامية التي يُعاير بها الآن وكأنها عار لابد أن يغتسل منه، يعرقلونه بشتى الطرق والوسائل ثم يعيرونه تعجيزياً بأنه لا يمت بصله للإسلام والمسلمين (لاحظ هنا نبرة التكفير رغم تشدقهم الدائم برفض التكفير كمنهج للمعارضة).
عندما أعلنت حركة 6 إبريل الجمعة 29 مارس الماضي اعتصامهم أمام منزل وزير الداخلية رافعين ملابس داخلية نسائية ولافتة مكتوب عليها "الداخلية عاهرة على سرير أي نظام" بمنتهى الصفاقة وإساءة الأدب وبتغطية إعلام مسيلمة الكذاب بدعوى حرية الرأي والتعبير باتجاه واحد فقط -يصبح فيه العارى العاهر بطلاً قومياً ويتهم غيره بالعهر (على طريقة رمتنى بداءها وانسلت) لمجرد الإفراج عن زملائهم الأطهار الأخيار المجاهدين المقبوض عليهم على خلفية جمعة "احنا مابنتهدتش"، تؤكّد أن المعارضة المصرية تعيش بالفعل بالملابس الداخلية كرمز للعري الأخلاقي، وانحطاط القيم، وتجسيداً حياً للبيئة التي تعيش فيها هذه المعارضة إلاّ من بعض الشرفاء بطبيعة الحال والأمر لا يخلو من الاستثناء الذي لا ينفي القاعدة، من عهر فكري وخلاعة سلوكية، فالصورة معبرة تماماً ولاتريد مزيد من شرح أوتفصيل. وللسخرية يتم اتهام الوزير بأنه صورة من حبيب العادلى في جبروته وقسوته! وهل كان أحداً يجرؤ أن يمر مجرد المرور أمام منزل الوزير المخلوع؟!
المعارضة المصرية تواصل السقوط اليومي بمزيد من الانحطاط الأخلاقي والقيمي وتكشف عن عوراتها وقبحها وخبث مساعيها الحثيثة الرامية إلى إسقاط الرئيس مرسي حتى لو كان على حساب هدم المعبد على من فيه، ولتسقط مصر، وليذهب الشعب إلى الجحيم، وتباً للديمقراطية الملعونة مادام الهدف هو الإطاحة بالرئيس وجماعة الإخوان المسلمين من على الوجود.
يبدو أن المعارضة المصرية ستظل عارية بالملابس الداخلية ونحن مقبلون على فصل الصيف الحار الذي يخرج الناس فيه من ملابسهم، فهذه هي أخلاق المعارضة وتلك بضاعتهم وتلك أمانيهم، ولكن هيهات هيهات لما يوعدون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق