السبت، 7 مايو 2016

"سليماني منا أهل العراق".. نغمة نشاز طائفية جديدة


"سليماني منا أهل العراق".. نغمة نشاز طائفية جديدة


داود البصري

مسلسل الانبطاح و التردي لقوى العصابات الطائفية المتحكمة بالعراق، مستمر بالعرض في بلاد الرافدين بكل ثقة ومسخرة أيضا، فبعد تبلور رأي الشارع الحقيقي في الهيمنة الايرانية المتزايدة، وانطلاق الشعارات الجماهيرية العلنية الهاتفة والداعية لخروج النظام الايراني وأدواته من العراق، وفي طليعتهم حزب “الدعوة” الحاكم الإرهابي العميل، وبقية عملاء آل الحكيم وغيرهم من قادة العصابات الطائفية الشاذة المقززة التي كرست حالة تخلف تاريخية ومجتمعية لا نظير لها، اهتزت أسس السلطة العميلة، وقامت القيامة في عاصمة الشر و الخبث طهران!

وأصيب النظام الإيراني المعمم الإرهابي في مقتل عظيم وهو يتابع تفشي شعار ” إيران ..بره..بره “!

الذي يعني أشياء كثيرة، أولها أن كل جهود النظام الإيراني وعملائه من أجل فرض الحالة الإيرانية في العراق، وتشريع وتجميل الاحتلال، قد تلاشت وذهبت أدراج الرياح بسبب موجة الغضب الشعبي، وتجدد الروح الوطنية العراقية التي لن تضمحل أو تموت مهما بلغت قوة الضغوط أو سطوة المحتل، أو شيطنة وخبث أساليبه، وأن يوم الثورة الشعبية العراقية الشاملة المفاجئ قد اقتربت لحظاته، وهو الأمر الذي لانشك فيه مطلقا.

وحيث إن كل شواهد التاريخ تؤكد وتجزم أن عاصفة الغضب الشعبي العراقية لابد أن تعصف في يوم ما بقوى الردة والتبعية والهمجية والعمالة والظلام، لذلك كانت هنالك إجراءات إيرانية رادعة وحاسمة اتسمت بتفعيل كل الخلايا العملية، وبتحرك السفارة الإيرانية التي هي مركز لإدارة الاحتلال، وتم استدعاء مقتدى الصدر لطهران على وجه السرعة ليعتذر علنا هناك من أولي الأمر في طهران، وليستنكر علنا أي تهجم على النظام الإيراني و يتبرأ منه!!

وهو ما دعاه لسحب عناصره الفوضوية من المنطقة الخضراء بعد أن تدخل حاكم العراق العسكري الإيراني الجنرال الحرسي ”قاسم سليماني” ملوحا له بصريح العبارة بالقول بالحرف:
”اجمع كلابك من الشارع قبل أن أطلق عليك كلابي”!
في إشارة للمليشيات الطائفية السائدة في العراق والمؤتمرة بأوامر سليماني وقيادة الحرس الثوري.

وكان أول رد فعل لعصابات المليشيات هو مهاجمة منزل الشريف علي بن الحسين في منطقة المنصور في بغداد، وهو المرشح لوزارة الخارجية بدلا من الفاشل الجعفري ومطالبته بمغادرة العراق فورا وتسليم المنزل لهم، في بلطجة حقيرة تؤكد هزالة وسقم حكومة حيدر العبادي الذي طرد أيضا قائد قوات حماية المنطقة الخضراء، الذي سمح للجماهير بدخول المنطقة واقتحام البرلمان!

أما رد الفعل الإيراني على الشارع العراقي الرافض للوجود والهيمنة الإيرانية والمتطلع ليوم التحرر الوطني الشامل، وطرد الغزاة وتنظيف العراق من أدرانهم وعملائهم، فكان عبر حملة بلطجة إعلامية انبطاحية سخيفة تقودها المليشيات الشيعية في الجنوب العراقي، وتنطلق من البصرة المحتلة تحديدا عبر تمجيد قائد “فيلق القدس” الحرسي الإرهابي قاسم سليماني، واعتباره منقذا للعراق ومحررا له وأحد أبطاله، وتلك الحملة الإعلانية والإعلامية السخيفة تطرح شعار ”سليماني منا أهل العراق..”! في ظاهرة استعراضية مبتكرة لقوى الردة والتخلف والعمالة والتبعية، وبما يكرس الوجدود الاحتلالي الإيراني للعراق، ويفرض بلطجة واضحة من العصابات الطائفية على الشارع العراقي الهائج.

وفي الوقت نفسه انطلق عنان تلكم الجماعات وأعلن زعيم عصابة ” الخراساني ” المدعو علي الياسري مبايعته العلنية لولي إيران الفقيه خامنئي، كقائد لهم، معلنا كغيره من الأدوات الطائفية المنفلتة في العراق، أنه جند من جنود النظام الإيراني.

كل ما يجري هو في حقيقته تمهيد لضم العراق عبر وكلاء طهران للنظام الإيراني، في واحدة من أكبر مؤامرات تدمير الشرق!        

سليماني ليس منا أهل العراق! وهو مجرد عنصر غاز حقير سيلقى جزاء ومصير المحتل، وسليماني وغيره مجرد أدوات ستنتهي قريبا بعد انتصار الثورة السورية وتصفية الهيمنة الإيرانية في الشرق، فالمعركة القائمة في الشام هي في واقع الأمر مقدمة موضوعية وشاملة لانهيار النفوذ الإيراني بالمطلق، لذلك كانت الحرب الكونية المصغرة ضد الشعب السوري.

سليماني ليس سوى رمز سيئ لمرحلة عراقية سيئة اختلطت فيها الأوراق، لكن الطريق واضح وصريح وهو ينبذ تلك النماذج المريضة التي سنشهد تداعيها وغروبها عن المسرح الاقليمي، وأساليب طهران الخبيثة في تسويق حثالاتها لن تجدي نفعا، فالمارد الشعبي العراقي قد انطلق بعد أن خرج العفريت من القمقم، ولم يعد بامكان أي حملات تهريجية أن تنجح في إعادة عقارب الساعة للوراء!

على النظام الإيراني الإسراع ”بجمع و تعليب وسحب كلابه من العراق “!
فعاصفة الحرية ستجتاح كل مواقع الطائفيين العملاء القتلة، وستبقى بغداد حرة عربية وقلعة لأسود العروبة والإسلام الحقيقيين، كما سيظل العراق عراق العرب حافظا للعهد مزمجرا بوجه قوى العمالة والظلام والتبعية، وسترحل إيران وكلابها لمزبلة التاريخ…
إنه عهد الأحرار المؤمنين، وسينصر الله من نصره…
والخزي والعار لوجوه ورموز الخيانة في العراق.

سليماني ليس منا ولن يكون أبدا!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق