الأربعاء، 20 يوليو 2016

"أنجيرليك" التركية: "مستودع" النووي وقاعدة انطلاق طائرات تحالف "القصف والخسف"

"أنجيرليك" التركية: "مستودع" النووي وقاعدة انطلاق طائرات تحالف "القصف والخسف"



 خدمة العصر

أصدرت السفارة الأميركية في أنقرة "رسالة طارئة"، صباح اليوم الأول للانقلاب في تركيا، تُشير فيها إلى أن السلطات المحلية "تمنع الخروج والدخول من قاعدة انجيرليك وإليها وقطعت الكهرباء عنها". وقد رُفعت حالة التأهب في القاعدة إلى درجة "اف بي كون دلتا"، وهي أقصى حالة تأهّب في حال وجود خطر هجمات إرهابية.

وفي اليوم التالي، اعتقلت قوات الأمن التركية رئيس القاعدة الجنرال، بكير أركان فان، بتهمة دعم الانقلاب. ويرى معلقون أن هذا التركيز على حماية القاعدة لم يأت من فراغ، فهي منطلق طائرات "اف 16" التابعة لـلتحالف الدولي بقيادة واشنطن ضدّ تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، كما إنها تضم أكبر منشأة لتخزين الأسلحة النووية التابعة لـحلف شمال الأطلسي.

ونقلت مجلة "نيويوركر" الأمريكية عن مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين، هانس كريستنسن، أن الأنفاق التي تمتدّ تحت القاعدة "تختزن حوالي خمسين قنبلة هيدروجينية من نوع بي 61، أي أكثر من 25 في المائة من مخزون الناتو من الأسلحة النووية".

ويذكر محللون أن من بين مخاطر مثل هذه القنابل في "انجيرليك" أن هذه القاعدة لا تبعد سوى 100 كيلومتر عن الحدود السورية. ولقربها من مناطق سيطرة المعارضة، ومع ازدياد هجمات "تنظيم الدولة" على تركيا، أصدر البنتاغون مذكّرة، قبل أشهر، تدعو إلى مغادرة أسر القوات الأميركية من القاعدة.

ورغم عدم وجود أي طائرة أميركية أو تركية داخل القاعدة مُجهّزة لاستخدام هذه القنابل، إلا أن وجودها (القنابل) خطر حال سوء الاستخدام.

وتساءل مدير برنامج حظر الانتشار النووي لشرق آسيا في مركز "جيمس مارتن لدراسات حظر الانتشار" التابع لمعهد "ميدلبري للدراسات الدولية" الأمريكي، جيفري لويس، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، عمّا إذا كانت فكرة تخزين سلاح نووي في قاعدة جوية يقودها شخص ساعد للتوّ في قصف بلاده "فكرة جيدة"؟

ورغم أن الباحث "لويس" قلّل من قدرة انقلابيي تركيا على الوصول إلى تلك القنابل المخزّنة في محيط أمني مُشدد مراقب عبر الأقمار الصناعية، بعدما أنفق "الناتو" 160 مليون دولار لتحسين التحصينات الأمنية لأسلحته النووية في قواعدها العسكرية المنتشرة في الدول الأعضاء فيه، إلا أنه يرى أن القاعدة "ليست حصناً منيعاً"، وقد يتمكّن شخص ما من تجاوز أجهزة التحكّم التي تمنع استخدام الأسلحة المسروقة.

وقالت المجلة إن الطائرات التي قصفت البرلمان وحاولت إسقاط طائرة أردوغان تزودت بالوقود عبر طائرة تعمل في قاعدة إنجرليك.

وأشارت إلى أن القاعدة تحتوي على قنابل نووية أمريكية من نوع "بي 61"، متسائلة:
هل تبدو فكرة جيدة أن يتم وضع أسلحة نووية أمريكية في قاعدة جوية أدارها شخص ساعد في قصف برلمان بلده؟

وأفادت المجلة أن هذه القنابل ليست مجهزة للاستخدام في تركيا التي لا تملك طائرات على رميها، ووجودها هناك لا يختلف عن وجودها في "المستودع". ورجحت المجلة نقل هذه القنابل إلى دولة أخرى من دول حلف الناتو بعد تزايد الخطر عليها.

ومن جانب آخر، تحدث ناشطون أن طائرات التحالف الدولي التي ارتكبت مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 160 قتيلاً، بينهم نساء وأطفال وعائلات بأكملها وعشرات المصابين، بعد الغارات التي شنتها على قرية توخار كبير، الواقعة في الجهة الشمالية لمدينة منبج التابعة لحلب شمال شرقي سوريا، والخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، انطلقت من قاعدة "أنجريليك" التركية، وهذا بعد توقف الغارات ليومين بسبب المحاولة الانقلابية الفاشلة.

وتعتبر المجزرة الجديدة، وفقا لسكان محليين في منبج، الأكبر منذ بدء الغارات على المدينة وريفها، دعما للهجوم الذي تشنه "قوات سوريا الديمقراطية" على المدينة. ويُشار إلى أن "منبج" تعرضت لعشرات المجازر السابقة راح ضحيتها عشرات المدنيين.

ويُذكر أن قاعدة "أنجرليك" أُنشئت سنة 1950 وبدأ استخدامها سنة 1955، والوجود الإستراتيجي الأمريكي فيها منذ أكثر من 50 سنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق