خبران بلون الطمْىّ!
أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
وعبارة "في انتظار تقنين الأوضاع" تعني أنه تم بناء هذه الآلاف الأربعة بدون ترخيص ثم يحاولون تقنين الوضع بالتدريج أو بعارة شهيرة هي "التسلل خطوة خطوة".. وما اكثر المشاريع التي يتم تنفيزها حاليا بسرعة لافتة للنظر، سواء أكان ذلك ببناء الكنائس، وإن لم يسمح المكان يتم تحويل أى منزل الى كنيسة برشق سطحه بالقباب والصلبان؛ او بمشروع خط سير "العائلة المقدسة" التي لم تطأ ارض مصر والنصوص موجودة؛ أو بالمشاريع المتلاحقة لتعمير الصعيد المتمركز فيه تلك الأقلية منذ الاحتلال اليوناني الروماني وهروبها الى الصعيد بعيدا عن الاضطهاد والتعذيب؛ وآخر تلك البدع: "إحياء الجذور"، بكل ما بها من مغالطات لأن وجود اليونان قديما أيام مصر الفرعونية كان يسمى "احتلال يوناني وروماني"، وهذا وضع لا يحتفى به على الإطلاق..
ووجودهم في العصر الحديث كان الوضع عبارة عن "عمالة سيارة" بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، والعمالة السيارة لا حق لها على الدولة إلا العقد المبرم، وهو لا يعطي أى شرعية للعمالة السيارة لتغيير نظام الدولة. وإن كان قد تم ترحيلهم في القرن العشرين بعد العدوان الثلاثي، فالوضع ليس بحاجة الى أي تفسير.. ولا يبقى لهده الجذور من سبب او من دور تلعبه فعلا إلا العمل على تنصير شكل الدولة وخاصة العمل على عودة البحر الأبيض المتوسط الى اسمه القديم، "بحرنا" أو كما يقولونها باللاتينية: (Mare Nostrum)، بعد ان فرض قسطنطين المسيحية كديانة اجبارية لكل الإمبراطورية لتسهيل مهمة حكمها.. فآنذاك كانت كل البلدان المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط مسيحية وجميع باباوات ما بعد مجمع الفاتيكان الثاني (1965) يسعون حثيثا لتحقيقه بأي وسيلة. فالمخطط الذي يتم تنفيذه حاليا هو تزييف التاريخ شكلا وموضوعا حتى تبدو الدولة مسيحية. لذلك أضيف:
لو تحولت كافة المباني المصرية الى كنائس وصلبان، فالدين عند الله هو الإسلام، لأن النصوص المسيحية عبارة عن نسيج من الرقع، لأن كل خطوة تغيير وتحريف ثابتة في محاضر المجامع والكنائس وكتابات بعض الأمناء من نفس أبنائها..
أشعلت قضية إغلاق المساجد الأهلية في مصر حربا شرسة على الإنترنت، بين مؤيد لهذه الخطوة، اعتبر فيها وسيلة مشروعة تساعد في الحرب على الإرهاب، أو رافض لها، وصفها بأنها خرقا جديدا وتجاوزا طرأ على الخطاب الديني في مصر.. وتأتي هذه التطورات بعد أن أعلنت وزارة الأوقاف المصرية عن إغلاقها 20 ألف مسجد وزاوية، "تمثل أوكارا للمتطرفين" بحسب الوزارة.
والناطق باسم وزارة الأوقاف ورئيس القطاع الديني الشيخ جابر طايع أكد خلال تصريحات لوسائل الإعلام المصرية أن إغلاق تلك الزوايا، التي وصفها بأنها كانت أوكارا للإرهابيين، تم على الغاء خطبة الجمعة، نافيا أن يكون الإغلاق قد شمل الصلاة، وشدد المتحدث على أن تبعية جميع المساجد المصرية تعود وفقا للقانون إلى وزارة الأوقاف. ويبقى السؤال الساذج: هل تجوز صلاة الجمعة بلا خطبة؟ بينما الخبر يقول:
"الأوقاف أغلقت 20 ألف زاوية أمام صلاة الجمعة والخطابة والدروس والأنشطة كافة باستثناء الصلاة فقط، لكونها أوكارا للمتطرفين". ولو تأملنا بعضا مما يدور في نفس الوقت لأدركنا أنه ترتيب عام يتم في آن واحد على كافة بلدان العالم لمحاصرة الإسلام ويتم تنفيذه بأيدي المسلمين:
-
إغلاق مساجد فرنسا.. الخوف على الجمهورية الخامسة
-
إغلاق مساجد السعودية عقب كل صلاة لأسباب أمنية
-
حكومة موزنبيق تطلق حملة لإغلاق عدد من المساجد
-
أنغولا: حملة إغلاق المساجد مستمرة
-
النمسا.. إغلاق المساجد التي لا تلتزم بـ "الإسلام الجديد"
-
مصر تشن حملة إغلاق للمساجد المتطرفة أسفرت عن إغلاق 20 ألف مسجد
-
عريضة تطالب بطرد المسلمين من بلجيكا
-
مسجد في مدينة بوردو بفرنسا يستضيف معرضا عن "محرقة اليهود"، وكأن المسلمون مسؤولون عنها.. رابط الخبر:
وإن كان لهذا الخبر الأخير من دلالة فهي، على ما يبدو، انهم يرتبون لاتهام المسلمين بالمحرقة، التي قام بها هتلر، لتتواصل لعبة اقتلاع الإسلام، بما اننا نقر ونوافق ونعاون على التنفيذ.. وخاصة بما أننا نتناسى ان الغرب الصليبي المتعصب هو الذي صنع الإرهاب، باعترافه، لمحاربة الإسلام..
ويظل الدين عند الله هو الإسلام، لأن نصوص تلكما العقيدتين ثابت انهما محرفتان، وذلك بأقلام بعض الأمناء من أبنائها..
زينب عبد العزيز
8/5/2018
زينب عبد العزيز
8/5/2018
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف