السقوط الأمريكي وزوال إسرائيل
محمد يوسف عدس
تغييرات جذرية في العالم تتسارع الآن خطاها بشكل غير معهود ، ربما صادم للمشاعر ، مزلزل للمعتقدات النمطية التي سكنت إليها العقول ، عقودًا طويلة من الزمن حتى أصبحت من المسلّمات التي لا تقبل نزاعًا أو تخضع للشكوك..من بينها: استمرار أمريكا في مقعد السيطرة المطلقة على العالم ، وتصاعد القوة الإسرائيلية أمام المقاومة الفلسطينية ، بدعم من القوة العظمى الوحيدة في العالم ، التي تسخّرسطوتها العسكرية وسيطرتها السياسية لتمزيق الدول العربية والإسلامية التي يُخْشى من انحيازها لحق الفلسطينيين في المقاومة المسلحة ولاستعادة أرضهم المغتصبة ..
وفي تقدير الحسابات الصهيونية-الأمريكية أن اختلال موازين القوة في الصراع العربي الإسرائيلي سينتهى في مراحله النهائية بالقضاء على المقاومة الفلسطينية ؛ بفعل التفسّخ الداخلي ، والضغوط الخارجية .. وانهيار العالم العربي والإسلامي أمام الإمبراطورية الصهيونية الزّاحفة..
ولابد أن أعترف بأن الظواهر كلها تعزز هذه المعتقدات ، وتؤكّد أن إمبراطورية اليهود -في سعيها الحثيت لتحقيق مخططاتها وأهدافها- تنطلق في قفزات غير مسبوقة ، غير متوقعة حتى من أشد الإسرائيليين تفاؤلًا ، وأكثرالصهاينة ضراوة في العالم ..
ودعنى أسرد لك بإيجاز وبغير تفصيل أهم الأحداث التي أدّت إلى هذا الموقف:
أولا- الانهيار المأساوي للثورة العربية .. وانتصار الثورة المضادة ، وعلى الأخصّ الانقلاب العسكري في مصر..
ثانيًا- الاختراق الإسرائيلي للمجتمعات والسلطات العربية في مصر و دول الخليج العربي .. وقدرتها على تسخير أموال البترول في تدمير القوى الثائرة والمعارضة للحكومات العميلة الموالية لإسرائيل..
ثالثا- التدخّل الأمريكي السافر والباطش لدونالد ترَمْب تعزيزًا لموقف إسرائيل ، والذى عبّر عنه بصراحة مهينة لرؤساء دول الخليج: تريدون الحماية لأنفسكم واستمرار أسركم في السلطة ، ادفعوا ثمن الحماية ، واعلموا ضمنًا أن طريقكم إلى واشنطن وإلى الرضا الأمريكي لابد أن ياتى إلينا من خلال إسرائيل ورضائها عنكم .. ولا سبيل لكم غير هذا ..
وهنا نأتى إلى نقطة بالغة الأهمية من فكر هذا المفكر الإسلامي العظيم .. فقد تنبّأ بانهيار النظام الشيوعى.. فى غضون عشرين عاما .. وقد تحققت نبوءته فى موعدها.. وفى عام 1996 تنبَّا بانهيار سطوة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم فى غضون [ثلاثين سنة].. وذكر على وجه التحديد أن هذا سيبدأ بسقوط أخلاقي فاضح .. على مرأى ومشهد من العالم كله.
ولابد أن أعترف بأن الظواهر كلها تعزز هذه المعتقدات ، وتؤكّد أن إمبراطورية اليهود -في سعيها الحثيت لتحقيق مخططاتها وأهدافها- تنطلق في قفزات غير مسبوقة ، غير متوقعة حتى من أشد الإسرائيليين تفاؤلًا ، وأكثرالصهاينة ضراوة في العالم ..
ودعنى أسرد لك بإيجاز وبغير تفصيل أهم الأحداث التي أدّت إلى هذا الموقف:
أولا- الانهيار المأساوي للثورة العربية .. وانتصار الثورة المضادة ، وعلى الأخصّ الانقلاب العسكري في مصر..
ثانيًا- الاختراق الإسرائيلي للمجتمعات والسلطات العربية في مصر و دول الخليج العربي .. وقدرتها على تسخير أموال البترول في تدمير القوى الثائرة والمعارضة للحكومات العميلة الموالية لإسرائيل..
ثالثا- التدخّل الأمريكي السافر والباطش لدونالد ترَمْب تعزيزًا لموقف إسرائيل ، والذى عبّر عنه بصراحة مهينة لرؤساء دول الخليج: تريدون الحماية لأنفسكم واستمرار أسركم في السلطة ، ادفعوا ثمن الحماية ، واعلموا ضمنًا أن طريقكم إلى واشنطن وإلى الرضا الأمريكي لابد أن ياتى إلينا من خلال إسرائيل ورضائها عنكم .. ولا سبيل لكم غير هذا ..
وكانت النتيجة الفورية مذهلة: 460 مليار دولار من السعودية لمصانع السلاح الأمريكية .. وتمكين إسرائيل من تيران وصنافير تمهيدا لسيطرتها على سيناء بأكملها .. ومواصلة تدعيم الانقلابي العميل في مصر كجزء من مخطط سرّى مشئوم لم يتضح -إلا القليل- من معالمه الخفية حتى الآن..
إلى هنا نصل إلى ذروة السناريو الخبيث ، الذى يتوقع أصحابه أن تتوالى عمليات الانهيارالتلقائي في كل الجبهات العربية والإسلامية التي لا تزال تتشبث بالمقاومة ، أو بفكرة المقاومة ، أو تحلم ، بانبعاث ثورة عربية أو إسلامية جديدة .. تعيد الأمل إلى القلوب الميّتة لتستيقظ مرة أخرى..
في مقابل هذه الرؤية القاتمة الموئِسة ، يستطيع بعض المفكرين والحالمين أن يروا بصيصًا من أمل خلف الظلام الكثيف ، وأن يلمحوا -بحسٍّ عميق الغور- جذوة من نار تتلمّظ ، تحت التراب والأنقاض المتراكمة .. ولعلّى أكون واحدًا من هؤلاء الذين لم تجرفهم ظواهر الأشياء ، ولا ينخدعون بالأمر الواقع ، ولا يستسلمون لمظاهر البطش والقهر ، المتسلّط ؛ إذْ يرون في هذا كله مخالفة للطبيعة السوية ، وتصادم مع سنن الله في الكون والمجتمعات الإنسانية ، بل يرون أن الله لا يمكن أن يقبل بالظلم المروّع ، ولا أن يفلت من عقابه الذين تجرأوا على دينه ، واخترعوا لأنفسهم دينًا طاغوتيًّا يريدون أن يفرضوه على عباد الله ، بقوة السلاح ، وبالمكر والخداع والأكاذيب..
من هذا المنطلق هناك من يرى أن مجموعة أخرى من العوامل الكونية قد تكون خافية على الغالبية العظمى من الناس الذين تسمّرت أعينهم على ظواهر الأشياء المادية .. ولكنها تتجلّى واضحة لفريق آخر من المفكرين ، يطمئنون إليها ، ويؤمنون بأنها قادمة لا محالة مهما تفاقم الظلم واستحكم القهر والاستبداد والفساد في الأرض .. ولسان حالهم يقول مع القرآن الكريم {إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًأ}.
فلا تعجب أن يرى هذا الفريق من الناس أن أمريكا تفقد سيطرتها تدريجيّا على العالم ، وأن زوال إسرائيل من الوجود مصير محتوم .. وأن للمؤمنين صحوة ليست بالبعيدة سيقودون فيها الزحف لتحقيق سنن الله في المجتمعات الإنسانية ؛ بإقامة العدل وتحقيق السلام ، والانتصار للحق والكرامة الإنسانية المُهدرة.
ولنبدأ بأولهم ؛ لا بالسبق الزمني ، ولا بأكثرهم شهرة أو أفضلية ، وإنما لأن تنبّؤاته أكثر تفصيلًا ولأنه قد ثبت تحققها في أكثر من واقعة ؛ ما كان غيره يحلم بوقوعها .. وذلك هو المفكّر الملهم والفيلسوف الإسلامي "على عزت بيجوفيتش".
أعلم من دراستى المستفيضة عنه ، عبر أكثر من عقدين من الزمن – أنه أحد المفكرين القلائل فى هذا العالم الذين لا يطلقون الأحكام جزافا.. وقد آتاه الله من الحكمة وعمق البصيرة مع قدرة هائلة على التحليل الدقيق ، وعمق النظر فى أحداث التاريخ وفى الطبيعة الإنسانية ..
إلى هنا نصل إلى ذروة السناريو الخبيث ، الذى يتوقع أصحابه أن تتوالى عمليات الانهيارالتلقائي في كل الجبهات العربية والإسلامية التي لا تزال تتشبث بالمقاومة ، أو بفكرة المقاومة ، أو تحلم ، بانبعاث ثورة عربية أو إسلامية جديدة .. تعيد الأمل إلى القلوب الميّتة لتستيقظ مرة أخرى..
في مقابل هذه الرؤية القاتمة الموئِسة ، يستطيع بعض المفكرين والحالمين أن يروا بصيصًا من أمل خلف الظلام الكثيف ، وأن يلمحوا -بحسٍّ عميق الغور- جذوة من نار تتلمّظ ، تحت التراب والأنقاض المتراكمة .. ولعلّى أكون واحدًا من هؤلاء الذين لم تجرفهم ظواهر الأشياء ، ولا ينخدعون بالأمر الواقع ، ولا يستسلمون لمظاهر البطش والقهر ، المتسلّط ؛ إذْ يرون في هذا كله مخالفة للطبيعة السوية ، وتصادم مع سنن الله في الكون والمجتمعات الإنسانية ، بل يرون أن الله لا يمكن أن يقبل بالظلم المروّع ، ولا أن يفلت من عقابه الذين تجرأوا على دينه ، واخترعوا لأنفسهم دينًا طاغوتيًّا يريدون أن يفرضوه على عباد الله ، بقوة السلاح ، وبالمكر والخداع والأكاذيب..
من هذا المنطلق هناك من يرى أن مجموعة أخرى من العوامل الكونية قد تكون خافية على الغالبية العظمى من الناس الذين تسمّرت أعينهم على ظواهر الأشياء المادية .. ولكنها تتجلّى واضحة لفريق آخر من المفكرين ، يطمئنون إليها ، ويؤمنون بأنها قادمة لا محالة مهما تفاقم الظلم واستحكم القهر والاستبداد والفساد في الأرض .. ولسان حالهم يقول مع القرآن الكريم {إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًأ}.
فلا تعجب أن يرى هذا الفريق من الناس أن أمريكا تفقد سيطرتها تدريجيّا على العالم ، وأن زوال إسرائيل من الوجود مصير محتوم .. وأن للمؤمنين صحوة ليست بالبعيدة سيقودون فيها الزحف لتحقيق سنن الله في المجتمعات الإنسانية ؛ بإقامة العدل وتحقيق السلام ، والانتصار للحق والكرامة الإنسانية المُهدرة.
ولنبدأ بأولهم ؛ لا بالسبق الزمني ، ولا بأكثرهم شهرة أو أفضلية ، وإنما لأن تنبّؤاته أكثر تفصيلًا ولأنه قد ثبت تحققها في أكثر من واقعة ؛ ما كان غيره يحلم بوقوعها .. وذلك هو المفكّر الملهم والفيلسوف الإسلامي "على عزت بيجوفيتش".
أعلم من دراستى المستفيضة عنه ، عبر أكثر من عقدين من الزمن – أنه أحد المفكرين القلائل فى هذا العالم الذين لا يطلقون الأحكام جزافا.. وقد آتاه الله من الحكمة وعمق البصيرة مع قدرة هائلة على التحليل الدقيق ، وعمق النظر فى أحداث التاريخ وفى الطبيعة الإنسانية ..
مما يجعلنا نقف لنتأمل طويلا فى كلامه عندما يقول: "إن التقدّم المادي والتقنيّ [وحدهما] يتحوّلان إلى بربرية ويؤديان إلى كوارث إنسانية وأخلاقية .. وجرائم بشعة ضد البشر".
أقول: لقد حدث هذا فى الماضى دائما.. ولكنه تمّ بعيدا عن أعين الناس وفى غفلة من الوعى، والتضليل الذى تكفّلت به الحملات الدعائية من صحافة وإعلام .. حتى عندما عُرفت هذه الجرائم فيما بعد كانت تُعالج على مستوى السرد التاريخي البارد بعد أن فقد الحدث حدّته وحرارته ..
وهكذا تلقّينا الجرائم الأمريكية فى الحرب العالمية الثانية [أقصد على وجه التحديد تدمير مدينتى هيروشيما ونجازاكى بالقنابل الذرية دون مبرر]، فقد كانت اليابان قد أعلنت إستعدادها لوقف الحرب والتسليم بالهزيمة العسكرية ؛ ولكن رغبة أمريكا العارمة في تدمير القوة اليابانية الصاعدة ، وبتجربة السلاح النووي الجديد الذى أصبح في حوزتها- جعلها ترفض أي احتمال آخر يعوقها عن ارتكاب جريمتها.. وكأنه قدر حتمي لا فكاك منه .. ولأننا لم نشاهد الحدث المروّع في حينه وعند وقوعه ، وإنما تلقّيْناه بعد ذلك ، كخبر بارد لاحرارة فيه .. ولا تفصيل- مر على ذاكرتنا كأي خبر تاريخي آخر.
كما تلقينا الجرائم الإسرائيلية فى الحرب الفلسطينية الأولى (1948) أخبارًا باردة، فسمعنا عن المجازر الإسرائيلية فى دير ياسين وغيرها من القرى الفلسطينية ولم نَرَهَا ..
أما فى الإنتفاضات المعاصرة فقد رأينا الأحداث فور وقوعها أو رأيناها كما وقعت ، والحدث ما يزال حارا ينزف دمًا: رأينا الطفل الفلسطيني محمد الدّرة يُقتل برصاص الجنود الإسرائيليين وهو يحتمى بحضن أبيه .. ورأينا الطفل المسلم جسدا مقطوع الرأس بين يدى أبيه فى مجزرة قانا اللبنانية ، وشاهدنا مجزرة صابرا وشاتيلا .. ورأينا على شاشات التلفزة العالمية ضحايا التعذيب الأمريكي فى سجنيْ أبو غريب وجوانْتنامو.. ولم تنجح الأكاذيب الإعلامية فى محو هذه الصور الرهيبة من عقول الناس وذاكرتهم ؛ فقد أصبح الإعلام الصادق والصورة المنشورة عدوّا لأمريكا ولإسرائيل ..
أقول: لقد حدث هذا فى الماضى دائما.. ولكنه تمّ بعيدا عن أعين الناس وفى غفلة من الوعى، والتضليل الذى تكفّلت به الحملات الدعائية من صحافة وإعلام .. حتى عندما عُرفت هذه الجرائم فيما بعد كانت تُعالج على مستوى السرد التاريخي البارد بعد أن فقد الحدث حدّته وحرارته ..
وهكذا تلقّينا الجرائم الأمريكية فى الحرب العالمية الثانية [أقصد على وجه التحديد تدمير مدينتى هيروشيما ونجازاكى بالقنابل الذرية دون مبرر]، فقد كانت اليابان قد أعلنت إستعدادها لوقف الحرب والتسليم بالهزيمة العسكرية ؛ ولكن رغبة أمريكا العارمة في تدمير القوة اليابانية الصاعدة ، وبتجربة السلاح النووي الجديد الذى أصبح في حوزتها- جعلها ترفض أي احتمال آخر يعوقها عن ارتكاب جريمتها.. وكأنه قدر حتمي لا فكاك منه .. ولأننا لم نشاهد الحدث المروّع في حينه وعند وقوعه ، وإنما تلقّيْناه بعد ذلك ، كخبر بارد لاحرارة فيه .. ولا تفصيل- مر على ذاكرتنا كأي خبر تاريخي آخر.
كما تلقينا الجرائم الإسرائيلية فى الحرب الفلسطينية الأولى (1948) أخبارًا باردة، فسمعنا عن المجازر الإسرائيلية فى دير ياسين وغيرها من القرى الفلسطينية ولم نَرَهَا ..
أما فى الإنتفاضات المعاصرة فقد رأينا الأحداث فور وقوعها أو رأيناها كما وقعت ، والحدث ما يزال حارا ينزف دمًا: رأينا الطفل الفلسطيني محمد الدّرة يُقتل برصاص الجنود الإسرائيليين وهو يحتمى بحضن أبيه .. ورأينا الطفل المسلم جسدا مقطوع الرأس بين يدى أبيه فى مجزرة قانا اللبنانية ، وشاهدنا مجزرة صابرا وشاتيلا .. ورأينا على شاشات التلفزة العالمية ضحايا التعذيب الأمريكي فى سجنيْ أبو غريب وجوانْتنامو.. ولم تنجح الأكاذيب الإعلامية فى محو هذه الصور الرهيبة من عقول الناس وذاكرتهم ؛ فقد أصبح الإعلام الصادق والصورة المنشورة عدوّا لأمريكا ولإسرائيل ..
ولذلك سحقت الدبابة الإسرائيلية الصحفية الأمريكية "ميشيل كورى" فى غزة .. وقتل الأمريكيون المصورين والصحفيين فى الحرب على العراق ؛ واختطفوا سامى الحاج مصور الجزيرة لتعذيبه فى جوانتانامو بدون محاكمة سبع سنوات.. وزميله الصحفي تيسير علّونى يقضى أسوأ أيامه فى سجون ومحاكم أسبانيا حتى اليوم.. وكان كل ذلك عقابا لمن تجرّأ على تصوير الحقيقة ونشرها .. وإرهابًا لكل من تسوّل له نفسه أن يفعل ذلك فى المستقبل .. وهذا هو قمة السقوط الأخلاقى الذى تنبأ به على عزت بيجوفيتش منذ أكثر من عشرين سنة مضت.
وهنا نأتى إلى نقطة بالغة الأهمية من فكر هذا المفكر الإسلامي العظيم .. فقد تنبّأ بانهيار النظام الشيوعى.. فى غضون عشرين عاما .. وقد تحققت نبوءته فى موعدها.. وفى عام 1996 تنبَّا بانهيار سطوة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم فى غضون [ثلاثين سنة].. وذكر على وجه التحديد أن هذا سيبدأ بسقوط أخلاقي فاضح .. على مرأى ومشهد من العالم كله.
فى ذلك الوقت كانت كل من حرب أفغانستان و العراق فى علم الغيب ولم يكن هناك أبو غريب ولا جوانتانامو ولا سمع أحد بسجون الإعتقال الأمريكية السرية حول العالم.. وما يجرى فيها على أيدى الأمريكيين و عملائهم من فضائح مخزية ... !!
يقول بيجوفيتش ردًّا على سؤال بهذا الصدد : " إستنتاجا مما قرأت وخبرت أعتقد أن أوربا ستتحول كلها إلى منطقة موحّدة وأن الشرق الأقصى سيكون مركز العالم .. أما أمريكا فستفقد سيطرتها على العالم .. لا بسبب ضعفها العسكري ولكن بسبب سقوطها الأخلاقي...!! وهذا هو السياق العالمى الذى ستعيش فيه البوسنة..." إلى آخر ماقاله الرجل عن صربيا وكرواتيا وقد تحقق بحذافيره مما لا يقع فى مجال إهتمامى الآن ...
يذكّرنى هذا الكلام بواقعة أخرى وبشخصية أخرى كان لها توقّعات فى نفس الإتجاه.. ورغم مرور زمن طويل عليها ولكنها من النوع الذى لايُمحى من الذاكرة مهما طال عليها الزمن..
يقول بيجوفيتش ردًّا على سؤال بهذا الصدد : " إستنتاجا مما قرأت وخبرت أعتقد أن أوربا ستتحول كلها إلى منطقة موحّدة وأن الشرق الأقصى سيكون مركز العالم .. أما أمريكا فستفقد سيطرتها على العالم .. لا بسبب ضعفها العسكري ولكن بسبب سقوطها الأخلاقي...!! وهذا هو السياق العالمى الذى ستعيش فيه البوسنة..." إلى آخر ماقاله الرجل عن صربيا وكرواتيا وقد تحقق بحذافيره مما لا يقع فى مجال إهتمامى الآن ...
يذكّرنى هذا الكلام بواقعة أخرى وبشخصية أخرى كان لها توقّعات فى نفس الإتجاه.. ورغم مرور زمن طويل عليها ولكنها من النوع الذى لايُمحى من الذاكرة مهما طال عليها الزمن..
مكان الواقعة هو مبنى جامعة قطر القديم وزمنها هو أول يوم فى القرن الهجريّ الخامس عشر.. كنت أهمُّ بدخول مبنى الجامعة فى صباح يوم ربيعيّ من أيام الدوحة عندما لفت نظرى شيخ وقور شديد التواضع ذو وجه متميز الملامح .. مُيَمّما شطر باب الجامعة فتمهّلت حتى لحق بى فلما نظرت إلى وجهه رأيت فى عينيه مزيجا من مشاعر حزن عميق واستشراف لآفاق بعيدة المدى .. مع ابتسامة واهنة ترفرف بخجل على شفتين مثقلتين بهموم غائرة فى القلب.. ورغم أنه قد مضى أكثر من عشرين عاما على آخر مرة رأيت فيها هذا الشيخ العظيم إلا أننى قلت فى نفسى: هذا الرجل -بسمْته والابتسامة الحزينة التى ترفر على شفتيه- لا يمكن إلا أن يكون هو الشيخ محمد الغزالى .. أقبلتُ عليه مغمورا فى موجة من الغبطة والسعادة.. وقلت له لا تجهد ذاكرتك فى استرجاعٍ للزمن فما أنا إلا تلميذ أحب أستاذه منذ كنت فى المدرسة الثانوية أقرأ كتبك وأعجب بفكرك كاتبا ثم خطيبا جريئا فى الحق ومتحدثا قوى الحجة والمنطق .. فمتى نستمع إليك من جديد...؟ وأجاب الشيخ: تُعقد هنا غدا ندوة عن القرن الخامس عشر الهجري وأنا مدعوّ للحديث فيها ...
تحدث الشيخ الغزالى فى الندوة وكان حديثه مغمورا بفيض من الأسى والحزن على حال المسلمين التعس فى هذا القرن الهجري.. قال : سيشهد المسلمون فى هذا القرن تدهورًا متصلا شديد الوطأة.. وخلاصة الأمر أنه سيكون من اسوأ القرون التى مرّت على الإسلام والمسلمين.
أقول: اليوم وبعد مرور سبعة وثلاثين عامًا : ألم تتحقق نبوءة هذاالرجل الذى يفكر بنور الله.. ؟؟ أليس هذا ما يحدث للمسلمين فى كل بلاد العالم بعد أن أعلنت أمريكا حربها الصليبية على الإسلام تحت راية القضاء على الإرهاب ..؟!
إنتهى الشيخ من حديثه فأطبق الصمت على القاعة لحظات شاع فيها جو من الأسى والإكتئاب فقد كانت الصورة التى رسمتها كلمات الشيخ عن أوضاع المسلمين المتردّية، وما يتوقعه لها خلال القرن الخامس عشر الهجرى- صورة بالغة السوء بالغة الهوان.. وأن على المسلمين أن ينتظروا المزيد من الكوارث فى هذا القرن الذى لم يستعدّوا له بأى زاد.. ولا عملوا شيئا يدْرَأُون به عن أنفسهم ما يتربص بهم من نوازل.. وتساءل البعض فى إلحاح شديد: ألا ترى يا شيخنا بارقة أمل للخروج من هذه المصيبة التى توشك أن تقع على العالم المسلم..؟!، قال الشيخ الغزالى: " بلى .. ولكنى لا أتوقع أن ترجح كفة العالم المسلم قبل نهاية النصف الأول من هذا القرن.. عندئذ سيكون المسلمون قد وعوْا الدرس جيدا.. واتخذوأ لأنفسهم مايكفيهم من وسائل القوة والتقدم الروحي والمادي.. وطرحوا خلفهم عهود الفساد والإستبداد والفُرقة .. وأدركوا مكامن القوة والضعف فى عدوّهم.. "
لو قمت بحسبة بسيطة لظهر لك تقاربًا مذهلا بين الثلاثين عاما التى قدّرها عزت بيجوفيتش كنهاية للسيطرة الأمريكية على العالم.. وبين بداية النصف الثانى للقرن الهجري التى قدّرها الشيخ الغزالي كبداية لرجحان كفة القوى لصالح الأمة المسلمة... فهل هذا محض صدفة.. أم أحلام تحقيق الرغبة..؟؟ أم هو القدر الذى يسوقه الله لهذه الأمة المنكوبة فى قياداتها، العميلة الخائنة ، المغلوبة على أمرها.. جزاء صبرها وصمودها.. واحتضانها لقوى المقاومة الحية الباسلة فيها..؟!
الأعجب من هذا تنبؤات الشيخ أحمد ياسين الزعيم الملهم للمقاومة الفلسطينية في برنامج "شاهد على العصر" مع أحمد منصور.. فقد قال مؤكّدًا يقينه بأن زوال إسرائيل سيكون في [عام 2027 م.] ، فلما سُئِل كيف حدّدت هذا العام بالذات .. فقال لشيخ: لأني أؤمن بالقرآن الكريم ، والقرآن حدثنا أن الأجيال تتغير كل 40 سنة.. ثم يتابع شارحا : "في الأربعين الأولى كان عندنا نكبة .. وفي الأربعين الثانية بدأت عندنا انتفاضة وتحدٍّ وقنابل.. وفي الأربعين الثالثة تكون النهاية إن شاء الله". .. ولم تكن هذه أول تنبؤات الشيخ ياسين ، فقد كانت له نبوءتان سابقتان تحقّقا كما تصورهما .. ووجه العجب هنا هو أن ما توقعه على عزت بيجوفيتش من انهيار السيطرة الأمريكية على العالم -وهي أكبر الداعمين لإسرائيل في العالم- يسبق نهاية إسرائيل كما توقعه الشيخ ياسين بعام واحد [بحسبة بسيطة: أضف ثلاثين عاما إلى سنة1996 ستجد النتيجة هي [عام 2026].. مطابقة مذهلة.. رغم أن الرجلين لم يلتقيا أبدًا ، وربما لم يسمع الشيخ عن على عزت بيجوفيتش ، في خضم مشاغله ومسؤولياته عن قيادة المقاومة الإسلامية.
أقول: إن بقاء السلاح فى يد المقاومة المسلمة ضد الاحتلال الأجنبي هو الضمان الأكيد لتحقيق نبوءة هؤلاء الرجال الملهمين : على عزت بيجوفيتش والشيخ أحمد ياسين والشيخ محمد الغزالى.. والذين يتصورون غير ذلك عليهم أن يراجعوا أنفسهم إن كان فيهم بقية من خير، وأن يزيحوا عن أعينهم غشاوة الفهم الخاطئ .. وسطوة الإعلام المغشوش ..
في مسلسل هذه الصدف العجيبة يقفز إلى ذاكرتى حديث شاهدته بنفسى على شاشة الجزيرة: لأستاذنا الكبير الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري يتحدث فى آخر مقابلة متلفزة له فى برنامج "زيارة خاصة" عندما سأله مذيع الجزيرة : ماهي آمالك فى المستقبل.. فأجاب بلا تردد: أن أري فلسطين محرّرة.. وعلق المذيع : لعل هذا أمل بعيد.. !! فأجاب المسيري بكل ثقة ويقين قال : لا ..لا .. بل أراه قريبًا إن شاء الله .
هذه إذن أربعة إستشرافات مثيرة لمستقبل أفضل ، يتنبأ فيها أربعة من المفكرين العظام بخلاص هذه الأمة وانتصارها المحتوم .. ولكن لا تزال أمام شعوبها عذابات لا بد من خوضها على طريق الحرية والبناء والتنمية .. بشرط أن تستمر روح المقاومة مشتعلة.. وتتواصل جهود التغيير فى الأنفس .. لانتشال هذه الأمة من وهدة القهر والتّفرّق والإستبداد...!
تحدث الشيخ الغزالى فى الندوة وكان حديثه مغمورا بفيض من الأسى والحزن على حال المسلمين التعس فى هذا القرن الهجري.. قال : سيشهد المسلمون فى هذا القرن تدهورًا متصلا شديد الوطأة.. وخلاصة الأمر أنه سيكون من اسوأ القرون التى مرّت على الإسلام والمسلمين.
أقول: اليوم وبعد مرور سبعة وثلاثين عامًا : ألم تتحقق نبوءة هذاالرجل الذى يفكر بنور الله.. ؟؟ أليس هذا ما يحدث للمسلمين فى كل بلاد العالم بعد أن أعلنت أمريكا حربها الصليبية على الإسلام تحت راية القضاء على الإرهاب ..؟!
إنتهى الشيخ من حديثه فأطبق الصمت على القاعة لحظات شاع فيها جو من الأسى والإكتئاب فقد كانت الصورة التى رسمتها كلمات الشيخ عن أوضاع المسلمين المتردّية، وما يتوقعه لها خلال القرن الخامس عشر الهجرى- صورة بالغة السوء بالغة الهوان.. وأن على المسلمين أن ينتظروا المزيد من الكوارث فى هذا القرن الذى لم يستعدّوا له بأى زاد.. ولا عملوا شيئا يدْرَأُون به عن أنفسهم ما يتربص بهم من نوازل.. وتساءل البعض فى إلحاح شديد: ألا ترى يا شيخنا بارقة أمل للخروج من هذه المصيبة التى توشك أن تقع على العالم المسلم..؟!، قال الشيخ الغزالى: " بلى .. ولكنى لا أتوقع أن ترجح كفة العالم المسلم قبل نهاية النصف الأول من هذا القرن.. عندئذ سيكون المسلمون قد وعوْا الدرس جيدا.. واتخذوأ لأنفسهم مايكفيهم من وسائل القوة والتقدم الروحي والمادي.. وطرحوا خلفهم عهود الفساد والإستبداد والفُرقة .. وأدركوا مكامن القوة والضعف فى عدوّهم.. "
لو قمت بحسبة بسيطة لظهر لك تقاربًا مذهلا بين الثلاثين عاما التى قدّرها عزت بيجوفيتش كنهاية للسيطرة الأمريكية على العالم.. وبين بداية النصف الثانى للقرن الهجري التى قدّرها الشيخ الغزالي كبداية لرجحان كفة القوى لصالح الأمة المسلمة... فهل هذا محض صدفة.. أم أحلام تحقيق الرغبة..؟؟ أم هو القدر الذى يسوقه الله لهذه الأمة المنكوبة فى قياداتها، العميلة الخائنة ، المغلوبة على أمرها.. جزاء صبرها وصمودها.. واحتضانها لقوى المقاومة الحية الباسلة فيها..؟!
الأعجب من هذا تنبؤات الشيخ أحمد ياسين الزعيم الملهم للمقاومة الفلسطينية في برنامج "شاهد على العصر" مع أحمد منصور.. فقد قال مؤكّدًا يقينه بأن زوال إسرائيل سيكون في [عام 2027 م.] ، فلما سُئِل كيف حدّدت هذا العام بالذات .. فقال لشيخ: لأني أؤمن بالقرآن الكريم ، والقرآن حدثنا أن الأجيال تتغير كل 40 سنة.. ثم يتابع شارحا : "في الأربعين الأولى كان عندنا نكبة .. وفي الأربعين الثانية بدأت عندنا انتفاضة وتحدٍّ وقنابل.. وفي الأربعين الثالثة تكون النهاية إن شاء الله". .. ولم تكن هذه أول تنبؤات الشيخ ياسين ، فقد كانت له نبوءتان سابقتان تحقّقا كما تصورهما .. ووجه العجب هنا هو أن ما توقعه على عزت بيجوفيتش من انهيار السيطرة الأمريكية على العالم -وهي أكبر الداعمين لإسرائيل في العالم- يسبق نهاية إسرائيل كما توقعه الشيخ ياسين بعام واحد [بحسبة بسيطة: أضف ثلاثين عاما إلى سنة1996 ستجد النتيجة هي [عام 2026].. مطابقة مذهلة.. رغم أن الرجلين لم يلتقيا أبدًا ، وربما لم يسمع الشيخ عن على عزت بيجوفيتش ، في خضم مشاغله ومسؤولياته عن قيادة المقاومة الإسلامية.
أقول: إن بقاء السلاح فى يد المقاومة المسلمة ضد الاحتلال الأجنبي هو الضمان الأكيد لتحقيق نبوءة هؤلاء الرجال الملهمين : على عزت بيجوفيتش والشيخ أحمد ياسين والشيخ محمد الغزالى.. والذين يتصورون غير ذلك عليهم أن يراجعوا أنفسهم إن كان فيهم بقية من خير، وأن يزيحوا عن أعينهم غشاوة الفهم الخاطئ .. وسطوة الإعلام المغشوش ..
في مسلسل هذه الصدف العجيبة يقفز إلى ذاكرتى حديث شاهدته بنفسى على شاشة الجزيرة: لأستاذنا الكبير الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري يتحدث فى آخر مقابلة متلفزة له فى برنامج "زيارة خاصة" عندما سأله مذيع الجزيرة : ماهي آمالك فى المستقبل.. فأجاب بلا تردد: أن أري فلسطين محرّرة.. وعلق المذيع : لعل هذا أمل بعيد.. !! فأجاب المسيري بكل ثقة ويقين قال : لا ..لا .. بل أراه قريبًا إن شاء الله .
هذه إذن أربعة إستشرافات مثيرة لمستقبل أفضل ، يتنبأ فيها أربعة من المفكرين العظام بخلاص هذه الأمة وانتصارها المحتوم .. ولكن لا تزال أمام شعوبها عذابات لا بد من خوضها على طريق الحرية والبناء والتنمية .. بشرط أن تستمر روح المقاومة مشتعلة.. وتتواصل جهود التغيير فى الأنفس .. لانتشال هذه الأمة من وهدة القهر والتّفرّق والإستبداد...!
نشر في 19/07/2017
المسيري في برنامج زيارة خاصة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق