قصة حياة نكتة سورية
تقول النكتة القديمة: إنه جرى سباق بين المخابرات الأميركية والفرنسية والسورية على صيد أرنب أطلق في غابة.
اصطادت المخابرات الأميركية الأرنب بعد ربع ساعة، وتقول مصادر مقرّبة ومطّلعة: إنها كانت قد زرعت شريحة إلكترونية تحت جلد الأرنب، وتابعته بالأقمار الصناعية، أما المخابرات الفرنسية، فأحضرته بعد ساعة، وتقول المصادر نفسها: إنّ الاستخبارات الفرنسية لجأت إلى الكلاب السلوقية، ولأنّ الكلاب غير مضمونة، فالأرانب تتفوق عليها في السرعة، لأنها تركض من أجل الحياة. أما الكلاب، فتركض من أجل الموت، لذلك احتاطت للأمر بزرع أرنبةٍ بيضاء، كانت قد واعدت الأرنب "رانديفو" في أحد الجحور، ولا يُعرف أي السبيلين هو الذي قاده إلى الهدف، هل هي الكلاب السلوقية، أم هي الأرنبة التي أبلغت عنه، وهما في فراش البلاي بوي؟
اصطادت المخابرات الأميركية الأرنب بعد ربع ساعة، وتقول مصادر مقرّبة ومطّلعة: إنها كانت قد زرعت شريحة إلكترونية تحت جلد الأرنب، وتابعته بالأقمار الصناعية، أما المخابرات الفرنسية، فأحضرته بعد ساعة، وتقول المصادر نفسها: إنّ الاستخبارات الفرنسية لجأت إلى الكلاب السلوقية، ولأنّ الكلاب غير مضمونة، فالأرانب تتفوق عليها في السرعة، لأنها تركض من أجل الحياة. أما الكلاب، فتركض من أجل الموت، لذلك احتاطت للأمر بزرع أرنبةٍ بيضاء، كانت قد واعدت الأرنب "رانديفو" في أحد الجحور، ولا يُعرف أي السبيلين هو الذي قاده إلى الهدف، هل هي الكلاب السلوقية، أم هي الأرنبة التي أبلغت عنه، وهما في فراش البلاي بوي؟
يجب أن نقرَّ أن المخابرات السورية قوية، تنافس مخابرات دول الفيتو، فلكل دولة من دول حوض الفيتو حق واحد في النقض، أما سورية فلها حقان؛ صيني وروسي.
حاصله: جاء دور المخابرات السورية لصيد الأرنب، من غير كلابٍ سلوقية، ولا أقمار صناعية، ولا رانديفو، ومضت ساعة إثر ساعة، وحان موعد عودة الشمس إلى البيت، فقرر الأمريكان والفرنجة، الإغارة عليهم، وضبطوهم بالجرم المشهود، كانت المخابرات السورية الفاضلة تعذِّب حماراً في فرع الجوية، وقد مات تحت التعذيب، فأحضروا حماراً آخر، اعترف بأنه أرنب، وهو في الرمق الأخير.
هذه هي النسخة القديمة من النكتة، بعد التطوير والتحديث، وهي من أيام الاستقلال، أما في عصر الأسد، فقد تعرّضت النكتة لموجة ثالثة من التطوير والتحديث، وباتت المخابرات أقوى، وحازت على خبراتٍ هائلةٍ في جمهورية "أبواط وأرانب".
الخبر الصحيح أن المخابرات السورية أعلنت أنها اصطادت الأرنب، قبل بدء المسابقة، وفي لحظة إعلانها، أسرع من العفاريت الزرق، تلخص براعتها العبارة الإعلامية: "الحدث قبل الحدث".
قال الراوي: أرسلت القيادة، الحكيمة طبعاً، من كل فرع مخابرات عنصراً منتخباً للمسابقة، حتى تتبادل الخبرة، وتضمن الجائزة، فسورية كانت تصدّر المخابرات إلى الأشقاء العرب. وفي ذلك قال عضو مجلس شعب لسيد الوطن: إنه يستحق أن يحكم العالم، وكان ذلك ممكناً لو كان العالم كله أرانب. والمخابرات هي صناعة سورية الأسد الثقيلة الوحيدة، قبل أن تظهر صناعة الدراما. وللعلم، الدراما من شؤون الأرانب التي تأكل الجزر ليقوى نظرها، حتى تتابع الدراما وبطولات أبي شهاب، وطرائف جودة وخميس. المهم أن المخابراتان، الأميركية والفرنسية، ذهلتا من سرعة المخابرات السورية، ثم تبيّن أنّ الأرنب المصيود أنثى، وهو غير الأرنب الذكر الذي أطلق في الصحراء، فالأقمار الصناعية ما تزال تقول إنّ الهدف مختبئ في أحد الجحور، وظهر أن المخابرات السورية بارعةٌ في فن البدائل، ودليل ذلك نسخ سهيل النمر. أما المفارقة الثانية فكانت ظهور غزالة على التلفزيون، اعترفت بأنها أرنبة إرهابية، وأن الجماعات الإرهابية كانت قد سبتها وشغلتها في سفاح القربى والمحارم. وكانت هويتها بيدها، وعليها صورة زرافة.
فيما بعد كشفت مصادر إخبارية بالصوت والصدى، وبالصورة، ملوّن وأسود وأبيض، وبالرائحة، أنّ أحد الفروع استخدم غاز السارين في قتل كل الأرانب والطيور في منطقة المباراة. وظهر محلل سياسي، شرح سبب اختيار الأرنب السباق من بين الحيوانات، فأكّد أنّ الأرنب حيوان إرهابي، سريع في الجري والنكاح، والنسل والإنجاب، ويقضي وقته في صناعة القنبلة الديمغرافية، حتى إنه صار شعاراً لمجلات البلاي بوي الإباحية، فلولا الأرنب، لمات سكان الغوطة من الجوع، فهو الذي منعهم من الركوع. ولذلك بادرت الجهات المختصة البطلة إلى القضاء عليها، حرصاً على سلامة الوطن وأمنه واستقراره، وهي أكبر الجوائز.
لكن جهة رسمية "مختصة" صرحت قائلة: الأرنب قضى في حادث سير بسبب زيادة السرعة! وقالت: إنه لم يمتثل لوصية المرور الشهيرة: لا تسرع، الرئيس أسرع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق