السبت، 12 مايو 2018

دعاة على أبواب جهنم؟

دعاة على أبواب جهنم؟

مجرد اقتران اسم راقصة ببرنامج ديني هو سخرية بالدين واستهزاء بالمنتسبين إليه

تتسارع الأحداث وتتلاحق البلايا والرزايا وتتنوع مصادرها مع ثبات الهدف والغاية المتمثلة في النيل من الإسلام ومحاربة أهله، حتى أصبحنا كما قال أبو الطيب رحمه الله: 
رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتّى/ فؤادي في غشاءٍ من نِبالِ
فصرْتُ إذا أصابتني سِهامٌ/ تكسّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ.
فقد تزاحمت النصال والسهام في الأيام الماضيةK والبداية كانت مع المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يطل على الناس بين الفينة والأخرى ليسوق لأطماعهم أو يبرر جرائمهم، لكن تطور الأمر مؤخرا وأصبح ينفث سمه في صورة أحاديث دينية ومواعظ إسلامية يستشهد فيها بكلام بعض العلماء والدعاة الذين امتطوا صهوة التطبيع والرضا بالمحتل طاعة لتوجيهات ولي الأمر!
ثبات الواعظين
وكنت لا أحفل كثيرا بما يبثه وينشره حتى ندبني بعض الفضلاء لمشاهدة مقطعه الأخير عن فضائل يوم الجمعة فوجدته في ثياب الواعظين ويمسك بمسبحة في غير اليمين
لأن أصحاب المشأمة لا يعرفون إلى التيامن سبيلا، ثم أخذ يهاجم حركة حماس ورجالها وما تقوم به في مسيرة نضالها ثم انتهى إلى إخراجهم من دائرة الإسلام واستشهد على زوره وإفكه بآيات من القرآن الكريم وأحاديث من السنة المطهرة يضعها في غير موضعها وينزلها على غير محلها.!
لكن هالني هذا الجم الغفير من المسلمين الذين يتابعونه وهو يفتخر ويباهي بكثرة محبيه ومتابعيه وهو جرم كبير وخطر عظيم وتعاون على الإثم والعدوان.
فوجودك على صفحته ينشرها عند أصدقائك وقد يكون منهم من لا يملك من العلم ما يدفع به هذا الزيغ فتقع الشبهة في نفسه، مع الأخذ في الاعتبار أن نطقه بالقرآن وحديثه بالسنة وهو كافر بهما هو استهزاء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم>
قال الله تعالى:
(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حتى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)
الراقصة سما المصري
وفي نفس مسلسل الاستهزاء بالإسلام والسخرية من أهله روجت الراقصة سما المصري لبرنامج ديني تزعم أنهh ستقدمه في رمضان وسواء قدمته بالفعل أم كانت مجرد دعاية لشغل الناس وصرفهم عن همومهم الكبرى فإن مجرد اقتران اسم راقصة ببرنامج ديني هو سخرية بالدين واستهزاء بالمنتسبين إليه وثابت في فتاوى كبار العلماء أن هذا من أبواب الردة كذلك من سخر بما يفعله المسلم من تعاليم الإسلام فما بالكم بالسخرية بالإسلام وتعاليمه.
وقد سجل القرآن الكريم موقف نفر سخروا من علماء الصحابة وقالوا ما نرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونا وأجبننا عند لقاء العدو، فقال تعالى:
(وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ)
مع أنهم اعتذروا بأن سخريتهم كانت لعبا ومزاحا. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كفروا مع أنهم قالوا تكلمنا بما لم نعتقد.
ولا شك في أن الجو العام وغياب الرادع وأمن العقوبة هو من ساعد هؤلاء على هذه الجرأة، فمن أمن العقوبة أساء الأدب. ولا يسع أهل العلم السكوت على هذا الفسوق الذي هو مقدمة لمسلسل من الغي والفجور يتولى كبره دُعَاة على أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها.
حذف آيات القرآن
وعلى الصعيد العالمي وقع أكثر من ثلاثمائة فرنسي منهم ساركوزي الرئيس السابق عريضة تطالب بحذف بعض آيات من القرآن الكريم كآيات الجهاد والاستشهاد والآيات التي يرونها تعادي السامية، لكن ما استوقفني أن من الآيات التي طالبوا بحذفها قول الله تعالى وتقدس:
(لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا).
وانحصرت ردة فعل المسلمين في بيان استنكار صدر من الأزهر الشريف في مصر ومثله من الجزائر لكن ردة فعل تركيا كانت على مستوى ردع هذا التطاول، فقد وصف وزير خارجيتها العريضة وأصحابها بالوقاحة وأردف قائلا: إن القرآن الكريم ليست لعبة مكعبات يحذف منها أو يزاد عليها ثم صرح الوزير عمر جيلك وزير شئون الاتحاد الأوروبي أن فرنسا بهذا الكلام لا تختلف عن داعش.، فهل أصبح الإسلام بستانا بلا أسوار تلجه الثعالب من كل مكان؟ ويعبث بحرماته كل من ليس له زمام ولا خطام؟ وغدت تهمة التطرف والإرهاب معدة سلفا لكل من يزود عن حياضه من أبنائه؟! إلا أنه مع قتامة الصورة وتكالب القريب والبعيد، فإنا على موعد مع فجر جديد.
وعلى يقين من أن الأيام دول فإن كانت المائة سنة الماضية سنوات هزيمة وانكسار، فالقادم بإذن الله زمن عز وانتصار.
والمستقبل لهذا الدين ولمثل هذا فليعمل العاملون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق