الثلاثاء، 22 مايو 2018

قصة "نجاح باهر": "عزيزة إسمياعل" .. أخرجت زوجها المظلوم من السجن وأعادته إلى الحكم

قصة "نجاح باهر": "عزيزة إسمياعل" .. أخرجت زوجها المظلوم من السجن وأعادته إلى الحكم




بقلم: أحمد ماهر العكيدي
وفي غمضة عين، تبدل الحال وخسر النزال، وأذن الله بالاستبدال! كما تدين تدان..ولو طال الزمان!
في مثل هذا اليوم منذ أسبوعين فقط، كان رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب رزاق يرغي ويزبد، يهدد ويتوعد، يتهم مهاتير بالحب المرضي للسلطة والانفصال عن الواقع، بل وبالخرف لأنه في التسعينات من العمر (وكأن السلطة مكتوبة له هو دواء لا يعيش بغيره!!)، ويتهم المعارضة بالتشتت وعدم الخبرة.
استطاع نجيب تون عبد الرزاق بحيدته عن الصواب وإصراره على مجافاة الحق، والسير على درب الفساد ورعاية المظالم أن يجمع الفرقاء عليه، وأن يوحد المعارضين لسياساته وتوجهاته، بل لشخصه تحديداً!!...
الانشقاقات عن حزبه أمنو (المتلونون) تتوالى يومياً، بل وبدأوا في إزالة كل الصور الخاصة، وصدر مرسوم بمنع استخدام كل الشعارات الدعائية التي ظهرت في عهده ... حتى الشعارات الدعائية الخاصة بوزارة التعليم العالي أيضاً، تم منعها من الاستخدام .. وأظن أنه سيقضي بقيه عمره في السجن.
الشرطة، حتى ليلة أمس، أعلنت عن عجزه في عد وحصر كل الأموال التي صُودرت من بيوت رئيس الوزراء..تحريز قرابة 284 صندوق منها 72 صندوق مليئة بالأموال متعددة الجنسيات والمجوهرات وعدد يزيد عن 60 حقيبة يد لزوجة نجيب ثمن الحقيبة الواحدة تزيد عن 30 ألف دولار.
نجيب رزاق لن يواجه فقط تهمة الفساد المالي بل أيضا تهمة قتل ملكة جمال منغوليا، والتي كانت تعمل مترجمة له عام 2006 في رحلته إلى فرنسا لشراء عدة غواصات بحرية قبض من ورائها قرابة 100 مليون دولار أمريكي رشوة وكانت المترجمة هي الوسيط بينه وبين إدارة الشركة.
القصة تقول إن نجيب وعد المترجمة بمبلغ 100 ألف دولار هدية، ولكن مقابل أن يتزوجها أحد أصدقائه (شكليا) على أن تكون عشيقة له وحده وتسافر معه في كل مكان يذهب ... حصل خلاف بين المترجمة المنغولية وزوجها الماليزي، ففُضحت الأمور كلها. وفجأة اختفت المنغولية تماما عن الأنظار، إذ تبيَن أنها قتلت في إحدى الغابات القريبة، وذلك بعد ربطها في شجرة مع عبوة من متفجرات الــ C4.
المرأة المغدور بها تحولت إلى رماد، وبعد عدة محاولات من سفارة منغوليا بماليزيا، قُبض على 2 ضباط من حرس زوجة نجيب عبد الرزاق. وكان هذا الأخير حينذاك يشغل منصب وزير الدفاع وبمخازن قواته المسلحة فقط يمكن أن تجد متفجرات الــ C4. حوكم الضابطان بتهمة القتل العمد بواسطة قاضي مرتشي أصر على جعل القضية مقصورة على هذين الضابطين، فقط، ورفض مناقشة من أعطاهم الأوامر  ويعيشان الآن في أستراليا بعدما عفي عنهما نجيب رزاق.
يعتبر محمد نجيب رزاق سادس رئيس وزراء في تاريخ ماليزيا منذ الاستقلال، كما إنه أيضا أول سجل أول توريث غير مباشر للحكم بماليزيا، فأبوه (تون عبد الرزاق) ثاني وزراء ماليزيا وأحد المعجبين جدا بالثورة المصرية، ولذلك أطلق اسم (محمد نجيب) على أكبر أبنائه.
تقلد رزاق في 2009 منصب رئيس الوزراء خلفا لعبد الله بدوي (من ذوي أصول عربية) خليفة مهاتير ، ومنذ ذلك الحين وهو يقود حزب "اتحاد المنظمة الماليزية الوطنية". وعُرف بسياساته الاقتصادية المنفتحة التي قلصت الدعم الحكومي وفتحت الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية. ويُضاف إلى السجل القاتم لرئيس الوزراء السابق، شبهة أخرىـ فقد تلقى رزاق 681 مليون دولار هبة من العائلة المالكة السعودية، حسبما أعلن المدعي العام الماليزي، الذي أكد على أنه "ليس في ذلك أي مخالفة جنائية"؟؟
**
وبصدور عفو ملكي عن أنور إبراهيم، تكللت الجهود الجبارة التي قامت بها زوجه، "عزيزة إسماعيل"، فقد حافظت على حزبه "حركة الشباب المسلم" متماسكا، إلى أن استطاعت أن تتوافق مع مهاتير محمد، رئيس الوزراء السابق، وتشكل معه تحالفا تمكن من قلب المعادلة السياسية الماليزية وإعادته إلى سدة الحكم.
يخرج أنور إبراهيم من السجن منتصرا مُقبَلا يد زوجته عزيزة على الملأ، المرأة الصلبة المربية التي قادت المعارضة وقادت التحالف مع مهاتير، فيشكر الله ويشكر زوجته ويشكر الشعب، ويعلن أنه ما عاد في قلبه أي كره تجاه من ظلموه وأهانوه وحبسوه.
وهذه المرأة العظيمة هي الفائز الحقيقي في الانتخابـات الماليزية، ما فقدت ثقتها يومـا في زوجها رغم بشاعة الاتهامات التي وُجّهت إلـيه من قبل مهاتير، عام 1998، عقب الأزمة الاقتصادية التي مرّت بها ماليزيا، هـذه الاتهامات التي اعتبرها أنور إبراهيم مكيدةً سياسية، وانتقاما شخصيا
وظلت الدكتورة عزيزة إسماعيل، تكافح وتنافح في سبيل الوصول لبراءة زوجها، حتى حصل عليها وبرّأته المحكمة من كلِّ التهم الموجهة الأخلاقية الموجهة إليه، وكان ذلك في عام 2004م، وعاد الـرَّجل ليمارس دوره في الحياة السياسية
ولصعود نجم حزب أنور إبراهيم في الأوساط السياسية، وكونُه أصبح مصدرَ تـهديد لرؤوس الفساد في ماليزيا، خصوصًا مَن هم فى الحكم، حِيكت له مؤامرةٌ أخرى، فكان لا بد ان يعود أنور إبراهيم للسجن، وبنفس التهمة ،اي الشذوذ الجنسي، تم الحكم عليه مرة أخرى ب5 سنوات سجنا غير قابلة لاستئناف
عادت عزيزة إسماعيل لتأخذَ مكانه مرة ثانية للنهوض بأعباء الحزب ورص صفوف المعارضة الماليزية، وتبدأ رحلتها مُجـدَّدا في مواجهة رؤوس الفساد، لتخوض غمار الانتخابات عن الدائرة نفسها التي سبق وأن فازت بها، والتي كانت لزوجها من قبل، ليفوز حزبها في الانتخابات الأخيرة ضمن تحالف الأمل بـ 125 مقعدًا، ليصير قائد التحالف مهاتير 93 عاما رئيسا للوزراء ويصدر "محمد الخامس" ملك ماليزيـا عفوًا عن أنور إبـراهيم، مع تعهد من مهاتير محمد بالتنازل عن رئاسة الحكومة ليُوسف ماليزيا عقب خروجه من السجن، تكفيرا عن ذنبه في حق أنور.
تقول ابنتها "نورول": "والدتي شخصية مؤمنة تقية .. تلجأ دائما لله للحصول على القوة والـدعم" ..ضربت طبيبة العيون "عزيزة إسماعيل" أروع المثل للمرأة المسلمة، التي تقف خلف زوجها في وقت أزمته، وتؤمن بقضيته، وتسعى جاهدةً لإثبات براءته، ثم بعد ذلك تتجرد من حظوظ نفسها لتعود زوجة وأما.
صعد نجم أنور إبراهيم منذ الثمانينيات مع حزب مهاتير وتولى تباعا وزارات الشباب والرياضة والزراعة والتعليم، ثم عين نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للمالية حتى أصبح الرجل الثاني في ماليزيا .. وفي سنة 1998 كانت الإشارة لتصفية إبراهيم حين صنّفته مجلة "نيوزويك" الرجل الأول في شرق آسيا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق