الخميس، 14 يوليو 2016

الحرب على الإسلام في مصر و سوريا

الحرب على الإسلام في مصر و سوريا


آيات عرابي


أساليب العدو في إدارة الصراع في مصر وسوريا
(العدو هنا ليس فقط الانقلاب بل الكتلة الدولية والاقليمية المحركة للانقلاب بالاضافة الى عصابة الانقلاب المحلية بمؤسساتها من جيش وداخلية وقضاء واعلام وغيره)

أولاً: طبيعة الصراع
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصراع بالنسبة للعدو في مصر وسوريا هو صراع وجودي (حياة أو موت) يحارب فيه الوكيل المحلي شعوباً (((مسلمة))) راغبة في التحرر واستماتته نابعة من فهمه للمآلات فإما نصر شامل وإخماد لصوت الشعب (((المسلم))) وإما هزيمة ساحقة وتعليق أجسادهم على المشانق

ثانياً: توزيع الأدوار
ــــــــــــــــــــــــــــ
يتم توزيع الأدوار بين القوى الدولية والاقليمية فيقوم الوكيل المحلي بكل الأعمال القذرة (Dirty Work) من مجازر واعتقالات واغتصاب وحرق مستخدماً اسلوب الصدمة في محاولة لردع الشعوب (((المسلمة))) وإعادتها لخانة العبودية لأنظمة الحكم الجبري بينما تدرك القوى الدولية أن أسلوب الصدمة قد ينتج رد فعل عكسي مساوٍ في القوة ومضاد في الاتجاه, فتلجأ لأسلوب العصا والجزرة كالتلويح بتدخل اقليمي يبشر بحل سياسي
(في الحالة المصرية جرت عملية غسيل سمعة لأسرة آل سعود العميلة وتم شن حملة تسمى فنيا في مجال الإعلام والدعاية “حملة علاقات عامة” لتلميع صورة المدعو سلمان, ثم القيام بعد ذلك ببعض الاجراءات التلطيفية مثل السماح لبعض مناهضي الانقلاب بالعمرة للايحاء بقرب حدوث انفراجة حقيقية وابتلع البعض الطعم وانخرط معسكر الثورة في عراك حول سلمان وفهم الجميع متأخراً انها كانت لعبة – في الحالة السورية تم شن حملة العلاقات العامة بصورة مختلفة عبر لعبة الصدام كلامياً مع ايران والتصعيد الطفيف الذي وصل إلى حرق قنصلية آل سعود في ايران, وذلك لإظهارهم بصورة المعادي لإيران حتى يتمكنوا سريعاً من لعب الدور المنوط بهم على مسرح الأحداث وإزالة الخطر الوشيك على نظام بشار الذي بدأ وقتها في الانهيار بالتوازي مع التدخل العسكري الروسي وقد سبق أن شرحت هذا في أكثر من تغريدة و أكثر من لقاء تليفزيوني)

ثالثاً: اثارة الفوضى من الداخل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت عملية اثارة الفوضى من الداخل في معسكر الثورة المصرية عن طريق اطلاق دعوات ما يسمى بالاصطفاف وهي عملية تهدف في مضمونها إلى بعثرة الأولويات وخلط الأوراق واثارة الارتباك وتخفيض سقف معسكر الثورة من ثورة إلى معارضة سياسية واثارة مسائل لم تكن مطروحة من الأصل مثل عودة الرئيس مرسي (وهو هدف متفق عليه من البداية ولا يجادل فيه الا انقلابي) ووضع بعض الفيروسات العلمانية التي من شأنها أن تعطل الثورة بالإضافة إلى الخصم من رصيد معسكر الثورة عن طريق سحب قطاع منه للموافقة نفسياً على الطرح المشبوه الخاص بما يسمى بالاصطفاف والعملية في مجملها تهدف عند من يحركونها إلى كسب الوقت حتى تحقق عصابة الانقلاب اجندتها وتهدف في المستوى الأدنى عند من يتم استخدامهم للدعوة لذلك الاصطفاف المشبوه إلى تحقيق مكاسب شخصية خاصة بهم في المستقبل كما يتمنى بعضهم.

بالإضافة الى دعوات البعض للحفاظ على ما يسمونه بالمؤسسات (جيش وشرطة وقضاء واعلام وغيره) ثم خرافة (شرفاء الجيش) وهي دعوات هدفها أيضا تبريد معسكر الثورة وتضليله عن حقيقة تلك المؤسسات وتهدف في نهاية الأمر الى الحفاظ على الكيانات العميلة التي زرعها العدو في مصر وعدم وصولها الى حالة الانهيار التي وصلت إليها في سوريا.

وفي الحالة السورية تم اتباع اسلوب مشابه وكان هدف مؤتمر المعارضة العلمانية في الرياض هو تحقيق مكاسب فعلية وتوجيه ضربة نفسية للمجاهدين على الأرض عن طريق المطالبة بعلمانية الدولة والمطالبة بطرد من يسميهم آل سعود بـ”المقاتلين الأجانب” بالاضافة لكسب الوقت حتى ترتيب الأوضاع على الأرض وتمهيدها لتدخل عسكري ترعاه أمريكا عن طريق آل سعود.

رابعاً: العصا والجزرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من حين لآخر تلجأ القوى الدولية الراعية لأنظمة الحكم الجبري لسياسة العصا ففي الحالة السورية تم التصويت في الأمم المتحدة على تصنيف بعض الفصائل السورية المقاتلة على قوائم الارهاب وفي الحالة المصرية لوحت بريطانيا قبل ذكرى 25 يناير الماضية بدراسة تصنيف الإخوان المسلمين (تستطيع هنا أن تلاحظ أن الثورة السورية تسبق الثورة المصرية في المراحل)

أو تلجأ لسياسة الجزرة كما يحدث في التصريحات الغربية التي تدعو لتحقيقات دولية أو ادانات للمجازر التي يقوم بها السفاح بشار وفي الحالة المصرية يتم تدريجياً تحويل ملف الثورة إلى ملف حقوقي عن طريق صدور تقارير تصف مجازر رابعة وغيرها بأنها جرائم ضد الانسانية (وهذا وحده لا يكفي ولو كانوا صادقين لتعاملوا مع عصابة الانقلاب على اعتبار أنهم مجرمين مطلوبين ولما كانوا استقبلوا عسكري الانقلاب في دول الاتحاد الاوربي)

خامساً: التدخل العسكري المباشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


في حالة فشل أنظمة الحكم الجبري تقوم القوى الدولية بالتدخل العسكري لنجدة نظمها العميلة من السقوط كما حدث من تدخل عسكري روسي صريح في سوريا (لا يمكن لمن يفهم ابجديات السياسة أن يتصور أن التدخل الروسي تم دون ضوء أخضر أمريكي وصهيوني)

وفي الحالة المصرية اقتصر التدخل العسكري على البؤرة الساخنة في سيناء عن طريق دعم قوات الأمم المتحدة بأعداد جديدة وتدخلت أمريكا عسكريا عن طريق دعم عصابة الانقلاب بـ 750 عربة مصفحة بالاضافة إلى التدخل العسكري الصهيوني المباشر (الذي بح صوتنا ونحن نتحدث عنه منذ بداية الانقلاب ولم يصدق أحد حتى اعترف العدو الصهيوني بقيامه بشن ضربات جوية في سيناء بضوء أخضر من عصابة الانقلاب)

والخلاصة ان الثورة السورية هي الشقيقة الكبرى للثورة في مصر والاثنان لا ينفصلان (لاحظ أن دعوة الرئيس مرسي للجهاد في سوريا عجلت من الانقلاب) وأن الثورة في كل من مصر وسوريا ليست من أجل عيش وحرية وهذه المطالب التي تليق باعتصام موظفي احدى الشركات الصغيرة ولكنها ثورات تحرر من أنظمة الحكم الجبري التي عينها الاحتلال في بلادنا وهي حرب عدوهم المباشر فيها هو الاسلام ولا قيمة فيها للأكشاك الحزبية وتصريحات السياسيين الهزلية عن الاستبداد وذلك التهريج السياسي الذي يطلقه البعض من حين لآخر والثورات هنا ليست معارضة سياسية وهي ثورات تحرر يعمل فيها الوكيل المحلي (عصابة السفاح بشار في سوريا وعصابة الانقلاب في مصر) كصبي منفذ لأوامر أسياده في الكيان الصهيوني مباشرة (لاحظ الحدود تماس سوريا ومصر مع فلسطين وتصريحات شاويش الانقلاب عن قدرة نتن ياهو على قيادة العالم لتدرك أن اللعبة كلها في مصر وسوريا في يد الكيان الصهيوني)

والعدو الذي يحارب بهذه الطريقة ليس أمامه الا مسارين فقط, اما ان ينتصر على عدوه (الثورة في مصر وسوريا) ويعيده لخانة العبودية واما أن ينهزم

المعركة صفرية والحرب على الاسلام مباشرة وأي طرح مخالف لهذا هو محض حماقة أو تضليل متعمد فاما أن ترضى بالانقلاب والعبودية للاحتلال الذي يمثله الانقلاب واما ان تنتصر على الانقلاب وتزيل مؤسساته إلى الأبد ليس هناك حل ثالث

كما يجب أن تكون الثورة اسلامية فقط دون أي شوائب, ولا يمكن أن تحارب عدوا يحارب الاسلام وانت ترفع شعارات العيش والحرية والعدالة الاجتماعية .. حضرتك لست موظفا في شركة تطالب بعلاوة عيد العمال تشتري بها بطيخة

* هذا المقال هو تلخيص لبعض الأفكار التي قمتُ بطرحها في أكثر
 من مقال ولقاء تليفزيوني وعدد من المنشورات
‫#‏آيات_عرابي‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق