قصف المستشفيات وواجبنا نحو غزة
عبد الله بن فيصل الاهدل
يتعرض إخواننا في غزة منذ قرابة أسبوعين لأعنف حملة عسكرية همجية عرفتها غزة وعموم فلسطين في كل عصورها، وظاهر هذه الحملة استئصال حماس والمجاهدين الفلسطينيين، وحقيقتها استئصال المسلمين من المنطقة كلها كما يعلم ذلك كل متابع، وبالأمس ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في اليوم الـ11 من حربه على غزة بقصف مستشفى المعمداني، مخلِّفًا أكثر من 500 شهيد ومئات المصابين، وما زالت حصيلة الضحايا -الشهداء والمصابين- ترتفع بسبب ضرب المنشآت الحيوية باستمرار..
وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة إنه يصعب التعرف على جثث ضحايا مجزرة مستشفى المعمداني.. وأضاف أنه كان يُعتبر ملاذًا آمنًا لسكان القطاع، مؤكدًا أن كل الشهداء والجرحى في المجزرة مدنيون.
وخلَّف القصف المتواصل للاحتلال على غزة حتى الآن أكثر من 3 آلاف و200 شهيد و12 ألفًا و500 جريح، أغلبيتهم أطفال ونساء، كل هذا يتم بغطاء ودعم سياسي وعسكري أمريكي وغربي، وفي ظل عجز عربي وإسلامي مُطْبِق، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فما هو واجبنا نحو إخواننا المسلمين هناك؟
الجواب:
إن الواجب الأول على كل مسلم مستطيع هو:
النصرة الواجبة لكل مسلم؛ قال الله تعالى: ﴿..وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ..﴾.
يقول السعدي: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ﴾ أي: لأجل قتال من قاتلهم لأجل دينهم ﴿فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ والقتال معهم... [تيسير الكريم الرحمن صـ(327)].
ومن الـمُتَيَقَّن أن اليهود والنصارى لا يحاربون أهل غزة وفلسطين إلا من أجل هزيمة الإسلام وتمكين اليهود من كافة فلسطين، والمسلمون في غزة ما يجاهدون ولا يرابطون فيها من أجل دنيا يصيبونها بل دحرًا لليهود عن بلادهم وأبنائهم، ودفاعًا عن المسجد الأقصى الذي ينتهكه اليهود كل يوم، وأوشكوا أن يهدموه ويستبدلوه بهيكلهم المزعوم -خذلهم الله تعالى-.
قال تعالى: ﴿وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا﴾.
قال الحافظ ابن كثير: أي: وقد أُخِذَتْ منا البلاد وسُبِيَت الأولاد؟. [تفسير ابن كثير (1/665)].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلِمُهُ..». [رواه البخاري (2442) ومسلم (2580)].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: وقوله: «ولا يُسْلِمُه»: أي لا يتركه مع من يؤذيه، ولا فيما يؤذيه، بل ينصره ويدفع عنه، وهذا أخص من ترك الظلم... [فتح الباري (5/97)].
وعن جابر بن عبد الله وأبي طلحة بن سهل الأنصاري يقولان: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «ما من امرئٍ يخذل امرأً مسلمًا في موضع تُنتهك فيه حُرْمَته ويُنتقص فيه من عِرضه، إلا خذله الله في موطن يُحب فيه نُصْرته، وما من امرئٍ ينصر مسلمًا في موضع يُنتقص فيه من عِرضه ويُنتهك فيه من حُرْمته، إلا نصره الله في موطن يُحب نُصرته». [رواه أبو داود (4884) وغيره، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5690)].
ومع تحكُّم العلمانيين والمرتدين في بلاد الإسلام صارت النصرة العسكرية لأهلنا في فلسطين غير ممكنة لآحاد المسلمين من غير أهل غزة، ومع ذلك فقد أوجد الله تعالى لنا صورًا أخرى من النصرة يمكن لآحاد المسلمين القيام بها أو ببعضها؛ فنقول وبالله التوفيق:
قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾.
فقسم الناس قسمين:
- قسم مجاهد في نحر العدو.
- وقسم صابر؛ سواء بالسجن، أو بالقصف المتعمد -كحال أهل غزة وإدلب بالشمال السوري-، أو بمطلق التضييق -كما هو حال عامة المسلمين اليوم-.
وبالصبر والتقوى يفشل كيد الأعداء؛ كما قال الله تعالى: ﴿إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾.
ومما يوجب الصبر على استعلاء العدو: فَقْدُ الأسباب -كحال أهلنا في مدينتي غزة وإدلب- حيث يتعرضون لأعنف القصف الإجرامي اليهودي والروسي، ولا سبيل لدفع وإيقاف ذلك القصف..
ومع ذلك ورغم كل ما يمر بالمسلمين من المحن والأزمات والبلايا؛ فالمؤمن لا ينفك أبدًا من أن يكون عالي الهمة سامي النفس، طامحًا ساعيًا للنصر والتمكين، حتى وإن كان فاقدًا لأسباب ذلك؛ فالنصر بيد الله وحده، ولو شاء لمكَّن للمؤمنين دون أسباب؛ قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿..وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ..﴾.
وقال تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١٣٩ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ١٤٠ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ١٤١ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾.
فما نُبْتلى به -حقًّا- في هذه الدنيا هو: الصبر والثبات على أوامر الله عزَّ وجلَّ؛ قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
وبِيَدِنا جملة من الأسباب الإيمانية والمادية علينا الأخذ بها؛ نذكر منها:
1- الاستغفار:
قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾.
عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية قال: كان فيهم أمانان: نبيُّ الله، والاستغفارُ. قال: فذهب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وبقي الاستغفار. [رواه الطبري في تفسيره (16000) وغيره، وإسناده حسن].
وقد كان شأن المؤمنين على مدار التاريخ أن يدخلوا معاركهم مع عدوهم بالاستغفار والتوبة من الذنوب؛ كما قال تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ١٤٦ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ١٤٧ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.
2- الدعاء:
يقول الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: ... والدعاء من أنفع الأدوية وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل... [الجواب الكافي صـ(4)].
3- تقوى الله عزَّ وجلَّ:
كما تقدم في قوله تعالى: ﴿..وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا..﴾.
فلا ينبغي للمسلم أن يظل سادرًا في غيه وعصيانه وهو يزعم أنه مصابر لأعداء الله فاقد لأسباب مواجهتهم ودحرهم!!
يقول شيخ الإسلام -مفسرًا لهذه الآية-: فبيَّن سبحانه أنه مع التقوى والصبر لا يضر المؤمنين كيد أعدائهم المنافقين. [مجموع الفتاوى (10/507 - 508)].
4- الجهاد بالمال:
ولأهمية الجهاد بالمال قدَّمه الله عزَّ وجلَّ على الجهاد بالنفس في كل مواضع القرآن إلا في موضع واحد، وهو قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
5- التحريض على القتال:
والتحريض هو لكل من له قدرة على الـمناصرة والـمساعدة بأي نوع من القوة مادية كانت أم معنوية -وهذا سهل في زماننا بوسائل التواصل ونحوها-؛ قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ..﴾.
يقول العلامة السعدي: أي: حثهم وأنهضهم إليه بكل ما يقوي عزائمهم وينشط هممهم، من الترغيب في الجهاد ومقارعة الأعداء، والترهيب من ضد ذلك، وذكر فضائل الشجاعة والصبر، وما يترتب على ذلك من خير في الدنيا والآخرة، وذكر مضار الجبن، وأنه من الأخلاق الرذيلة المنقصة للدين والمروءة، وأن الشجاعة بالمؤمنين أولى من غيرهم؛ ﴿إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾. [تيسير الكريم الرحمن صـ(325)].
6- تجهيز المجاهدين وخلافتهم بخير في أهلهم ومالهم:
عن زيد بن خالد رضي الله عنـه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «من جهَّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا ومن خَلَفَ غازيًا في سبيل الله بخير فقد غزا». [رواه البخاري (2843) ومسلم (1895)].
قال الحافظ ابن حجر: قوله: «فقد غزا». قال ابن حبان: معناه أنه مثله في الأجر وإن لم يغز حقيقة... [فتح الباري (6/50)].
7- الإعداد:
قال الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾.
ومن أهم إعداد القوة الرماية؛ كما ثبت عن عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو على المنبر يقول: «﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي». [رواه مسلم (1917)].
ومنه رياضة البدن وتقويته؛ عن أبي هريرة رضي الله عنـه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز...». [رواه مسلم (2664)].
والإعداد لا ينبغي أن ينفك عن مسلم؛ قال الله عزَّ وجلَّ -في ذم المتخلِّفين عن الجهاد من المنافقين: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾.
ومن خطورة ترك الإعداد: مشابهة هؤلاء المنافقين، وقد أخبر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أن مجرد تحديث النفس بالغزو هو من الجهاد، وترك تحديث النفس به شعبة من شعب النفاق كما ثبت في حديث أبي هريرة رضي الله عنـه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «من مات ولم يغز ولم يُحدِّث به نفسه مات على شعبة من نفاق». [رواه مسلم (1910)].
8- طلب علم الدين والدنيا:
فالعلم سبيل لمواجهة الأعداء، والأمة الجاهلة لا تتمكن من مواجهة عدوها؛ بل تظل أسيرة علومه ومنتجاته العسكرية وغيرها، كما تظل جاهلة بما أوجب عليها ربها من إعداد إيماني ومادي ونصرة للدين.
ولهذا حديث يطول كررناه مررًا.
9- الانتهاء عن التنازع فيما بين المؤمنين:
قال الله تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.
يقول الإمام الطبري رحمه الله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا﴾، يقول: ولا تختلفوا فتفرقوا وتختلف قلوبكم ﴿فَتَفْشَلُوا﴾، يقول: فتضعفوا وتجبنوا، ﴿وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ يعني: من البأس والكثرة. وإنما يراد به في هذا الموضع: وتذهب قوتكم وبأسكم، فتضعفوا ويدخلكم الوهن والخلل. [تفسير الطبري (13/575-576)].
وها هنا فقه دقيق لشيخ الإسلام حيث يقول:
وقال تعالى: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾.
فأمر سبحانه بالصبر على أذى المشركين وأهل الكتاب مع التقوى، وذلك تنبيه على الصبر على أذى المؤمنين بعضهم لبعض متأولين كانوا أو غير متأولين. [الاستقامة (1/38)].
فليس الزمان زمان اختلافات وتنازعات بينما أجمع أعداء الإسلام أمرهم على تأليب قوى الطغيان العالمية لاستئصال المسلمين من المنطقة -سواء في غزة أو غيرها-.
وعلى الشعوب الإسلامية الضغط على حكامها، والمطالبة بما يلي:
1- طرد سفراء الكيان الصهيوني.
2- المقاطعة الاقتصادية لبضائع الكيان الصهيوني وللبضائع الأمريكية والفرنسية والانجليزية ومقاطعة شركات هذه الدول، وسحب الأموال والاستثمارات من هذه الدول وتحويلها إلى دول العالم الإسلامي.
3- إلغاء اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال، وغيرها من الاتفاقيات المناقضة للشرع.
4- وقف تصدير النفط والغاز لهذه الدول.
5- التمسك بحق الشعب الفلسطيني في كامل أرضهم، وإنهاء الاحتلال بكامله، وإعادة المسجد الأقصى للمسلمين.
6- إيقاف القصف على المدنيين، وإزالة كافة أنواع الحصار عن غزة والضفة، ومدهما بكافة ما يلزم للحياة.
ونحن على يقين تام أن أعداء الله تعالى من اليهود والنصارى وغيرهم لن يفلحوا؛ فالعاقبة للمتقين، ولْـنُرِ الله عزَّ وجلَّ منا استجابة وخضوعًا له عزَّ وجلَّ وذلة للمؤمنين وعزة على الكافرين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق