سهامنا الطَّائشة وبوصلتنا المُعَطَّلَة !!
مع كل نازلة يصبها الانقلابيون على رؤوس المصريين، تجتاح العالم الأزرق موجات التشفي، وعواصف الشماتة في هذا الشعب المسكين، وكأن الـ ١٠٠ مليون مصري جميعهم يستحقون اللعنة !!
هل نسي هولاء الشامتون، أن هناك ١٣ مليون مصري - على الأقل - أثبتوا ولاءهم لثورة ٢٥ يناير، أثناء التصويت في انتخابات الرئاسة ٢٠١٢ ؟!
إذا أضفنا إليهم ذويهم، فإن العدد يصل إلى ٤٠ مليونا على الأقل ..فما بالنا إذا أضفنا إليهم عدة ملايين أخرى من المصريين البسطاء، غير المعنيين بالشأن السياسي، ولا يهمهم من يحكم ..
هؤلاء جميعا يعانون - أيضا - من آثار هذه النوازل والصواعق، وليس الانقلابيين ومؤيدي السيسي وحدهم ..
قلت مرارا وتكرارا، وها أنا أكرر مجددا ..
السيسي لم يُؤت به ليحكم مصر، بل جيء به لتخريب مصر، وإشاعة الشحناء والبغضاء بين أهلها، وصولا لاحتراب مجتمعي طاحن، هو أسوأ ألف مرة من أي حرب أهلية، الهدف منه، أن يبيد الشعب المصري نفسه بنفسه، ذلك الشعب الذي يقف حجر عثرة - دون أن يدري بسبب عدده الكبير - أمام مخططات التفكيك والتفتيت ..
السيسي لم يُؤت به ليحكم مصر، بل جيء به لتخريب مصر، وإشاعة الشحناء والبغضاء بين أهلها، وصولا لاحتراب مجتمعي طاحن، هو أسوأ ألف مرة من أي حرب أهلية، الهدف منه، أن يبيد الشعب المصري نفسه بنفسه، ذلك الشعب الذي يقف حجر عثرة - دون أن يدري بسبب عدده الكبير - أمام مخططات التفكيك والتفتيت ..
مجرد وجود شعب بهذا العدد الكبير، يعني مشكلة كبيرة جدا بالنسبة للعدو، حتى لو كان هذا الشعب جاهلا ومريضا، ومستلبا ..
فما السبيل لإبادته، أو القضاء على أكبر عدد منه ؟
السبيل هو الاحتراب المجتمعي ..
لماذا أسميه احترابا مجتمعيا، وليس حربا أهلية ؟
لأن الحرب الأهلية تكون بين عرقيات وطوائف، يسيطر كل منها على مساحة من الأرض، تشكل الملاذ الآمن أو (الوطن الحقيقي) للعرق أو الطائفة ..
في مصر، لا طوائف ولا عرقيات ..
الكل متداخل في الكل ..
البناية الواحدة، قد تجد فيها البحراوي والصعيدي والمسلم والمسيحي، وعابد الشيطان، والشيوعي، والمنتقبة، والراقصة !!
لا مكان آمن، ولا حواجز تفصل بين المتناحرين ..
وما هو الاحتراب المجتمعي ؟!
هو العدوان على الآخر (أي آخر) بهدف الحصول على ما يسد الرمق ..
الوطن، يصبح مثل الغابة التي أصابها الجفاف، الضعيف فيها هو الهدف، وما أكثر الضعفاء من النساء والأطفال والعجائز ..
في هذه الغابة البائسة، يصبح القتل (وظيفة)، والسرقة (مهنة)، وخطف الرهائن (طقس يومي) في طول مصر وعرضها ..
إنها الفوضى في أبشع صورها !!
هذا ما يسعى إليه هذا الوضيع الخائن باختصار ..
أما هو وعصابته، فمكانهم هناك، فيما أسماه (العاصمة الإدارية الجديدة) ولا هي عاصمة، ولا هي إدارية !!
هي - في الحقيقة - ملجأ آمن - يبعد عن القاهرة ٦٠ كم، محاط بسور منيع، لا يمكن لساخطين أو محتجين أن يصلوا إليه؛ لأنهم سيكونون هدفا سهلا جدا، يمكن (إبادته) قبل أن يصل، على طول ٦٠ كم (مكشوفة) تماما ..
هو العدوان على الآخر (أي آخر) بهدف الحصول على ما يسد الرمق ..
الوطن، يصبح مثل الغابة التي أصابها الجفاف، الضعيف فيها هو الهدف، وما أكثر الضعفاء من النساء والأطفال والعجائز ..
في هذه الغابة البائسة، يصبح القتل (وظيفة)، والسرقة (مهنة)، وخطف الرهائن (طقس يومي) في طول مصر وعرضها ..
إنها الفوضى في أبشع صورها !!
هذا ما يسعى إليه هذا الوضيع الخائن باختصار ..
أما هو وعصابته، فمكانهم هناك، فيما أسماه (العاصمة الإدارية الجديدة) ولا هي عاصمة، ولا هي إدارية !!
هي - في الحقيقة - ملجأ آمن - يبعد عن القاهرة ٦٠ كم، محاط بسور منيع، لا يمكن لساخطين أو محتجين أن يصلوا إليه؛ لأنهم سيكونون هدفا سهلا جدا، يمكن (إبادته) قبل أن يصل، على طول ٦٠ كم (مكشوفة) تماما ..
فعلى كل عاقل مخلص لديه (سهم)، أن يصوبه نحو هذا الفاجر الخائن، وعصابته، ومموليه، وليس نحو ذلك المسكين الذي لا يشغله في الدنيا سوى لقمة العيش، وستر بناته ..
بوصلتنا - أيها الأعزاء - تشير نحو الانقلاب، والانقلابيين، ومن مولهم، وليس نحو مصر والمصريين ..
قليل من الفطنة ..
قليل من الوعي ..
كي لا يطيش من سهامنا أكثر مما طاش ..
وكي لا تبقى بوصلتنا معطلة، فنوغل في التيه أكثر مما أوغلنا ..
بوصلتنا - أيها الأعزاء - تشير نحو الانقلاب، والانقلابيين، ومن مولهم، وليس نحو مصر والمصريين ..
قليل من الفطنة ..
قليل من الوعي ..
كي لا يطيش من سهامنا أكثر مما طاش ..
وكي لا تبقى بوصلتنا معطلة، فنوغل في التيه أكثر مما أوغلنا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق