الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

للقصة بقية- الإخوان والعسكر


للقصة بقية- الإخوان والعسكر




تسعون عاماً تقريباً على علاقة جماعة الإخوان المسلمين في مصر بالمؤسسة العسكرية.. علاقة تفاوتت بين الشراكة في الوصول إلى السلطة، إلى الصدام، فالسجون والمعتقلات، من عهد عبد الناصر إلى السادات فمبارك.

وبعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011 ووصول الإخوان إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، تم الانقلاب على التجربة الديمقراطية الوليدة، ومن ثم عادت البلاد من جديد إلى المربع الأول بنفي قادة من الإخوان إلى الخارج والزج بآخرين في السجون.

لكنَّ ما ميّز كل هذه الفترات خروج كل رؤساء مصر من رحم المؤسسة العسكرية، باستثناء محمد مرسي الذي جاء بالانتخاب المباشر.
ورغم المد والجزر في علاقة الطرفين، ظل الإخوان في حالة شك دائم في المؤسسة العسكرية منذ انقلاب عبد الناصر عليهم يوم تشاركوا معه في الانقلاب على الملك فاروق.
حلقة (2017/8/28) من برنامج "للقصة بقية" عرضت الفيلم الوثائقي "الإخوان والعسكر"، وناقشته مع ضيوف الحلقة الدكتور عصام عبد الشافي أستاذ العلوم السياسية ومدير المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية، وكبير الباحثين في معهد بوتوماك للدراسات السياسية الدكتور توفيق حميد.
ثنائية خاطئة
في البداية اعترض الدكتور عبد الشافي على ثنائية "الإخوان والعسكر" واعتبرها خاطئة ومعيبة، مؤكدا أن الوصف الأدق هو العلاقة المدنية العسكرية.
وأضاف أن الإخوان المسلمين قوة مدنية، وبالتالي الصراع مع العسكر ليس أيدولوجيا، بل باعتبار الإخوان تيارا مدنيا وصل إلى السلطة، مما قد يؤدي إلى تدمير مقدرات إمبراطورية عسكرية تأسست منذ عام 1952 وحتى اليوم.
ويرى عبد الشافي أنه إذا وصل أي فصيل سياسي بأي توجه وهوية ويحمل أجندة تتعارض مع المؤسسة العسكرية، فإنها كانت ستتعامل معه كما تعاملت مع الإخوان.
وأوضح أن هناك ثنائية أخرى هي ثنائية "الفساد والاستبداد"، فالنظم العسكرية منذ عام 1952 تسعى لإغراق كل التيارات السياسية في منظومة فساد، لأنها لا تعيش في جو من النزاهة والرقابة والشفافية، وبالتالي تسعى لشراء كل التيارات السياسية دون استثناء.
وتابع "لكن هناك بعض التيارات يصعب شراؤها، فبالتالي يكون التعامل معها بالعمل على الاستئصال أو التشويه أو التدمير أو القضاء عليها بالمطلق".
واعتبر عبد الشافي أن استمرار إطلاق مثل هذه الثنائية "الإخوان والعسكر" يعطي مبررا للمؤسسة العسكرية للاستمرار في سياسات الاستئصال والإقصاء.
وأكد أن الواقع الآن يقول إن مصر أصبحت جيشا له دولة وليس العكس، مشددا على أن المخطط الأول للانقلاب على الثورة بدأ منذ تنحي مبارك عن الحكم يوم 11 فبراير/شباط 2011.
اتجاهان متعاكسان
من جانبه، يرى الدكتور توفيق حميد أن العلاقة بين الإخوان والعسكر علاقة بين اتجاهين متعاكسين تماما، أحدهما يريد صورة مدنية للدولة فيها المواطنة هي الأساس ولا يوجد بها دين أعلى من الآخر، والآخر يريد فكرا إسلاميا يصفه البعض بالمتطرف، وهو اتجاه لصورة أخرى من الدولة لا ترى المواطنة أساسا لها.
وأضاف أن كينونة الدول تقوم أساسا على البعدين الأمني والاقتصادي، فإن لم يكن هناك أمن فلا توجد دولة، وإن لم يكن هناك اقتصاد فالدولة تنهار.
واستطرد أن "عبد الفتاح السيسي جاء إلى الحكم عبر ثورة شعبية، والكل شهد أن ملايين من البشر نزلت لتطالب السيسي بالترشح وإقالة مرسي، وهو نفس ما حدث في 25 يناير".
وبشأن البعد الأمني بعد تولي السيسي يرى حميد أن معدلات الأحداث والاضطرابات الأمنية في تراجع، وعلى الصعيد الاقتصادي فإن درجة مصر الائتمانية تزداد منذ مجيء السيسي إلى الحكم رغم كل المشاكل.
وأكد أن الخيار كان ما بين هيمنة المؤسسة العسكرية بدرجة ما، أو أن نفقد الدولة بأكملها، كما فُقدت المؤسسة العسكرية في ليبيا واليمن وغيرهما وانهار البلدان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق